قال المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "FAO"، جوزيه غرازيانو دا سيلفا، إن "التصنيع يمكن أن يصبح أداة هامة في الحد من الفقر والجوع، ولكن ذلك لا ينبغي أن يأتي على حساب التنمية الزراعية". وأكد أن "التنمية الصناعية والزراعة ينبغي أن يكمل كل منهما الآخر"، مخاطباً المشاركين في المنتدى الثاني للتنمية الصناعية الشمولية والمستدامة (ISID Forum II) المنعقد في العاصمة النمساوية (3 - 4 نوفمبر|). وشدد غرازيانو دا سيلفا على ضرورة توطيد الروابط بين الزراعة والقطاعات الأخرى في الاقتصاد، بهدف بناء نظم الغذاء المستدامة. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي تحدث أيضاً خلال هذه الفعالية التي استضافتها منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية(UNIDO)، على نفس المفهوم قائلاً إن تعزيز الأمن الغذائي يجب أن يصبح أولوية للتنمية الصناعية. وصرح غرازيانو دا سيلفا، بالقول أن "دعم المزارعين لإضافة قيمة إلى سلسلة الغذاء، يتجاوز البُعد النقدي لمستويات الدخل الذي يحققونه، "وهذا يعني مزيداً من الأغذية المغذية والصحية، التي تُنتج على نحو مستدام". وذكر أن ليس هنالك من مقاس واحد يناسب الجميع لإيجاد صيغة للاقتصادات الصناعية المستدامة والشمولية، مشدداً على دور منظمتي"فاو" و"اليونيدو" في مساعدة البلدان النامية على تحديد طريقها قدماً، من خلال البناء على صرح التجارب الناجحة للبلدان الأخرى والتكيّف لها ويُعد تطوير قطاع متين ومستدام للصناعات الزراعية ضرورة ذات أهمية خاصة في حالة البلدان النامية غير الساحلية، التي تعاني من أوضاع غير مواتية في تدبير مواردها، وتميل إلى ملكية مساحات أقل من الأراضي الصالحة للزراعة مقارنة بجيرانها ذوي الواجهة البحرية، فضلاً عن مواجهة معدلات أعلى بكثير عن غيرها من تقلّبات أسعار الغذاء. وسبق أن صرح غرازيانو دا سيلفا، بالقول أن "البلدان النامية غير الساحلية ليس محكوماً عليها بانعدام الأمن الغذائي بالضرورة"، بينما كان يتحدث في وقت سابق صباح نفس اليوم في كلمة افتتاحية وسط حدث أقيم في غضون مؤتمر الأممالمتحدة الثاني للبلدان النامية غير الساحلية، في العاصمة النمساوية فيينا. وأضاف أن "هنالك سبل إلى الأمام، وقصص نجاح تُلهمنا للسعي والعمل". وأبرز المدير العام لمنظمة "الفاو" عدداً من البلدان غير الساحلية، بما في ذلك كازاخستان ومالي، لم تنجح فحسب في تنصيف نسبة الجياع لديها بل أيضاً تقليص أعدادهم المطلقة إلى النصف في صفوف سكانها، وبغضّ النظر عن القيود الهيكلية التي تكبلها. وأحد التحديات الرئيسية الماثلة في وجه بناء صناعات زراعية متينة لدى البلدان النامية غير الساحلية إنما يكمن في ظاهرة تغيّر المناخ بالذات، لما تلقيه من ضغوط إضافية على عاتق الزراعة والموارد الطبيعية وتفاقم الحاجة إلى ضرورة إدماج مرونة المجابهة لآثار المناخ كجزء لا يتجزأ من تقنيات الإنتاج الزراعي المحلي. وأفاد غرازيانو دا سيلفا، بأن "من المتعين إدراك أن النظم الزراعية هي بالغة التنوع، وتتفاوت تأثيرات تغير المناخ عليها تفاوتاً واسع النطاق"، مضيفاً أن "فاو" تنشط في جميع البلدان النامية غير الساحلية، لمساعدتها على زيادة أمنها الغذائي، وتعزيز نظم الغذاء الصحي والمستدام لديها، وبناء مرونتها في الاستجابة". والمرتقب أن تتعزز هذه الجهود عبر آلية "التحالف العالمي من أجل الزراعة الذكية مناخياً" الذي أطلِق خلال مؤتمر قمة الأممالمتحدة المعنية بالمناخ (سبتمبر|أيلول 2014)، وستتخذ من "الفاو" مقراً دائماً لها. ويهدفالمؤتمر الدولي الثاني للتغذية (ICN2)، الذي يُنظم شراكة بين "فاو" ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، إلى قطع التزام عالمي واسع وملموس على أعلى المستويات السياسية، من أجل إرساء نظم غذائية محسنة وأعلى قدرة على تلبية الاحتياجات الغذائية والتغذوية لسكان الكوكب جميعاً.