اكتشفت شرطة العاصمة فيينا قيام مجهولين بتغيير اللافتات الدالة على أسماء عدد من الشوارع المتاخمة للمركز الإسلامي الكبير في العاصمة فيينا، عن طريق تغطية أسماء الشوارع الأصلية ولصق لافتات مغايرة تحمل أسماء لها دلالات استفزازية لها علاقة بالمسلمين، ويرى محللون أن القصد من ورائها هو الرغبة في إلحاق الأذى بالمسلمين الذين يعيشون في النمسا. وكشفت الشرطة النقاب عن فحوى اللوحات المزيفة، التي تم إزالتها، موضحة أن إحداها كتب عليها مايعني باللغة الألمانية "شارع الشريعة"، في إشارة إلى الشريعة الإسلامية، ولافتة أخرى حملت إسم موظف الإغاثة البريطاني الذي تم ذبحه على يد تنظم داعش الإرهابي "جيمس فولي"، كما تم ضبط لوحة أخرى كتب عليها باللغة الألمانية "الكنسية خاوية الحمد لله"، أمام إحدي الكنائس القريبة من المركز الإسلامي، ولوحة أخرى كتب عليها "نحن ننمو وأنتم تهرمون"، وكذلك لافتة أخرى كتب عليها "تجنيد الدولة الإسلامية". وقد حذر محللون أمنيون من أن مثل هذه التصرفات الاستفزازية قد يكون وراءها عناصر تنتمي إلى صفوف اليمين المتطرف الذي يعادي وجود المسلمين والأجانب في النمسا، لافتين إلى أن هذه العناصر قد تحاول استغلال الظروف الدولية الراهنة لتشويه صورة الجالية الإسلامية في النمسا مستفيدة من التأثير السلبي للأنباء التي تتصدر صفحات الجرائد اليومية حول الفظائع التي يرتكبها المتطرفون والإرهابيون في كل من سوريا والعراق. وفي ذات السياق حذر خبراء في الشؤون الأمنية من آثار مثل هذه الأفعال الاستفزازية على وضع الجالية الإسلامية في النمسا، وقرعوا جرس الإنذار بسبب تسليط وسائل الإعلام الضوء على مثل هذه الأخبار وتناولها للأحداث الجارية في سوريا والعراق بشكل غير متوازن يظهر المسلمين بشكل يثير مخاوف المواطنين النمساويين، وفي المقابل حمَّلت الهيئة الإسلامية في النمسا، المعنية بالإشراف على شؤون المسلمين في النمسا، وسائل الإعلام مسئولية زيادة النزعة العدائية تجاه المسلمين في النمسا خلال الفترة الأخيرة، وهي النزعة التي ظهرت في شكل اعتداءات عنصرية تكررت مؤخراً بصور مختلفة منها توجيه السباب والإهانة وكذلك الإعتداء في بعض الأحيان على السيدات المحجبات في الشوارع العامة. وفي ذات السياق توقع خبراء أمنيون ومحللون في النمسا حدوث أعمال إرهابية في إحدى الدول الأوروبية خلال الفترة القادمة، مؤكدين أن وقوع مثل هذه الأحداث الإرهابية تعد مسألة وقت فقط، كما أرجعوا السبب الرئيسى وراء هذه التوقعات هو رغبة المتطرفين في الانتقام من شن التحالف الدولي لهجمات مكثفة على تنظيم داعش الإرهابي والمنظمات المتطرفة الأخرى، وتوقع الخبراء أن يقوم تنظيم داعش بتوجيه رسالة دعائية تبث الخوف في نفوس المواطنين الأوروبيين، مفادها أنهم قادرون على الوصول إلى هذه الدول ، وحذر الخبراء من تعرض المواطنين المسلمين والعرب بالنمسا والدول الأوروبية الأخرى لهجمات عنصرية، حال وقوع أي حادث إرهابي في إحدى الدول الأوروبية، ولم يستبعدوا وصول مثل هذه الاعتداءات إلى المنشئات والمؤسسات الإسلامية المختلفة. جدير بالذكر أن حالات الإعتداء العنصري على المسلمين تكررت في النمسا خلال الفترة القصيرة الماضية، حيث تعرضت بعض المساجد لعمليات تدنيس عن طريق وضع إشارات ورسوم عنصرية على مبانيها، وكذلك وضع رؤوس خنازير مقطوعة على مباني بعض المنشئات والمدارس الدينية التابعة للجالية التركية، وهي الاعتداءات التي فشلت أجهزة الشرطة النمساوية في التوصل إلى الفاعل الحقيقي الذي يقف وراءها ونسبتها إلى مجهولين.