شهد أمس الثلاثاء (الموافق 1 أكتوبر 2013) بدء فعاليات مؤتمر "ثقافة مصر فى المواجهة" بالافتتاح، وذلك فى المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، وقد أُلقيت كلمات لوزير الثقافة د.محمد صابر عرب، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة د.سعيد توفيق، والرئيس الشرفي للمؤتمر الكاتب الروائى بهاء طاهر، والمخرج/ مجدى أحمد على، والكاتبة الروائية سحر الموجي. وجاء فى الكلمات الافتتاحية للمؤتمر: من كلمة الأستاذ / مجدي أحمد علي: هذا المؤتمر إحدى ثمار ثورة مصر التي فجرها شعب مصر الرائع في عصر تتألق فيه الروح الإنسانية، هذا المؤتمر إنتاج لجهد متواضع لعدد من مثقفين مصر ، جميعهم نبض واحد، يحاولون لم الشمل وانطلاق حركة المثقفين في زمن الثورة وما بعدها. وأضاف أن هذا المؤتمر يُعد محاولة جادة ومخلصة ونعلم أن غيرنا سيكون له فيها إسهامات جليلة، ونرجو أن يكون ما يسعى إليه المثقفين من إسهامات خير تعويض لمصر وثورتها. وأشاد مجدى أحمد على بدور المجلس الأعلى للثقافة لدعم هذا المؤتمر؛ كما تعهد أنه سيحمل هذه الرسالة إلى رئاسة الوزراء وكافة مؤسسات الدولة . وأضاف أن هذا المؤتمر لم يتكلف مالاً بل تكمن ثورته الحقيقية في العقول التي ساهمت في إظهار هذا المؤتمر إلى النور. من كلمة الأستاذ / بهاء طاهر "رئيس شرف المؤتمر" أعلن الأستاذ بهاء طاهر افتتاح المؤتمر، وقال إنه جاء في لحظة مواجهة تاريخية رائعة بعد أن نجحت مصر في ثورتها، فهذا المؤتمر هو احدى ثمار ثورتى مصر فى 25 يناير و30 يونيو اللتان فجرهما شعب مصر الرائع حيث كان المثقف المصرى فى طليعة من تصدوا لمن أرادوا قهر هذا الشعب بتحالف شرير بين الفساد والتخلف، لا يريد للوطن خيرا ولا تنمية، وأضاف أنه قد انكسرت القيود التى تكبل انطلاق مصر نحو أفاق جديدة، نحو مكانه تستحقها؛ وهذا المؤتمر هو نتاج لجهد متواضع لعدد من مثقفى مصر، جمعهم الاعتصام بوزارة الثقافة، وقرروا أن يحاولوا لم الشمل لدراسة ما يواجه مصر ومثقفيها، وأن يدلوا بدلوهم فى وضع أسس لعلاقة جديدة صحية وشفافة لانطلاق حركة المثقفين فى زمن الثورة . وأضاف بهاء طاهر بأن منظمى هذ المؤتمر لا يدعون أنهم ممثلون تمثيلا كاملا للجماعة الثقافة المصرية، فقط هى محاولة جادة ومخلصة على طريق طويل نعلم أن غيرنا سوف يكون له فيه اسهامات جليلة. وقد تعهد هذا المؤتمر أن يحمل توصياته لرئاسة مجلس الوزراء وأن تدعمه لكى تصبح سياسته ملزمة تعيد تشكيل علاقة المثقف بكافة مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدنى بشكل يؤكد دور الثقافة المحورى فى صنع مستقبل الوطن . من كلمة الكاتبة الروائية / سحر الموجي : بدأت بالحديث قائلة إن وزارة الثقافة سنة 1958 سميت بالإرشاد القومي فقط، وفي هذه المرحلة كان الاحتياج لهذا المسمى وفي سنة 1965 أصبح اسمها وزارة الثقافة ففكرة الإرشاد القومي طول الوقت موجودة مثل ما يحدث الآن، يوجد عقود مرت على الثورة المصرية كانت وزارة الثقافة إما فاقدة لرؤية تحمل راية التنوير، أو تطبق رؤية أو سياسة في جوهرها تعبير عن فكرة المنع والتوجيه، ولحظة الثورة بالتأكيد لحظة أزمة لمؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارة الثقافة. والثورة لحظة نور في تاريخنا وجزء منها لأنها تعبر عن حراك وتبلور كشف عن نفسه وقت الثورة بعيدًا عن أي مؤسسة مثل الفنون المستقلة وبالتالي ففي هذه اللحظة أمام وزارة الثقافة تحدي كبير. وطرحت سحر الموجى عدة تساؤلات منها: ما هى الرؤية الجدية التى تطرحها الوزارة والسياسات التى تتبناها؟ وهل ستصر على كونها منتجا للثقافة أم ستتحول إلى دور الميسر فتتيح الفرصة كاملة للفناننين والكتاب وأهل المسرح وغيرها من الفنون لإنتاج فنونهم ؟ كما أكدت على أهمية الوصول إلى النجوع والقرى قائلة : لو كنا نتحدث عن المدنية فعلى الوزارة أن تفعل ما فعله الإخوان على مدار 40 عاما وهو التواجد وسط الناس، وذلك عن طريق دعم إبداعهم والوصول إليهم، بحيث تكون الثقافة فى أهمية الزيت والعيش والسكر، فمصر تعيش لحظة زمنية مختلفة جدا عما سبق، فالمثقف يحلل اللحظة ويحاول فهمها وعلينا أن نمارس أقصى درجات الجنون، فالثورة جنون ولا يجب أن نكون أقل منها، وعلينا أن نرفع سقف أحلامنا ونطرح أفكار ورؤى تتناسب مع اللحظة الجديدة، وعلى الوزارة أن تدرك ذلك. وجاء فى كلمة كلمة الأستاذ الدكتور سعيد توفيق "الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة": هذا ملتقى المثقفين، يحاول من خلاله المثقفون أنفسهم – على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم – أن يرسموا طريقًا لمستقبل الثقافة في مصر، تلك القضية المثارة منذ عقود طويلة كسؤال يبحث عن إجابة. ولطالما أُلفت الكتب ودُبجت المقالات وأقيمت المؤتمرات حول تلك القضية، ولكن هذا الملتقى ليس كغيره من الملتقيات والمؤتمرات التي كانت تخصص من قبل لهذا الغرض، لأسباب عديدة: أولاً: لأن هذا الملتقى ينبع من مطالب المثقفين الذين اعتصموا بوزارة الثقافة، والذين كانوا بمثابة شرارة ألهبت حماس الثورة الحبيسة في نفوس المصريين التي اندلعت بقوة في الثلاثين من يونيو، إذ اجتمع بعض من هؤلاء المثقفين المخلصين، متطوعين بوقتهم وجهدهم للتعبير عن مطالب المثقفين، واختاروني معهم، ليس بصفتي الوظيفية، وإنما بوصفي واحدًا من المثقفين، وهو ما اعتز به كثيرًا. ولا ينبغي أن ننشغل – مثلما ينشغل البعض – بالتساؤل عمن نظم، ومن دبر، ومن خول لنفسه أن يتحدث باسم المثقفين، وما إلى ذلك من الأسئلة التخوينية العديدة التي لاحظناها والتي اعتدناها في حياتنا الثقافية، بل ينبغي أن نشكر كل من تطوع وبادر للتعبير عن مطالب جموع المثقفين، أصاب أم أخطأ هنا أو هناك؛ فما ينبغي أن ننشغل به هو القضية التي يطرحها هذا الملتقى علينا، والتساؤلات التي تنتظر منا إجابات وخارطة لإجراءات عملية. والأمر الثاني الذي يميز هذا الملتقى أنه يضم أكبر عدد ممكن من المثقفين لم تشهده المؤتمرات والملتقيات الثقافية من قبل، حتى إن عددهم قد بلغ مائة وستة وعشرين مشاركًا، وليس الأمر هنا مجرد مسألة كمية تظاهرية، بل مناط الأمر هنا أن معظم المشاركين من شباب المثقفين الفاعلين في الواقع الثقافي هم ممن أغفلتهم المؤسسة الثقافية أو أبوا أن يشاركوا في فاعلياتها. وهذا بادرة حسنة على تفاعل المؤسسة الثقافية مع المثقفين. وثالثًا: إن هذا الملتقى يأتي بعد ثورتين : ثورة الخامس والعشرين من يناير وثورة الثلاثين من يونيو التي استردتها. لم يعد هناك أسئلة مستترة أو مغلفة بتوجهات السلطة، ولا سقف للأسئلة والطموحات. واختتم الأستاذ الدكتور سعيد توفيق كلمته بتحية إلى كل الجهود المخلصة التي ساهمت في هذا الملتقى وإجلالاً لكل الجهود التي سوف تعمل على تحقيق توصياته بطول الجهد والصبر الدءوب. كما جاء فى كلمة الأستاذ الدكتور محمد صابر عرب " وزير الثقافة" : أشكركم أيها الأصدقاء وأحْمل لحضراتكم تقدير واحترام الحكومة المصرية فقد حملني رئيس الحكومة أ.د. حازم الببلاوي تقديره الشخصي، وتقدير حكومته؛ فضلاً عن إيمان الحكومة بأهمية الثقافة المصرية باعتبارها ضمير ووجدان هذا الوطن، مع العناية بدورها في برامج التنمية للدولة المصرية الجديدة التي نحلم بها جميعا. وأضاف د. صابر عرب قائلا: لقد كان دوركم في الثورة هو الدور الحقيقي للمثقف الوطني المسئول في لحظة تاريخية فارقة استجاب فيها جيش مصر العظيم لنبض المصريين الذين خرجوا في مشهد غير مسبوق في تاريخ الإنسانية. إن وزارة الثقافة بكل مؤسساتها عليها دور كبير خلال هذه المرحلة، ابتداءً من القاهرة ووصولاً إلى كل القرى المصرية ، ولقد حاولنا خلال الشهرين الماضيين أن نعيد إلى قصور الثقافة أنشطتها وبرامجها خصوصا في صعيد مصر وسوف نواصل هذا الجهد عازمين على أداء رسالتنا بكل شرف وأمانه، وتواصل كل مؤسسات وزارة الثقافة، إعادة تقييم دورها وفق رؤى وبرامج جديدة سواء في النشر او المسرح أو الفن التشكيلي فضلاً عن اوبرا التي ظلت تؤدي دورها خلال عام كان من أسوأ الأعوام في حياتنا الثقافية. كما أضاف قائلا: لقد حاولنا خلال الفترة القصيرة من عمر الحكومة العمل على استنهاض وعينا بأهمية الثقافة لكي تكون جزءًا من برنامج الحكومة، التي استجابت حينما طالبت بالتنسيق بين كل الجهات التي تستهدف وعي المصريين بثقافتهم وتاريخهم، وقد تشكلت لجنة لأول مرة بقرار من رئيس الحكومة وبمشاركة وزارات: الثقافة، والتربية والتعليم ، والتعليم العالي، والأوقاف، والشباب، والرياضة، والآثار والإعلام، وقد اجتمعنا لدراسة المشكلة وتحديد مسئولية كل هذه الوزارات حتى تتحمل كل مؤسسات الدولة مسئوليتها، وقد انتهينا إلى رؤية متكاملة سوف تكون بين أيديكم لإبداء الرأي فيها، لكي تكون بمثابة برنامج متكامل يعيد لنا ثقافتنا المصرية خلال العقد القادم. وذلك يستوجب أن تتعاون كل مؤسسات الدولة فضلاً عن المجتمع المدني والأحزاب والنقابات ومساهمات رجال الأعمال من خلال الضريبة الاجتماعية لرأس المال. نحن أمام تحديات غاية في الصعوبة لكنها ليست مستحيلة وليس أمامنا بدائل عن الخروج بمجتمعنا إلى حيث المستقبل المشرق، الذي ينعم فيه الجميع بحريتهم وأمنهم.