برهامي يواجه الفكر المتطرف بتكفير المسيحيين وتحريم العمل السياسي عفيفي: الأزهر ليس في حاجة لنصيحة السلفيين.. وعليهم مراجعة فتاواهم بعد خسارة حزب النور وزنه السياسي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، بدأ يلعب على وتر الدين عبر ذراعه الدعوية «الدعوة السلفية» بتصدير خطاب مفاده أن السلفيين هم القادرون على تجديد الخطاب الديني والتصدي للأفكار المتطرفة، محاولين توريط مؤسسة الأزهر في هذا الأمر، رغم أن فتاواهم مليئة بالأفكار المتطرفة وتروج لكره الآخر المخالف في العقيدة، مستغلين لقاء شيخ الأزهر الأسبوع الماضي. استقبل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، عددًا من قيادات ونواب حزب النور بناء على طلبهم، وقال الحزب في بيان له: إن اللقاء جاء لتجديد الخطاب الدينى، الذي أعدوا له مشروعًا بقانون؛ تمهيدًا لعرضه على اللجنة الدينية بمجلس النواب. وصرح عدد من قيادات الحزب وذراعه الدعوية «الدعوة السلفية» بأن الزيارة تؤكد رضا الأزهر عن منهج السلفيين وأنهم حائط الصد الوحيد ضد الأفكار التكفيرية والتطرف. قال سامح عبد الحميد، القيادى بالدعوة السلفية، في تصريح له عبر صفحته على فيس بوك: إن الدعوة السلفية في خندق واحد مع الأزهر، وزيارة وفد الدعوة السلفية لشيخ الأزهر دليل على ذلك، خاصة أنها ليست الزيارة الأولى، وأنه يتم تناول قضايا عديدة أثناء تلك الزيارات، وهناك دلالات عميقة لهذه الاجتماعات، منها أن المؤسسة الدينية الرسمية وهي الأزهر ترضى عن منهج الدعوة السلفية وتعتبره منهجًا وسطيًّا راقيًا. وقال الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية: إن الدعوة قادرة على تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الدين، وتجديد الخطاب الديني، وتوجيه خطاب معتدل، متناسيًا فتاويه التي ملأت الأرض والسماء عداءً واستهجانًا للمسيحيين، حيث وصف عيد القيامة عند المسيحيين بأنه «أكفر الأعياد عند النصارى، وأن الذين يعتقدون بأن المسيح صلب كفار، ويتبعون الضلال»، واتهم برهامي المسيحيين بالضلال، وصرح مسبقًا بعدم جواز أن يترشح أحد من المسيحيين لمنصب رئيس الجمهورية، كما يحظر عليهم تولي المناصب القيادية في البلاد. وظهر برهامي في فيديو لإحدى حلقات دروسه بالمساجد، بتاريخ 14 ديسمبر 2013، بعنوان «بناء الكنائس»، يستعرض خلاله فكر شيخ الإسلام ابن تيمية، حول هدم الكنائس وعدم حرمانية ذلك، مستندًا إلى وقائع من عهد الخلفاء والصحابة، وكتب ابن تيمية التي تؤكد ذلك. وقال برهامي: إن هدم الكنائس ليس بحرام شرعًا، وسبب موافقتنا على بنائها من خلال مواد الدستور الخاصة بدور العبادة وعدم أخذ الجزية من النصارى، أن المسلمين في العصر الحالي معلوم حالهم بالنسبة لدول العالم بالضعف وتدهور المنزلة بين الناس. وأضاف: «حين فتح المسلمون مصر، كان جميع الفلاحين نصارى، وكان المسلمون وقتها من الجيش والجنود فقط، ولم يكن هناك انتشار للإسلام بعد، فسمحوا للنصارى ببقاء كنائسهم كما سمح الرسول لليهود بالبقاء في خيبر عندما فتحها، وعندما كثر أعداد المسلمين، أخرجهم منها عمر بن الخطاب لقول رسول الله «أخرج اليهود والنصارى عن جزيرة العرب»، ووقتها لم يكن هناك يهودي واحد في خيبر». ولم تتوقف فتاوى برهامي عن الهجوم على المسيحيين وهدم كنائسهم، بل حرم على المسلمين تهنئتهم بأعياد القيامة، وأفتى بعدم جواز الاحتفال بعيد شم النسيم وعيد الأم، قائلًا في فتوى له على الموقع الرسمس للدعوى السلفية: إن من يحتفل بهذه الأعياد آثم قلبه، وعليه أن يتدارك ما قام به إثم ويتوب عنه. وقال عبد المنعم الشحات، القيادي بالدعوة السلفية، في إحدى دروسه الدينية بعنوان «أدلة تحريف الإنجيل» بتاريخ 19 يناير 2010: إن الإنجيل الحالي أشبه بلوحات الفنانين المنسوخة، التي تباع على الارصفة مقابل 3 أو 5 جنيهات، فيما يظل الأصل مخفيًّا في مكان آخر غير محرف أو مقلد. وأضاف الشحات أن هناك أخطاءً في ترجمات الإنجيل، حيث تم تبديل كلمة الرب بالأب؛ مثلما جاء النص «أباكم الذي في السماء.. أبي الذي أرسلني»، ويبدو أن هذا الخطأ كان مقصودًا لإيجاد تلك العقيدة الفاسدة، ودليل أن تلك الكتب ليست حقًّا، واختلط فيها الحابل بالنابل. من جانبه قال محيي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية: إن الأزهر الشريف ليس في حاجة لنصائح السلفيين فيما يخص مواجهة الفكر المتطرف وتجديد الخطاب الديني، فهم أصل التطرف ومنهجهم يحض عليه. وأضاف عفيفي في تصريح ل«لبديل» أن مؤسسة الأزهر لم تشخ حتى تستعين بالسلفيين, داعيًا شيوخ الدعوة السلفية إلى تنقية فتاويهم من التكفير، وعدم إيقاظ نيران الفتنة التي لعن الله من يوقظها، مشيرًا إلى أن محاولات السلفيين المستميتة للتقرب من المؤسسة وبث سمومهم داخلها لن تفلح، وسيظل الأزهر يصدّر علم الإسلام الصحيح إلى كل الدول. وقال حسام شاكر، المتحدث باسم الأزهر: إن السلفيين هم من طلبوا لقاء الشيخ أحمد الطيب، واستماتوا للموافقة على اللقاء الذي أعلنوا في البداية إنه لقاء ودي. واستنكر شاكر تصريحات السلفيين حول موافقة الشيخ على قانون تجديد الخطاب الديني، الذي فوجئ الجميع بطرحهم له بعد اللقاء، مؤكدًا أن الشيخ الطيب لا يعلم شيئًا عن هذا الأمر.