كشفت بعثة المجلس الأعلي للآثار بمنطقة أثار الإسماعيلية عن مقبرة من عصر الأسرة19(1315 1201 ق.م) بمنطقة تل المسخوطة والمقبرة مبنية من الطوب اللبن لحجرة مستطيلة وبئر عميقة مربعة الشكل ولها سقف جمالوني من بلاطات من الحجر عليها نقوش لصاحب المقبرة. وقال د. زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار إن المقبرة المكتشفة هي المقبرة الأولي في الوجه البحري من عصر الرعامسة وعلي هذه الدرجة العالية من الإتقان في النقوش والمناظر الفنية والإبداع الفني المعروف في عصر الرعامسة. وأضاف أن الحفائر أسفرت أيضا عن كشف عدد35 مقبرة من العصر الروماني في طبقة أحدث من الطبقة التي عثر فيها علي المقبرة الفرعونية المكتشفة. بالإضافة إلي الكشف عن جزء من لوحة من الحجر الجيري منقوش عليها بالحفر الغائر باللغة المصرية القديمة اسم عاصمة الهكسوس افاريس( حت وعرت) والإله ست أمام احد الملوك من الأسرة19 ولم يعرف اسمه بعد وهذه اللوحة توضح علاقة المكان بعاصمة الهكسوس افاريس المكتشفة في تل الضبعة بالشرقية. ويوضح أن المقبرة المكتشفة من عصر الأسرة19 تقع علي عمق4 أمتار تحت سطح الأرض وربما تكون جزءا من جبانة مهمة تقع ما بين ترعة الإسماعيلية وخط سكة حديد الإسماعيليةالقاهرة وطريق الإسماعيليةالزقازيق الزراعي. يقول د. محمد عبدالمقصود المشرف علي الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري أنه عثر داخل المقبرة علي تابوت ضخم من الحجر الجيري لصاحب المقبرة واسمه قن أمون المسئول عن السجلات الملكية من العصر الأسرة19 والتابوت المكتشف من الحجر الجيري منقوش من الداخل والخارج كما ورد علي جدران المقبرة اسم زوجة صاحب المقبرة ايزيس ووظيفتها مغنية للإله أتوم. والمقبرة منقوشة بالحفر الغائر لمناظر مختلفة ذات طابع ديني ومناظر جنائزية أهمها منظر محاكمة الموتي الفصل125 من كتاب الموتي ومنظر النائحات( الندابات) علي المتوفي ومنظر البقرة الآلهة حاتحور علي هيئة البقرة تخرج من أحراش الدلتا ومناظر أبناء حورس الأربعة وألقاب المتوفي والوظائف التي تقلدها كما أن النقوش توضح انه كان له دور مهم في الدولة وانه كان المسئول عن السجلات الملكية. واعتبر الأثري الدكتور محمد عبدالمقصود هذا الكشف الأثري سيضيف الكثير من المعلومات عن تاريخ الدلتا وجغرافية المنطقة علاوة علي التاريخ الفني لما تحتويه المقبرة من مناظر مهمة ووظيفة صاحبها وعلاقة ذلك بالمدخل الشرقي لمصر. وقال محمد عبدالمقصود إن بعثة الحفائر تقوم بأعمال التسجيل الأثري المتكامل للكشف المهم ونقوش المقبرة لتوثيقها كاملا, حيث أن المقبرة والمناظر علي جدرانها تصلح للعرض متحفيا. وأضاف أن هذه المنطقة كانت تقع ضمن ما يعرف باسم بيتوم وهي مدينة قديمة تقع في وادي الطميلات وعلي أحد فروع النيل الشرقية الذي تكون منه في قديم الزمان الجزء الأكبر من قناة السويس وكانت هذه المدينة مركز استيطانيا ومنطقة شبه صحراوية ومقرا لحامية قوية وكانت تسمي بيت أتوم وتقدمت المدينة كثيرا في عهد حكم الملوك الرعامسة, وتقع بيتوم علي مسافة قصيرة من طريق القوافل الذي يصل الآن بين القاهرةوالإسماعيلية عند تل المسخوطة هذا وكان قد تم استخراج أثناء عملية حفر قناة السويس عدة تماثيل ولوحات حجرية منقوشة وتماثيل اتخذت شكل ابوالهول للملك رمسيس الثاني. يذكر أن تل المسخوطة كانت تضم مخازن لتموين وإمداد الجيوش المصرية المتجهة إلي بلاد الشام ولتأمين الحدود الشرقية كقاعدة تموين وإمداد.. كما أن لقب زوجة صاحب المقبرة وهي ايزيس هي مغنية أتوم التي تنتمي إليها المدينة بيتوم.