اكتشفت بعثة أثرية مصرية مقبرة فرعونية في شرق البلاد تخص مسئولا عن السجلات الملكية خلال عصر الأسرة الفرعونية التاسعة عشرة قبل أكثر من 32 قرنا. وقال محمد عبد المقصود -المشرف على الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري- اليوم الأربعاء في بيان إن المقبرة اكتشفت على عمق أربعة أمتار تحت الأرض في مدينة الإسماعيلية الواقعة على قناة السويس. وأضاف أن البعثة عثرت في المقبرة على جزء من لوحة من الحجر الجيري منقوش عليها بالحفر الغائر باللغة المصرية القديمة اسم أفاريس "حت وعرت" التي كانت عاصمة الهكسوس في عهد سابق والإله ست أمام ملك "لم يعرف اسمه" من ملوك الأسرة التاسعة عشرة (نحو 1320- 1200 قبل الميلاد). وتقع المقبرة بمنطقة تل المسخوطة في محافظة الإسماعيلية على بعد حوالي 130 كيلومترا شرقي القاهرة. وقال عبد المقصود إنها: "المقبرة الأولى في الوجه البحري من عصر الرعامسة وعلى هذه الدرجة العالية من الإتقان في النقوش والمناظر الفنية والإبداع الفني المعروف في عصر الرعامسة". وتابع أن المقبرة مبنية من الطوب اللبن على عمق أربعة أمتار تحت سطح الأرض "وربما تكون جزءا من جبانة مهمة" في هذه المنطقة التي عثر فيها أيضا على 35 مقبرة من العصر الروماني في طبقة أحدث من الطبقة التي عثر فيها على المقبرة الفرعونية المكتشفة. وأوضح أن منطقة تل المسخوطة كانت تضم مخازن لتموين وإمداد الجيوش المصرية التي تؤمن الحدود الشرقية للبلاد أو تتجه إلى بلاد الشام. وتابع أنه عثر داخل المقبرة على تابوت ضخم من الحجر الجيري لصاحب المقبرة واسمه "قن آمون" وكان مسئولا عن السجلات الملكية خلال عصر الأسرة التاسعة عشرة. وقال إن التابوت يحمل نقوشا من الداخل والخارج أما جدران المقبرة فتحمل اسم "إيزيس" زوجة صاحب المقبرة ووظيفتها مغنية للإله أتوم. وأضاف أن المقبرة تحمل كذلك نقوشا غائرة لمناظر ذات طابع ديني ومناظر جنائزية أهمها منظر محاكمة الموتى وهو الفصل رقم 125 من كتاب الموتى ومنظر النائحات على المتوفى ومنظر الإلهة حتحور على هيئة بقرة تخرج من أحراش الدلتا ومناظر أبناء حورس الأربعة وألقاب المتوفى ووظائفه إذ توضح النقوش أن له دورا مهما في الدولة وهو المسئول عن السجلات الملكية. ورجح عبد المقصود أن يضيف هذا الكشف كثيرا من المعلومات عن تاريخ الدلتا وجغرافية المنطقة وعلاقة ذلك بالمدخل الشرقي لمصر مضيفا أن هذه المنطقة تقع ضمن ما يعرف باسم بيتوم وهي مدينة قديمة كانت تقع بين القاهرةوالإسماعيلية على فرع شرقي لنهر النيل تكونت منه في أزمنة قديمة بحيرات صارت فيما بعد تمثل الجزء الأكبر من قناة السويس. وقد استخرج أثناء حفر القناة التي افتتحت عام 1869 تماثيل ولوحات حجرية منقوشة وتماثيل اتخذت شكل أبو الهول للملك رمسيس الثاني.