«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. محمد الشحات الجندي : أبعدنا "اليهود" عن "حوار الأديان حتي لا نتهم بالتطبيع!

أجاب الرئيس الباكستاني الأسبق ضياء الحق في مؤتمر صحفي عقده بقصر القبة - منذ عشرين عاما - عندما سألته عن العالم الإسلامي.. بعبارات غارقة في الألم: "لم يعد هناك عالم إسلامي.. بل دول تدين بالإسلام وكل منها يسير في اتجاه مختلف" تذكرت ذلك وأنا في طريقي للقاء د. محمد الشحات الجندي أمين عام المجلس الأعلي للشئون الإسلامية.. وعندما صافحته رويت ما حدث.. وسألته نفس السؤال.. فجاءت نفس الإجابة ولكن بصوت يملؤه هدوء الإقرار بالواقع.
وقال: بعد مرور عقدين من الزمان صار وضع العالم الإسلامي ربما أسوأ.. دول إسلامية انهارت.. وأخري احتلت.. وأغلب المسلمين يعيشون في ظل الفقر والتخلف.. ورغم كل هذا مازال هناك أمل.. وتحدث بصراحة عن أوضاع المسلمين في الصومال وأفغانستان والعراق واليمن والسودان.. وتحدث عن قتال المسلم للمسلم وعن حوار الأديان.. وعن الحرب التي يقال أن الغرب يخوضها ضد الإسلام والمسلمين.. تكلم بجرأة العارف.. وتواضع العالم.. ورغم صدمة تفاصيل ما يحدث في العالم الإسلامي لم يغب بريق الأمل عن عينيه وكلماته.. وما بين زئير العبارات الغارقة في الألم وهدوء الإقرار بالواقع كان هذا الحوار مع د. محمد الشحات الجندي أستاذ الشريعة والمفكر الإسلامي في محاولة للبحث عن الأمل.
البعض يري أن الدور الأهم للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية هو نشر الكتب والدوريات الإسلامية.. وهو دور يمكن أن تقوم به أي دار نشر إسلامية؟
- الأمر ليس كذلك لأن دورنا في الأساس هو التعريف بصحيح الإسلام من خلال نشر المطبوعات المختلفة وإعادة طبع أمهات الكتب والمراجع والموسوعات وطرحها في الأسواق بأسعار زهيدة لنشر الثقافة الإسلامية السليمة في علوم الحديث والدعوة والتفسير والفلسفة والتصوف والأخلاق.. إلخ.. كما ننشر كتيبات كل منها يتناول إحدي القضايا المعاصرة وموقف الإسلام منها مثل قضايا التحرش الجنسي والختان والوسطية والإرهاب.. إلخ.. وفي الخارج نسعي لنشر الكتب الإسلامية في المجتمعات الغربية للتعريف بالإسلام بكل اللغات الحية.. هذا إلي جانب حرصنا علي الرد علي كل الحملات الضارية التي يشنها الغرب ضد الإسلام كدين ويتم ذلك بشكل عقلاني وعلمي من خلال نشر الكتب التي تشرح موقف الإسلام الصحيح من القضايا التي يطرحها الغرب.. وقد يكون الرد بإرسال بعض الوفود من علماء المسلمين لمقابلة المعنيين والمسئولين في بعض الدول الأوروبية كما حدث في حالة الرسوم المسيئة لسيدنا رسول الله "صلي الله عليه وسلم" وعرض فيلم في هولندا اسمه "فتنة" يناهض الإسلام كدين.. والوفود التي نرسلها لشرح حقيقة الإسلام.. وأنه دين يؤمن بالتسامح والسلام وليس دين عنف وتطرف.. وهو دين لا يمارس التمييز ضد غير المسلمين، وتحاول وفودنا من خلال الحوار المباشر أن توضح للغرب حقيقة الإسلام.
كيف يجري علماؤنا مثل هذه الحوارات مع علماء الغرب ومسئوليه؟
- نقول لهم أنه إذا كان هناك إرهابيون من المسلمين فهناك أيضا إرهابيون من جماعات أوروبية وغربية متطرفة مثل الألوية الحمراء وبادر ماينهوف في ألمانيا وإيطاليا ومازالت جماعة الباسك موجودة حتي الآن في إسبانيا وقبلها كان موجودا الجيش الجمهوري الإيرلندي في بريطانيا.. وكلها كانت جماعات إرهابية أوروبية ظهرت قبل ظهور الجماعات المتطرفة الإسلامية.. وهل من الممكن أن نقول إن أوروبا صدرت الإرهاب إلي العالم كله وليس فقط إلي العالم الإسلامي؟ والحقيقة هناك عقلاء في الغرب لا يتأثرون بالدعايات المسيئة للإسلام.. ونقول لمثل هؤلاء لماذا يصدق الغرب ما يقوله المتطرفون الإسلاميون وعددهم لا يزيد علي 100 ألف في العالم كله ويرفضون تصديق مليار ونصف المليار مسلم الموجودين في العالم الإسلامي وكلهم معتدلون.. ونسألهم هل المسلمون هم الذين أشعلوا حربين عالميتين في العالم خلال النصف الأول من القرن الماضي وراح خلالهما نحو 60 مليونا من الضحايا وهي إحصاءات أوروبية.. ونسألهم عن قتل ثمانية آلاف بوسني مسلم عام ,.1995 ألم يفعل ذلك إرهابي صربي أوروبي قبل أحداث 11 سبتمبر.. باختصار نقول لهم أن الإرهاب ظاهرة عالمية وليس ظاهرة إسلامية أو غربية أو أوروبية.. وعلينا أن نتعاون لمواجهة هذه الظاهرة والعمل علي القضاء عليها.. وإلي جانب كل هذا نعقد مؤتمرا دوليا مرة كل عام يحضره العلماء المسلمون وغير المسلمين من مختلف دول العالم.. ونعد دائرة للحوار الإسلامي الغربي يحضره ممثلون عن الولايات المتحدة وأغلب دول أوروبا ويحضره رئيس مجلس الكنائس العالمي وبعض المستشرقين المعنيين بالدراسات والشئون الإسلامية وتتم فيه مناقشة كل القضايا ذات الاهتمام المشترك.
لكن مثل هذه الجهود غالبا لا يعرف عنها الرجل العادي شيئا سواء في الدول الإسلامية أو الدول الغربية.. لماذا؟
- المشكلة هنا إن هذه الجهود تبذل في غرف مغلقة.. وتفاصيل تلك الحوارات لا يهتم بها إلا المتخصصون.. ورجل الشارع العادي سواء في مصر أو لندن لا يسمع عنها شيئا والحقيقة أننا طرحنا هذه المشكلة علي غير المسلمين سواء كانوا أوروبيين أو الأمريكيين أو غيرهم.. وقلنا لابد أن تكون هناك وسائل فعالة لنقل هذه الحوارات التي غالبا ما تسودها محاولة الفهم العقلاني للقضايا الخلافية بين العالم الإسلامي والغرب.. لرجل الشارع في الغرب الأمريكي والأوروبي والآسيوي ليفهم غير المسلمين حقيقة الأمر من خلال صحيح الدين الإسلامي وليس من خلال الدعاية الغربية التي يسودها العداء للإسلام.. وهدفنا هو كشف الحقيقة أمام الآخرين.. وإظهار الإسلام بالصورة المشرقة التي يستحقها.. لكن للأسف هذا يتم من خلال جهود فردية من جانب علماء المسلمين من خلال محاضرات تتم في غرف مغلقة لا يتم نشرها علي الناس في الدول الأوروبية والغربية.. وينتهي الأمر.. وهنا يجب أن تقوم منظمة المؤتمر الإسلامي بوضع وسائل وأدوات مناسبة لنشر الوعي بصحيح الدين في الدول الإسلامية وغير الإسلامية.
ما رأيكم في حوار أتباع الأديان؟
- هو حوار مهم يجري بين أتباع الأديان السماوية وغير السماوية.. وهذا الحوار ضروري للوصول إلي قدر معقول من التفاهم أو علي الأقل الفهم المتبادل.. والقرآن الكريم يحض علي الحوار فالآية الكريمة تقول "وجادلهم بالتي هي أحسن".. فمن خلال الحوار يتم تبادل وجهات النظر وطرح نقاط الخلاف.. وهو أمر مهم لذلك يوجد لدينا داخل المجلس الأعلي للشئون الإسلامية لجنة للحوار تعد له وتهتم بالقضايا المطروحة فيه.. إلخ.
لكن الحوار مع اليهود بالذات يسبب بعض المشاكل بسبب تعقد القضية الفلسطينية هل تشركون اليهود في حوار الأديان وتجلسون معهم؟
- المفروض أن الحوار يشمل اليهود.. ولكننا لم نشركهم في حوار الأديان حتي لا يفهم البعض هذا الأمر علي أنه نوع من التطبيع.. وفي ظل تعنت إسرائيل وعرقلتها لجهود السلام وما تقوم به إسرائيل فاق كل تصور وتجاوز كل الأديان.. وهنا يجب أن نوضح أننا لسنا ضد اليهودية كدين ونحن نؤمن بسيدنا موسي عليه السلام ولكننا نرفض موقف دولة إسرائيل من القضية الفلسطينية.
الإسلام دين العلم والتقدم.. فلماذا يتخلف المسلمون؟
- الابتعاد عن صحيح الدين الإسلامي من أهم أسباب تخلف المسلمين.. وللأسف المسلمون يتبعون التقاليد والموروثات ولا يتبعون الإسلام الصحيح.. فالإسلام يؤمن بتعليم المرأة.. والحديث الشريف يقول "طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة.. لكن التقاليد جعلت أكبر نسبة أمية موجودة بين البنات والنساء في العالم الإسلامي.. ورغم أن أول آية نزلت في القرآن الكريم هي "إقرأ" فإن نسبة أمية القراءة والكتابة ترتفع في دول العالم الإسلامي.. وإلي جانب انحراف المسلمين عن صحيح الدين هناك أسباب أخري لتخلف المسلمين عن مواكبة العصر.. منها الاستعمار الغربي للدول الإسلامية الذي وجد في نشر الجهل وسيلة تفيده في التحكم في الشعوب الإسلامية فالجاهلون أسهل قيادا من المتعلمين والعلماء.
هل تتصور أن هناك حربا يخوضها الغرب ضد الإسلام كدين؟
- إذا كان ما يحدث ليس حربا فبماذا نفسر ما يحدث في العراق وأفغانستان واليمن والصومال والسودان والجزائر وفي باكستان.. وبم نفسر العنف المبالغ فيه في قصف القري والمدن الإسلامية؟! في تقديري الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا تريد إخضاع الإسلام والمسلمين لإرادتهم.. وهدفهم أن يكون النموذج السائد في الحياة في الدول الإسلامية هو النموذج الغربي.. ولم لا فالغرب يملك القوة العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية.. إلخ بينما يعيش أغلب المسلمين علي المساعدات الغربية ويعانون من الجهل والتخلف.. وعندما يقول علماؤنا للغربيين أننا أصحاب دين إسلامي صالح لكل زمان ومكان وهو الدين الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالي للبشرية كلها.. وهو دين حضارة وتقدم.. نجد الواقع المتخلف الذي يعيشه أغلب المسلمين يضعف أصواتنا والغرب يحرص علي ذلك لأنه يري أن في الإسلام قوة يجب أن يحسب حسابها.
أساليب العنف التي تستخدمها الجماعات المتطرفة تتزايد.. وأساليب الحرب علي الإرهاب تزداد عنفا.. كيف نوقف هذه المجازر الدموية؟
- الجماعات المتطرفة تري أن حل مشاكل المسلمين هو استخدام القوة المسلحة والعنف.. وفي هذا الموقف فهم خاطئ لصحيح الدين الإسلامي.. لأن حل مشاكل المسلمين لن يتحقق بقتل الآخرين فقد يكون من بين هؤلاء أبرياء أو مدنيون لا ذنب لهم.. وهنا يجب أن نقرر حق المسلمين في مقاومة المعتدي أو المحتل.. في فلسطين أو العراق أو أفغانستان.. فالإسلام يري أن حق مقاومة المحتل حق مقدس.. حيث نص القرآن الكريم علي أن "فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم".. وليس أكثر من الاحتلال من اعتداء.. هذا بالإضافة إلي أن المواثيق الدولية تحرم الاستيلاء علي أراضي الغير بالقوة وإذا حدث هذا فإنه يعطي المبرر لظهور المقاومة المشروعة.. ورغم أن الإسلام لا يقر الاعتداء علي المدنيين حتي ولو كانوا ينتمون للدول المعتدية وحرم حتي إيذاءهم.
ما حكم الإسلام في قتل المدنيين أو إيذائهم بدعوي المقاومة؟
- حرام شرعا.. وهناك حديث عن سيدنا رسول الله "صلي الله عليه وسلم" يقول: "لا تقتلوا شيخا فانيا ولا رجل دين".. وهؤلاء هم المدنيون الذين يحرم الإسلام قتلهم.. وإنما القتال في حالة المقاومة يجب أن ينصب علي من يحمل السلاح ضد المسلمين.
بعض الجماعات المتطرفة تحمل السلاح من أجل الخروج علي الدول المسلمة.. طالبان والقاعدة في أفغانستان.. المحاكم في الصومال.. والحوثيون في اليمن.. إلخ ما حكم صحيح الدين في هذا؟
- مثل هذه الجماعات تسيء إلي الإسلام وهي مرفوضة دوليا ومرفوضة علي مستوي الرأي العالم الإسلامي.. وفي رأيي أن ما تقوم به هذه الجماعات ليس إلا جهلا وفهما مغلوطا لصحيح الدين الإسلامي.. لأن الإسلام يدعو الإنسان إلي أن يكون قدوة طيبة يقتدي بها الآخرون وأن يكونوا قوة يهابها غير المسلمين.. والسؤال المهم هنا ماذا لو قام هؤلاء المتطرفون بدلا من رفع السلاح لهدم دولهم.. بالمشاركة في مشروعات التنمية أو في تعليم الناس.. ماذا لو أنهم بذلوا جهدهم في تنمية المجتمع الإسلامي وجعل المسلمين أقوياء بالعلم والإنتاج والمنافسة في الأسواق العالمية.
كيف نخرج من هذه الدائرة الدموية المدمرة التي تضر بالجميع؟
- كل الأطراف في هذه الحالة مسئولون.. العالم الإسلامي.. والدول الإسلامية.. والجماعات المتطرفة.. والمجتمع الدولي كله.. وعلي الجماعات الإسلامية المتطرفة أن تعود إلي رشدها وأن تتفهم صحيح الدين وأنه دعوة للتعايش مع المسلمين ومع غير المسلمين.. وهناك حديث شريف يقول "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده".. هذا هو الإسلام الصحيح الذي يدعو لإفشاء السلام.. لذلك علينا أن ندعو الجماعات المتطرفة لمناقشة القضايا الخلافية وعلينا أن نشرح لهم صحيح الدين حتي يتبينوا خطأهم وندعوهم للامتثال لحكم الإسلام الصحيح حتي يرتدعوا ويوقفوا هذا العنف من جانبهم.
الأصل في علاقات المسلمين هو السلم لا الحرب.. لماذا تحولت تلك العلاقات إلي مواجهات بأشكال مختلفة؟
- في هذه النقطة خلل فادح.. لأنه قد يكون هناك خلاف بين المسلم وأخيه في الرأي أو المصلحة أو في تفسير نص من النصوص.. ولكن هذا الخلاف يجب ألا يتحول إلي صراع بين المسلم والمسلم ويرفع كل طرف السلاح علي الآخر.. وعندنا هنا نص قرآني.. "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا.. فأصلحوا بينهما".. وهكذا يصبح الصلح هو الأساس.. والاقتتال أي الاحتكام للسلاح أو القتال - أي الحرب - حرام شرعا، والحديث الشريف يقول إذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار.
إذا كان الصلح قاعدة أساسية في الإسلام لماذا يتقاتل المسلمون مخالفين شريعة الإسلام.. وإذا حدث الاقتتال لماذا لا تنهض جماعة من حكماء المسلمين بحل هذه النزاعات مخالفين بذلك أمر الله عز وجل؟
- هذا ما يحدث في الواقع للأسف في أغلب الصراعات الإسلامية - الإسلامية وفي ذلك انحراف عن صحيح الدين.. والإسلام رسم طرقا معينة لتسوية المنازعات والمسلم الذي يقاتل أخاه هو مسلم عاص.. ومن يتقاعس عن حل نزاعات المسلمين هو أيضا مسلم عاصي.. والحقيقة ليس لدينا آليات لحل النزاعات والمفروض أن تقوم بهذه المهمة جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وهما جهتان معنيتان بهذا.. والمشكلة هنا أن الأمر يتوقف غالبا علي إرادة الأطراف المتنازعة وللأسف كل طرف في أي نزاع يصر علي موقفه.
بعد خطاب أوباما إلي العالم الإسلامي.. هل الأمر يحتاج إلي خطاب إسلامي يوجه للعالم الغربي؟
- خطاب أوباما كان خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح لمد جسور التفاهم وبناء الثقة بين العالم الإسلامي والغرب.. بعد الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية السابقة.. وأعتقد أن إدارة أوباما ستتخذ خطوات عملية جادة لحل القضية الفلسطينية التي يعتبرها العرب والمسلمون أخطر قضايا العالم الإسلامي.. ونتوقع أن يكون هذا الحل قائما علي أسس عادلة.. وفي المقابل نجد أن المشكلة هي أن العالم الإسلامي يعاني حالة من التفكك وفي رأيي أن للغرب دورا في هذا.. وفعلا العالم الإسلامي ليس له كلمة واحدة وليس له صوت واحد.. حدث هذا لأن الغرب يريد ذلك.. وعندما تقول لي هل الأمر يحتاج إلي خطاب إسلامي موحد يوجه إلي العالم الغربي.. أقول نعم الأمر يحتاج إلي ذلك.. ولكن الواقع الذي نعيشه يؤكد صعوبة تحقيق ذلك لأن المسلمين لا يتفقون علي كلمة واحدة.. رغم ما في ذلك من مخالفة لصحيح الدين.
التجديد في الفكر الديني في الإسلام يستدعي في الذهن الحديث عن العقل والاجتهاد.. إذن لماذا يسير بعض المتشددين في اتجاه الانغلاق والجمود.. مما قد يكون سببا في تخلف العالم الإسلامي؟
- هناك محاولات جادة في مجال تجديد الفكر الديني.. ولكن هذه المحاولات تحتاج إلي وقت ليس بالقصير لأن ما حدث من تخلف أصاب العالم الإسلامي أصبح بمرور الزمن مشكلة كبيرة بعد سنوات طويلة عاشها المسلمون في سبات عميق.. هذا بالإضافة إلي أن آليات التجديد غير واضحة حتي الآن.. ومازالت العقلية المسلمة تحتاج إلي الكثير حتي تستطيع أن تقوم بمهام التجديد وتسير في الاتجاه الصحيح.
الأصل في الإسلام هو الحرص علي حرية العقيدة.. وأن الإسلام هداية اختيارية لا تعرف التمييز ضد الأقليات.. فلماذا يتهم البعض الإسلام كدين بغير هذا؟
- الإسلام يؤمن بالتعددية.. ولا يرفض الآخر.. بدليل أنه داخل المجتمع المسلم كان يوجد المسيحيون واليهود.. وكان يوجد وثنيون يعبدون الأصنام.. ومع ذلك تعامل معهم الإسلام في سنواته الأولي.. لأن المسلمين الأوائل كانوا يفهمون الإسلام الصحيح حق الفهم.. ويعلمون أن القرآن وردت فيه الآية "ولا يزالون مختلفين" وهي تعني أن الدنيا تقوم علي الاختلاف.. ومن هذا المنطلق يقبل الإسلام حرية العقيدة.. ونحن نعرف أن الإسلام يرفض الإكراه في الدين.. وفي القرآن الكريم نجد هذه الآية "أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين".. ومن ناحية أخري يحرص الإسلام علي حماية حق حرية العقيدة ،يعني مادمت مسلما ينبغي حماية حقي في اعتناق الإسلام.. وحماية حق المسيحي في اعتناق المسيحية.. هذه هي حرية العقيدة في الإسلام.. لكن الغرب يريد شيئا آخر.
ماذا يريد الغرب من الإسلام في هذه النقطة؟
- إنه يريد حرية المسلم في الانتقال إلي أي ديانة أخري بحيث يسهل علي المسلم أن يترك دين الإسلام ويصبح بوذيا أو مسيحيا أو يهوديا أو حتي لادينيا.
ما موقف الإسلام من ذلك؟
- في صحيح الإسلام علي المسلم أن يثبت علي عقيدة الإسلام وأن يحمي عقيدته.. أما حكم الإسلام فيمن يرتد عن دينه هو أن يستتاب وإذا لم يتب تكون هناك عقوبات متنوعة حسب كل حالة وحسب الآراء المختلفة.. هناك من يري أن عقوبة المرتد هي الإعدام مسترشدا بالحديث الشريف "من بدل دينه فاقتلوه".. لكن الحقيقة أن القرآن الكريم لم يذكر عقوبة محددة للمرتد عن إسلامه فمثلا تجد الآية الكريمة تقول "ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة".. هذا هو جزاء المرتد في هذه الآية.. وهو ليس جزاء عقابيا في الدنيا.. والبعض قال: قد تكون عقوبة المرتد هي الحبس في حالة رفض الاستتابة حتي نكف شر المرتد عن الناس وحتي لا يحرض هذا المرتد غيره من المسلمين علي الارتداد عن الإسلام وينشر تشكيكه في دين الإسلام.
هل هناك نية لاستئناف جهود التقريب بين المذاهب بعد أن توقفت؟
- لا نية لذلك الآن.. وهذه الجهود توقفت بعد أن دخلت إيران معارك تصدير الثورة الخومينية مما جعل الآخرين كلهم يتخوفون من نوايا إيران الإقليمية وحقيقة أهدافها.
الجماعات الإسلامية تمول عملياتها من تجارة السلاح والمخدرات واستحلال مال الغير وخطف الرهائن وطلب الفدية.. إلخ وكلها وسائل أبعد ما تكون عن الإسلام الذي ترفع راياته تلك الجماعات.. فما رأيك؟
- الجماعات الإسلامية المتطرفة للأسف ترفع شعارات الإسلام كدليل عملي لها وكتعبير عنها.. لكن مسلكها لا يطابق الإسلام.. فالجماعات الإسلامية أعلنت الحرب ضد من يخالفها وهو أمر مرفوض شرعا.. لأن الإسلام لا يعلن الحرب ضد من يخالفه.. إلا إذا اعتدي هذا المخالف علي المسلمين.. والغريب أن تلك الجماعات المتطرفة يرون أن منطقهم صحيح دون أن يقدموا الدليل علي صحة موقفهم من الناحية الشرعية.. وكون أنهم مسلمون "ماشي ما هو إحنا كلنا مسلمين".. لكن أن يرفعوا السلاح باسم الإسلام فهذا هو الخطأ.. أضف إلي ذلك قتلهم الأبرياء وخروجهم علي أجماع المسلمين ودولة الإسلام وترويع الآمنين.. والتغرير بالشباب والتكسب من تجارة الموت.. كل هذا يبعدهم عن صحيح الإسلام.
الحرب ضد الإرهاب تحولت في حد ذاتها إلي نوع من الإرهاب ترتب عليه أيضا احتلال أراضي الغير وقتل المدنيين.. إلخ ما رأيك في هذا النوع من الإرهاب؟
- زادت الحرب علي الإرهاب عن حدها خاصة في عهد الإدارة الأمريكية السابقة التي حولت الحرب ضد الإرهاب إلي حرب ضد المسلمين في العراق وأفغانستان مثلا.. والدليل علي ذلك هذه الأعداد الضخمة من الضحايا المدنيين في هذه البلدان الإسلامية.. كما قامت هذه الإدارة الأمريكية بمحاربة خطأ فادح وهو الإرهاب بخطأ أكثر فداحة وهو الحرب علي دول إسلامية.. ونحن نعترف بأن الإرهاب خطأ وعلينا أن نصحح هذا الخطأ بطريق سليم وعلينا ألا نعالجه بطرق خاطئة.. وهناك أمل في أن تصحح الإدارة الأمريكية الحالية أخطاء الإدارة السابقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.