رغم أنه احد اهم المعالم السياحية بمنطقة السبع آبار في الاسماعيلية خاصة بعد تصريحات الدكتور زاهي حواس امين عام المجلس الاعلي للآثار الاخيرة حول ندرة المقبرة التي اكتشفت فيه مؤخراً باعتبارها المقبرة الاولي في الوجه البحري من عصر "الرعامسة".. الا ان الواقع الذي يشهده "تل المسخوطة" يؤكد انه وصل الي حالة يرثي لها في ظل تجاهل المسئولين لتسوير المنطقة لحمايتها من العابثين بالآثار والخارجين عن القانون الذين يتخذونه وكراً لهم ليلا فضلا عن اكوام القمامة التي باتت تحاصره. المؤرخون اختلفوا حول اسباب تسمية الوادي بالمسخوطة فمنهم من ارجع التسمية الي عام 1886 عندما تم تحفير المنطقة وعثر علي تماثيل اوشبيتي فاطلق عليها العمال اسم المساخيط ومنهم من اكد ان التسمية جاءت بعد اكتشاف كتلة من حجر الجرانيت لملك جالس بين الهين واعتقد ابناء المنطقة انهم كانوا بشرا حقيقيين ولكنهم انسخطوا لذلك اطلقوا عليه هذا الاسم. إلا ان الاكتشافات التي شهدتها المنطقة بدءًا من مقابر العصر الروماني والتي وصل عددها الي 35 مقبرة ونهاية بمقبرة المسئول عن السجلات الملكية في عصر الأسرة التاسعة عشرة التي اكتشفت مؤخراً تؤكد اهمية هذا التل بإعتباره نسيجاً بين العصور المختلفة. "روزاليوسف" تجولت بين ارجاء التل ورصدت مظاهر الاهمال التي تحاصره. ولفت محمد يوسف "كاتب ومؤرخ" الي ان التل يعد اهم القري الفرعونية القديمة بالاسماعيلية الا انه يأسف من الاهمال الذي يعاني منه في ظل حالات التنقيب العشوائي غير المدروس موضحاً ان البعثات الفرنسية قامت باعمال التنقيب والحفر عقب تأميم وافتتاح هيئة قناة السويس حتي تم العثور علي بعض القطع الاثرية التي تم الاحتفاظ ببعضها داخل متحف الاسماعيلية والبعض الاخر في المتحف المصري ليترك الموقع بعد ذلك دون اي اهتمام. اما نبيلة عبد المسيح "من اهالي المنطقة" فأشارت إلي ان التل خرج من دائرة اهتمام المسئولين بالرغم من اهميته وقيمته الكبيرة خاصة ان السيدة مريم وعيسي عليه السلام مرت عليه اثناء توجهها الي مصر خوفا علي المسيح. واشار لطفي السيد "مراقب امن بالتل" إلي انه يتبادل مع ستة اخرين الاشراف الامني وحراسة التل براتب 200 جنيه فقط شهرياً مطالبا هيئة الاثار بالنظر الي حراس المناطق الاثرية وتقنين اوضاعهم سواء بالتعاقد او زيادة الرواتب خاصة في ظل طبيعة عملهم الصعبة. وقال السيد جبيش "موظف": إن المسئولين اطلقوا بعض التصريحات مؤخرا التي تؤكد انه سيتم عمل سور اثري لحماية المنطقة بدلا من تركها خاوية لتتحول الي وكر للخارجين عن القانون ليلاً. الدكتور محمد عبد المقصود المشرف علي الادارة المركزية لاثار الوجه البحري اكد انه عثر داخل المقبرة علي تابوت ضخم من الحجر الجيري لصاحب المقبرة واسمه "قن امون" المسئول عن السجلات الملكية من عصر الاسرة 19 وأن التابوت المكتشف من الحجر الجيري منقوش من الداخل والخارج كما ورد علي جدران المقبرة اسم زوجة صاحب المقبرة "ايزيس" ووظيفتها مغنية "الاله اتوم". وأشار الي أن المقبرة منقوش عليها بالحفر الغائر مناظر مختلفة ذات طابع ديني ومناظر جنائزية اهمها منظر محاكمة الموتي "الفصل 125 من كتاب الموتي" واخر للنائحات "الندابات" علي المتوفي وثالث للالهة "حتحور" علي هيئة بقرة تخرج من احراش الدلتا ومناظر ابناء حورس الاربعة.. وأضاف "عبد المقصود" إنه نظرا لاهمية الاكتشاف فقد تم اعتماد مبلغ ثلاثين الف جنيه لاستكمال اعمال الحفائر والترميم السريع للمقبرة وعمل مشروع متكامل لعرضها متحفياً موضحاً ان بعثة الحفائر تقوم بأعمال التسجيل الاثري للكشف الهام ونقوش المقبرة لتوثيقها. فيما اكد طارق حرش مدير مكتب الاثار بمدينة التل الكبير ان المقبرة الاخيرة المكتشفة وجدت في البر المقابل لبر التل وهو روض اسكندر مضيفا بأنه جار تقنين وضع التل استعداداً لتحويله الي مزار سياحي هام بالمدينة.