شهدت جلسة لجنة الشئون الخارجية والسياسية والأمن القومي بالبرلمان العربي التى عقدت مساء أمس، الأحد، بأحد فنادق القاهرة تمهيدا للجلسة العامة للبرلمان التى عقدت اليوم، الاثنين، بالجامعة العربية، مناقشات ساخنة فيما يتعلق باستمرار تواجد نواب من الإخوان المسلمين المنتمين لحزب الحرية والعدالة في عضوية البرلمان العربي حتى الآن، وهما النائبان السابقان بمجلس الشورى علي فتح الباب وسوزان سعد زغلول. أشعل فتيل الأزمة النائب السابق في مجلس الشورى عن حزب الوفد عضو البرلمان العربي الحالي محمد الحنفي أبو العينين عند مطالبته بإنهاء عضوية النائبين بالبرلمان، ورد عليه رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان بأن تمثيل نائبى الإخوان بالبرلمان العربي يرجع لأحكام اللائحة الداخلية، وهو ما رفضه النائب أبو العينين مبررا اعتراضه بأن حزب الحرية والعدالة تم حله بحكم قضائي. ويتواجد أبو العينين حاليا محل النائب الإخواني علي فتح الباب في لجنة الأمن القومي بالبرلمان العربي عندما كان الثاني محبوسا لتورطه فى إحدى القضايا المتعلقة بأحداث العنف، ليجد نفسه بعد الإفراج عنه محل النائب أبو العينين في اللجنة الاقتصادية بالبرلمان العربي، ورفض نائب حزب الوفد رجوع نائب الإخوان ليس في تلك اللجنة فقط وإنما في البرلمان العربي ككل وطالب برحيله. وقال أبو العينين، فى تصريحات له اليوم: "اعترضت على وجود علي فتح الباب وتواجده في البرلمان العربي حتى لو كان طبقا للائحة البرلمان العربي"، مشيرا إلى أن "حزب الحرية والعدالة الذي يمثله "فتح الباب" هو حزب تفكك بقرار قضائي مصري وبالتالي لا ينبغي أن يكون له ولا لحزبه "المنحل" مكان في البرلمان". وأضاف: "للأسف جاء "فتح الباب" يساومني ويتفق معي لكي أتنازل له عن مقعد لجنة الأمن القومي وأعود للجنة الاقتصادية لكني رفضت طلبه من أجل مصر وإن كنت أخذت مكانه في لجنة الشئون الخارجية والسياسية والأمن القومي كممثل لمصر لأني معارض له وأنتمي لحزب عريق وهو حزب الوفد". وقال أبو العينين: "وجهت له اتهاما خطيرا على الملء وقلت له إن جماعتكم أخرت البلد واتفضل روح ومنكم لله.. وتطرقت له بكل ما أملكه من كلمات شديدة، حتى لو خرجت عن الأدب فهذا لغيرتي على بلدي". ووصف رد "فتح الباب" عليه بأنه "كانت أعصابه باردة" وادعى النجومية وأنه ناضج سياسيًا ولن يرد عليه. وأشار إلى تاريخ عدائه للجماعة التي تصنفها الحكومة ب"الإرهابية" عندما ترشح علي فتح الباب لأن يكون رئيسا للبرلمان، حيث إنه كان النائب المصري الوحيد من ضمن الأربعة الذي لم يختره، وسأله لماذا فقال له بوضوح "لأني غير مقتنع بكم". وظل أبو العينين على هامش اجتماع لجنة الأمن القومي بالبرلمان العربي يهدد النائب الإخواني ويتوعده بأن يرسل إليه الأمن الوطني ليلقي القبض عليه من داخل جامعة الدول العربية، قائلا إن "عصر السيسي هو عصر القوة عندما كان يمازح أحد المتواجدين خارج قاعة الاجتماع". وأضاف محمد الحنفي أنه نشبت مشادة بينه وبين رئيس البرلمان العربي وعدد من النواب في اللجنة لأنه اتهم بشكل مباشر قطر وتركيا وإيران بالتسبب في الحادث الإرهابي الأخير في شمال سيناء مصر، مشيرًا إلى أن رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان حاول أن يثنيه عن كلامه فرد عليه "أبو العينين" بأنه سيعلن انسحابه من اللجنة العامة إذا ما أصر على موقفه. وأجابه الجروان قائلا إن "هناك فرقا بين البرلمان المصري أو العراقي أو الليبي وبين البرلمان العربي الذي يهدف للم الشمل"، ورد النائب المصري قائلا: "نحن نعبر عن رؤية الشعوب وليس وجهة نظر، وأختلف معك طبقًا للائحة وأنا ممثل عن مصر في هذا المكان ويجب أن أنقل رسالتها للعالم العربي بدون نفاق سياسي لذا أعترض على كلامك". وأضاف أنه "كانت هناك مفاوضات من الجزائر والسعودية بألا أتطرق بشكل مباشر لاتهام قطر، حتى أن الوفد السعودي طلب منه ذكر إيران وتركيا وليس قطر لأن هناك أملا أن تعود الحكومة القطرية في إطار لم الشمل العربي"، قائلا: "ولكن للأسف لا أجد دليلا، لأن القنوات المسمومة لا تزال تبث ضد مصر". وتغيب عن الجلسة التهميدية للبرلمان العربى النائبان عن قطر، واللذان تقرر أن يحضرا اجتماع الجلسة العامة اليوم. ولفت أبو العينين إلى أنه كانت هناك مشادة أيضًا بين نائب سعودي ونائب عراقي فيما يخص إيران. وشدد قائلا فى تصريحاته: "مصر لن تتمزق ولن تصل لمرحلة الضياع، لأن الشعب المصري إن شاء الله وراء قيادته، والأمر يختلف عما كان في عهد قيادة حسني مبارك لأن تلك القيادة تحب بلدها". وأضاف: "فى مصر نحو 90 مليونا، وليس هناك مانع أن نضحي ب10 ملايين أو عشرين مليونا لتستمر التجربة السياسية، لأن مصر قررت مصيرها بلا رجعة لعهد الغطرسة وعهد الإخوان الفشلة الخائنين".