تل المسخوطة هو أحد المعالم الأثرية في مدينة أبو صوير بالاسماعيلية وقد اختلف المؤرخون حول أسباب التسمية منهم من أرجع هذا الإسم للعمال الذين قاموا بحفر هذه المنطقة في عام1886. وعثروا علي تماثيل اوشبيتي وأطلق عليها اسم المساخيط ليعرف فيما بعد بتل المسخوطة وكان يضم مخازن لتموين وإمداد الجيوش المصرية المتجهة لبلاد الشام بينما يفسر البعض سبب تسميته بأن التماثيل الموجودة بالمكان كانت لأفراد حقيقيين لكنهم سخطوا وسميت المنطقة بهذا الاسم. يوجد في هذا المكان معبد للمعبود آتون وتابوت من البازلت وآخر من الالباستر من العصر البطلمي تم نقلهما لمتحف الاسماعيلية كما توجد به بئر علي عمق30 مترا كانت تستخدم لتخزين المياه وهي عبارة عن مبني من الحجر الجيري الاملس ويضم أواني فخارية وجعاين ترجع للدولة الوسطي وعصر الهكسوس والدولة الحديثة والعصر اليوناني كما ان قناة سيزوستريس كان لها ميناء في المسخوطة ومجري مائي مصمم بالحجر الجيري. وقد كشفت بعثة المجلس الأعلي للآثار في تل المسخوطة عن مقبرة من عصر الأسرة ال19(1315 1201 ق.م) مبنية من الطوب اللبن بحجرة مستطيلة لها سقف جمالوني من بلاطات من الحجر عليها نقوش لصاحب المقبرة وهي الأولي في الوجه البحري من عصر الرعامسة وعلي درجة عالية من الاتقان في النقوش والمناظر الفنية, وأسفرت الحفائر أيضا عن كشف35 مقبرة من العصر الروماني بخلاف الكشف عن جزء من لوحة من الحجر الجيري منقوش عليها بالحفر الغائر باللغة المصرية القديمة اسم عاصمة الهكسوس وهي تقع علي عمق4 أمتار تحت سطح الأرض. الأخوة الاقباط يتباركون بتل المسخوطة لأن هذا المكان مرت عليه السيدة مريم وعيسي عليه السلام اثناء توجههما الي مصر لذا يذهبون إليه في المناسبات الدينية ليتذكروا عظمة الموقع الذي قد يكون غير معلوم للكثيرين من الشعب المصري لان الأضواء غير مسلطة عليه حتي الافواج السياحية نادرا ماتأتي لمشاهدته.. ولأن المنطقة مكشوفة وغير مؤمنة فقد اضطرت بعثات الآثار التي تقوم بالتنقيب والذي توقف حاليا بنقل الاكتشافات ذات الأحجام الصغيرة الي متحف الاسماعيلية أو القنطرة شرق حفاظا عليها من السرقة أو حمايتها من أيدي العابثين وغالبيتها عبارة عن أوان فخارية ولوحات جيرية وجدت في المقابر الكبيرة والصغيرة. المشكلة التي يعاني منها تل المسخوطة الأثري أنه مفتوح علي مصراعيه وفي بعض الأوقات يكون مأوي للخارجين علي القانون ولابد من حمايته بإقامة سور حوله بطابع فرعوني وتكثيف الحراسة عليه في النهار والليل علي حد سواء لاسيما وأن الأحداث السياسية الاخيرة تعرض خلالها للسرقة حيث قام مجهولون بتحطيم جزء من التابوت البازلتي دون دراية بأهميته التاريخية العظيمة. الآثار في تل المسخوطة تعاني من الاهمال الشديد ولايدرك من يسكن حولها مدي قيمتها والاطفال يلهون من حولها بل يقوم بعض الأشخاص بإلقاء القمامة داخلها في منظر يدعو للأسف والحسرة علي تاريخ أجدادنا الذي لا نعيره اهتماما أنها حقيقة مؤلمة والعين المجردة تكشفها والمطلوب من وزارة الآثار أن تعيد تقييمها لهذه المنطقة من جديد لان هناك اكتشافات داخلها بالجملة لم تر النور بعد. الغريب أن هذا الموقع الأثري غير موجود علي الخريطة السياحية سواء في الاسماعيلية أو علي مستوي الجمهورية ويأتي اليه عدد قليل من الأجانب بين فترات زمنية متباعدة وهؤلاء من المهتمين بالتاريخ الفرعوني واليوناني والروماني يقومون برصد مايشاهدونه علي أرض الواقع بحلوه ومره. الدكتور محمد عبدالسميع مدير عام آثار الاسماعيلية وسيناء يقول إن تل المسخوطة هو أثر بالغ الأهمية تم اكتشافه منذ سنوات عدة لكن لم يتم تطويره بعد لأن البعثات الاثرية مازالت تعمل داخله. واضاف أن المشكلة تكمن في العبث الذي حدث في أحدث مقبرة فرعونية تم اكتشافها منذ أشهر قليلة ترجع لعصر الرعامسة قام مجهولون بإحراق اجزاء منها وحطموا التابوت الموجود بها. وأشار إلي أنه قام بإبلاغ الادارة المركزية للآثار بوجه بحري حتي يكونوا علي بينة من الامر وهناك اتجاه لنقلها بعد ترميمها لمدينة شرم الشيخ أو أحد المتاحف الأخري.