تحولت منطقة تل المسخوطة بمنطقة السبع آبار بمحافظة الإسماعيلية ومن أهم المعالم السياحية بها إلى دليل آخر على التجاهل والإهمال. ويختلف المؤرخون حول أصول تسمية المنطقة بالمسخوطة فبعضهم يرجعها لعام 1886 بعض العثور علي تماثيل اوشبيتي فأطلق العمال عليها اسم المساخيط ليعرف فيما بعد التل بالمسخوطة، ويضم التل مخازن لتموين وإمداد الجيوش المصرية المتجهة إلي بلاد الشام ولتأمين الحدود الشرقية كقاعدة تكوين وإمداد على مساحة 82 فدان، ويرجعها البعض للآثار الموجودة في المنطقة. والحقيقة التي يؤكدها معظم المؤرخين أنها مدينة "براتوم" اى مقر "عبادة الإله آتون" وسور معبد أتون والذي تم اكتشافه سنه 1906 وبه لوحة من الحجر الجيري تسمى لوحة اتون كذلك توجد مخازن بيثوم وتابوت من البازلت وتابوت من الالباستر من العصر البطلمي تم نقلهم إلي متحف الإسماعيلية، كما وجد بئر عميق حوالي 30 متر لتخزين المياه مبنى من الحجر الجيري الأملس. والتل هو أحد مصادر جذب الزائرين خاصتا القائمين بأعمال الحفر والتنقيب من أعضاء بعثات المجلس الأعلى للآثار والذين أعلنوا مؤخرا اكتشاف مقبرة المسئول عن السجلات الملكية في عصر الأسرة 19 (1315 -1201 قبل الميلاد ) و 35 مقبرة من العصر الروماني، وأكد المختصون ندرة هذه المقبرة لأنها أولى مقابر الوجه البحري من عصر "الرعامسة" وعلي درجة عالية من الإتقان والإبداع الفني في ذلك العصر.
وأكدت د.يسرية عبد العزيز حسني في احد مؤلفاتها تحت أسم "المدخل الشرقي لمصر" أن خامات تل المسخوطة قريبة جدا من تلك التي خرجت من تل حبوة على مدخل الدلتا الشرقية وطرق سيناء لاشتراك الموقعين في إستراتيجية المكان، فتل المسخوطة يقع في مدخل وادي الطميلات وله نفس أهمية موقع تل حبوة. كما أكد النائب السابق د.إبراهيم الجعفري عن دائرة أبو صوير أن تل المسخوطة من التلال الأثرية المهمة، مشيرًا إلى قرب هذه المنطقة من المنطقة السكنية التابعة لقرية السبع مما أفقدها كثيرًا من التطوير. وأضاف محمد يوسف كاتب ومؤرخ أن التل يعد احد أهم القرى الفرعونية القديمة بمحافظة الإسماعيلية، مشيرا إلي اهتمام البعثات الفرنسية عقب تأميم وافتتاح هيئة قناة السويس بالقيام بأعمال التنقيب والحفر حتى وجدوا بعض الآثار الفرعونية والتي تم الاحتفاظ ببعض منها داخل متحف الإسماعيلية القومي والبعض الآخر داخل المتحف المصري القومي. ومن الملاحظ أن أهالي منطقة تل المساخيط يتباركون بهذا المكان فقد ذكرت نبيلة كامل عبد المسيح أحد القانتات حول التل في بيوت الطين منذ 12 عام أنها تتبارك بالمكان والذي يحمل صبغة روحانية لا تستطيع وصفها، كما أشار السيد علي علي جبيش من أهالي المنطقة انه سيتم عمل سور اثري لحماية المنطقة خاصة بعد أن أصبح التل مأوى لقطاع الطرق والخارجين عن القانون خاصة بالليل. وعن تأمين المنطقة أكد لطفي السيد حسن مراقب الأمن بالتبادل مع ستة آخرين انه يمنع أي من الوفود الأجنبية والتي تأتي لزيارة التل إلا بوجود تصريح سياحي رسمي، علما بان مكاتب خاصة بالهيئة العامة للآثار أو المجلس الأعلى هي المسئولة عن استخراج التصاريح هم. وعلى صعيد آخر نفي طارق حرش مدير مكتب الآثار بمدينة التل الكبير توافر الآثار بتل المسخوطة مؤكدا أن المقبرة الأخيرة المكتشفة وجدت في البر المقابل لبر التل "روض اسكندر"، مضيفا بأنه جاري تقنين وضع التل حتى يتسنى تحويله إلي احد المزارات السياحية الهامة بالمدينة.