تتنوع أصول الإرهاب كظاهرة اجتماعية، بين أسباب نظرية راجعة للعلوم الإسلامية، وأسباب اجتماعية أدت إلى التطرف بين القطاعات الشعبية المقهورة، وأسباب أدت إلى فشل أو تأخر الإصلاح الديني الإسلامي الذي أدى بدوره للإرهاب. والإرهاب الإسلامي ليس ظاهرة إسلامية بقدر كونه ظاهرة عربية، فأغلب الإرهابيين الإسلاميين في العالم عربيو الأصول والمنشأ، رغم وجود دول إسلامية عالية الكثافة قليلة التمثيل نسبيًا، مثل: ماليزيا وإندونيسيا، مما يلقي بالمسئولية على الدول العربية أكثر مما يلقيها على الإسلام كدين، أو على العلوم الإسلامية كأنساق مدرسية. صحيح أن هذه الأنساق النظرية تضمنتْ أصولاً أدت إلى الإرهاب، لكن السؤال الأساسي ليس كيف صدر الإرهاب جزئيًا على الأقل عن الأصول، بل السؤال: لماذا لم يتقدم الإصلاح الديني في الإسلام؟ فأغلب الديانات اليوم نشأت في مراحل قديمة أو وسيطة من التاريخ، بما يجعلها غالبًا متعارضة مع رؤية العالم الكونية المعاصرة وحقوق الإنسان، لكن المشكلة ليست تخلف الدين بقدر ما هي تخلف إصلاح الدين. ويصعب تقسيم هذه الأسباب العديدة في مجموعات محددة؛ نظرًا لتشابكها والعلاقات الجدلية بينها، وأهمها: كريم الصياد