بعد مرور ما يقرب من ستة أشهر على وزارة الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وضع عدد من الأدباء والنشطاء الثقافيين الشباب، تقييمًا لأداء وزارته، واعتبروا أنها لم تقدم جديد، ولاتزال على نهج الوزارات السابقة من انعدام الرؤية، وعدم وجود خطط ثقافية حقيقية وواضحة. باسم شرف:النمنم خسر الكثير بتوليه وزارة الثقافة "هو في وزير ثقافة في مصر"..كان هذا تعليق الكاتب الشاب باسم شرف، على أداء النمنم، وزير الثقافة، بعد مرور ما يقرب من 6 أشهر على توليه الوزارة. وأضاف شرف، أن النمنم، لم يضف شيئًا للوزارة، كما أنها لم تضف له شيء، فهو في الأساس مثقف وكاتب، وخسارته في منصب الوزارة كانت أكبر، ولو عاد للانضمام لصفوف المثقفين، لكان ذلك أفضل له. وأوضح شرف، أنه لم يفعل شيء حيال المعارك الرئيسية التي واجهت المثقفين، فلم يأخذ موقفًا حاسمًا مع قضايا "إسلام البحيري، وفاطمة ناعوت، وأحمد ناجي"، في حين أنه ينتمي في الأساس لجماعة المثقفين، إلا أنه اعتبر نفسه موظفًا ينفذ ما يقوله الرئيس، وأصبح دوره مقتصرًا على افتتاح المهرجانات، وحضور الندوات، التي كانت قائمة، وستظل قائمة في ظل وجوده أم لا. مروة حلمي: "الثقافة" تخلت عن مؤسسات المجتمع المدني قالت مروة حلمي، الناشطة الثقافية، إن وزارة الثقافة تعمل في بيئة غير ملائمة، ولذلك فإن أدائها نفس أداء جميع قطاعات الدولة، تعاني من انعدام الرؤية، والخطط الاستراتيجية، مشيرة إلى أن إحدى مكتسبات ثورة يناير هي شراكة مؤسسات المجتمع المدني في صنع الحراك الثقافي في مصر، أما الآن تراجعت فكرة تعاون الوزارة مع المجتمع المدني، وأصبحت وزارة الثقافة تلعب الدور الرئيسي الوحيد للعمل الثقافي. وأعربت حلمي، عن استيائها من اختفاء الأنشطة الثقافية في الشوارع، كفعاليات الفن ميدان، وتراجع المبادرات العامة بسبب الوضع الأمني، قائلة: ومع ذلك فإن وزارة الثقافة لم تتدخل لإعادة أو مساندة هذه المبادرات، وكأنها ترى أنها غير مهمة، وهو الأمر الذي أدى إلى حالة من الإحباط العام. وعن دور الوزارة في حماية مبدعيها، والدفاع عن حرية التعبير، قالت حلمي، إن المجلس الأعلى للثقافة أقام مؤتمرًا لحماية وحرية التعبير، وحضره النمنم، ولكن هذه المشاكل لن تحل بالندوات والمؤتمرات، وعلينا إدراك أن هناك أشخاص في السجن متهمون بازدراء الأديان، وإشاعة القبح والرذيلة في المجتمع، وهي جميعها اتهامات مطاطة، ومن المفترض أن يكون هناك قانون حقيقي يمنع الحبس في مثل هذه القضايا المتعلقة بالحريات. أحمد عبد الجواد: الوزارة تعمل بدون رؤية وعلق الشاعر والناشط الثقافي أحمد عبد الجواد قائلا: وزارة الثقافة تدور حول نفسها، نفس الفعاليات الثقافية تتكرر، وكذلك نفس الوجوه، وللأسف فإن وزير الثقافة لم يقدم رؤية حقيقية حتى الآن، ولم يقدم أفكارًا مبتكرة، ولم يُحدث حراكًا ثقافيًا. وأضاف عبد الجواد، أن الوزارة لديها مهمتان رئيسيتان، الأولى هي تصحيح وتحسين صورة المثقف عند الناس، وبعد ذلك تضع الخطط والبرامج لتجذب الناس للمشاركة فيها، لأن جزء من أسباب عزوف الناس عن المشاركة الثقافية، هي الصورة الخاطئة التي صدرتها وسائل الميديا عن المثقفين. وأشار عبد الجواد، إلى أن وزير الثقافة، لم يقف مع الأدباء في معركتهم الأخيرة ضد القمع الفكري، وحرية الكتابة والتعبير، وكان عليه كوزير ألا يقوم بمهامه الوظيفية فقط؛ لأنه في الأساس ينتمي للمثقفين، ويجب أن يقف إلى جانبهم، وأن يساندهم من منصبه، ويدعم حرية التعبير بشكل حقيقي. وأشاد عبد الجواد، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السابقة، قائلا، إنها الفعالية الوحيدة المحترمة التي قدمتها الوزارة خلال الفترة الماضية من ناحية التنظيم، والإدارة، والشكل العام للمعرض، أما فيما عدا ذلك فلا يوجد فعاليات حقيقية تجذب الجمهور العادي.