بدأ مبعوث الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى ليبيا " ناصر القدوة " زيارة إلي تونس أمس بعد زيارة لليبيا منتصف الأسبوع الماضى ، استغرقت أربعة أيام، التقى خلالها بعدد من المسؤولين وممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ، بهدف تقريب وجهات النظر ومساعدة ليبيا في حل أزمتها السياسية والأمنية وعملية التحول الديمقراطي والحوار الوطني، وذلك في إطار تنسيق التعاون بينهما من أجل السعي لتحقيق أمن واستقرار البلاد. وتحتضن تونس غدا "الأحد"، اجتماعا يستغرق يومين يضم وزراء خارجية دول جوار ليبيا، برئاسة وزير الشؤون الخارجية التونسي المنجي حامدي، وبمشاركة وزراء خارجية كل من ليبيا ومصر والسودان، وتشاد، والنيجر، والجامعة العربية وممثلين للاتحاد الإفريقي. وجاء في بيان وزارة الخارجية التونسية، أن الاجتماع سيخصص لاستعراض "التطورات الراهنة في ليبيا، وأشكال الدعم التي يمكن أن تقدمها دول الجوار لكل الجهود والمبادرات الليبية من أجل إرساء حوار وطني ليبي، واستكمال تحقيق العدالة الانتقالية، وتعزيز مؤسسات الدولة ومسار الانتقال الديمقراطي في ليبيا في كنف الأمن والاستقرار". ووصل إلي تونس أمس مبعوث الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى ليبيا " ناصر القدوة للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا" حيث التقى بالرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي، بقصر قرطاج وبحث معه الوضع في ليبيا والآليات الكفيلة لإيجاد حلّ توافقي يمكن الليبيين من تجاوز صعوبات الوضع الراهن. ونقل مصدر تونسي رسمي عن القدوة قوله عقب اللقاء "إنه تبادل وجهات النظر مع الرئيس التونسي حول ضرورة تضافر كل الجهود العربية لمساعدة ليبيا على استكمال مسار انتقالها الديمقراطي وبناء مؤسسات الدولة". وأكد وجود إجماع في العالم العربي وجامعة الدول العربية على المكانة المهمة لليبيا وهو ما يفسر هذا الجهد العربي الجاد الذي تبذله كل الأطراف سواء كانت دول أو هيئات للوصول إلى حل فعلي للواقع الصعب الذي تعيشه ليبيا . وتبذل الجامعة العربية جهودا كبيرا بهدف تقريب وجهات النظر ومساعدة ليبيا في حل أزمتها السياسية والأمنية ، فقد التقى ناصر القدوة خلال زيارته إلي ليبيا، بعدد من المسؤولين وممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني. وأكد وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي محمد عبد العزيز خلال لقائه بالقدوة، أن الجامعة العربية حريصة على مساعدة ليبيا وتؤلي اهتماما خاصا بالوضع فيها . وقال عبد العزيز، إن زيارة ممثل أمين عام الجامعة العربية ناصر القدوة ، تأتي حرصا من الامين العام على تفعيل دور الجامعة العربية كمظلة سياسية للدول العربية ككل وخاصة في القضايا ذات الاهتمام المشترك . وأضاف أن الدفع بالمسار الديمقراطي في ليبيا ، يلقى دعما على المستويين الإقليمي والدولي من جانب الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي وبعض المنظمات الأخرى . وأوضح عبدالعزيز أن الدكتور ناصر القدوة ممثل أمين عام الجامعة لدى ليبيا ، التقى برئيس الوزراء وبقية الوفد الليبي حيث تم تبادل وجهات النظر فيما يتعلق بكيفية دعم ليبيا خلال فترة الانتقال من مرحلة الثورة لبناء دولة المؤسسات والقانون خاصة في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها ليبيا وخاصة ما يتعلق بالبعد الأمني ونتائج الانتخابات البرلمانية . وأشار عبد العزيز إلى أنه تم كذلك تبادل وجهات النظر فيما يتعلق بالاجتماع القادم لدول الجوار الذي سيعقد في تونس وستتبلور خلاله العديد من الأفكار المتعلقة بتقديم دعم فاعل لليبيا في هذه المرحلة. كما التقى القدوة بالنائب الثاني لرئيس المؤتمر الوطني العام الليبي الدكتور "صالح المخزوم" بمقر ديوان رئاسة المؤتمر بطرابلس ، تم خلال اللقاء استعراض الأوضاع الأمنية التي تشهدها مختلف المدن الليبية ، وخطة المؤتمر والحكومة لمواجهة المصاعب التي يواجهها الشعب الليبي والمؤسسات السياسية. كما تطرق اللقاء إلي تعاون الجامعة العربية وحرصها على مساندة الشعب الليبي وتحقيق الأمن والاستقرار في مختلف المدن والمناطق. وقال "المخزوم" في تصريحات له ، إن اللقاء كان مثمرا ، حيث تم استعراض آفاق التعاون بين جامعة الدول العربية وليبيا منذ ثورة 17 فبراير، والمساندة التي ستقدمها الجامعة للشعب الليبي خاصة في هذه الظروف التي تمر بها ليبيا. وأضاف أن اللقاء جاء في إطار تواصل التعاون بين الجامعة العربية مع ليبيا وتقديم الدعم لكافة مؤسسات الدولة ضمن حرص جامعة الدول العربية وسعيها لاستقرار ليبيا. من جانبه ، دعا "القدوة" الجامعة العربية والدول العربية إلي دعم الشعب الليبي حتى يصل إلي مرحلة البناء وتحقيق الديمقراطية للشعب الليبي. وذكر الموقع الرسمي لحزب العدالة والبناء المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا ، إن ناصر القدوة أجرى عدة اجتماعات منفصلة مع قادة الحزب ، حيث أكد القدوة لرئيس الدائرة السياسية بالحزب صالح المسماري ، حرص الجامعة العربية على مساندة الشعب الليبي ، وتحقيق الأمن والاستقرار في مختلف مدنها ، وقال " إن توافق الدول العربية حول الشأن الليبي ، يجلب حولها موقفا دوليا قويا". وأبدى المبعوث الخاص لأمين جامعة الدول العربية ، قلقه من المحاولات المريبة للتدخل الخارجي في الشؤون الليبية ، معتبراً أن المشاكل والأزمات يجب أن تحل ليبياً وبأيادي ليبية ، مضيفا الا أن ليبيا بحاجة لدعم وإسناد عربي. وعن دور التيارات الإسلامية في المشهد السياسي ، أوضح "القدوة" أن الجميع وبشكل جدي بات يعرف الفرق بين المجموعات الإسلامية المتطرفة والتيار الإسلامي المعتدل ، وأكد أن الحل في ليبيا في هذه المرحلة لا يكمن في الحسم العسكري ، وإنما الحل في حوار جامع لكل الأطراف ، يستند توسيع هذا الحوار وعمل حلقات نقاش لتحقيق أهم عناصره. من جانبه ، أكد رئيس الدائرة السياسية بحزب العدالة والبناء صالح المسماري ، أن الحزب مع التوافق وأنه لبى جميع دعوات الحوار، كما أكد حرص الحزب على المحافظة على المسار الديمقراطي وإنجاح العملية السياسية ، وأنه يرضى بنتائج صناديق الانتخابات مهما كانت نتائجها. والسؤال الذي يطرح نفسه على الساحة الداخلية والإقليمية هل سينجح اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا بتونس في إرساء حوار وطني ليبي ومساعدة ليبيا في حل أزمتها السياسية والأمنية وعملية التحول الديمقراطي بالبلاد؟