وسط أصوات المدفعية والصواريخ وغارات الطيران الصهيوني، ومشاهد القتل والتفجير والتشريد لأهالي قطاع غزة، وإدانات المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية ورؤساء الدول العربية، ارتفع صوت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، معلنا انتفاض المقاومة الفلسطينية ضد الحرب الصهيونية الشعواء، مُطلقا عملية "البنيان المرصوص" للدفاع عن الشعب الفلسطيني. سطرت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية من خلال معركة البنيان المرصوص بطولة اشتركت فيها كافة التشكيلات العسكرية التابعة للحركة، فكان للوحدة الصاروخية دور كبير في المعركة، وكانت من أهم الركائز التي استخدمتها على مدار 51 يومًا، كما استطاع مقاومو سرايا القدس أن يفاجئوا قادة الاحتلال وجنوده في مضاجعهم، ليُفقدوا العدو الصهيوني توازنه ويُربكوا حساباته، ويحولوا حياة مستوطنيه إلى جحيم، ويكسروا شوكته ويُكذبوا أساطيره. أعلنت سرايا القدس بعد انتهاء الحرب الصهيونية أنها استخدمت 3249 صاروخا وقذيفة، من بينها صواريخ "براق 100″ و"براق 70″ و"فجر 5″ و"جراد" و"قدس" و"قذائف هاون" و"صواريخ 107″، و"صواريخ C8k"، و"كورنيت" و"مالوتكا"، في قصف الأهداف الصهيونية خلال عملية "البنيان المرصوص". بدأت المعركة في 8 يوليو 2014، عندما أطلق الجيش الصهيوني عمليته الوحشية "الجرف الصامد"، لترد حركة الجهاد الإسلامي بعملية "البنيان المرصوص"، حيث أعلنت سرايا القدس أنها أطلقت عملية البنيان المرصوص في مواجهة العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة. قالت سرايا القدس حينها في بيان صحفي على موقعها الإلكتروني، إن عملية البنيان المرصوص "جاءت ردا على العدوان الظالم بحق شعبنا الفلسطيني المجاهد في القدس والضفة وقطاع غزة"، وأكدت أن "العملية الجهادية تأتي في إطار الرد على العدوان الصهيوني المتواصل ضد أهلنا في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وعلى عمليات القصف الهمجية ضد بيوت الآمنين من أبناء شعبنا". في أول أيام المعركة أطلقت حركة الجهاد الإسلامي نحو 60 صاروخا على مستوطنات العدو الصهيوني، وبعد أن تعرضت مدن هرتسيليا وريشون لتسيون والقدس وتل أبيب وحيفا لصواريخ بعيدة المدى لأول مرة، طلبت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية فتح الملاجئ أمام الإسرائيليين في مدينة القدس ومنطقة وسط إسرائيل التي تعرف باسم "غوش دان"، كما تمكنت صواريخ المقاومة الفلسطينية من الوصول إلى مطار بن غوريون في تل أبيب بواسطة صاروخ "فجر 5″ الذي أطلقته سرايا القدس، وقالت إسرائيل إن القبة الحديدية اعترضت صاروخين. خلال اليوم الثامن من المعركة في 15 يوليو، تمكنت سرايا القدس من قصف مدينة تل أبيب المحتلة ب8 صواريخ "براق 70″، كما وصلت إلى مدن العدو الصهيوني "عسقلان، كريات جات، أسدود، نيتفوت، بئر السبع"، وغيرها ب 22 صاروخ جراد، وقصف مواقع وحشود عسكرية "قاعدة زيكيم"، "أحراش ناحل عوز"، "موقع المطبق"، حشودات عسكرية"، "موقع ال17″، "موقع إيرز"، "صوفا"، "سديروت"، "يتيد"، وغيرها ب31 "صاروخ 107″ و21 قذيفة هاون، واعترف العدو الصهيوني بمقتل جندي في معبر إيرز بعد قصفه من سرايا القدس ب3 قذائف هاون، كما اعترف بإصابة منزل بصورة مباشرة ووقوع أضرار مادية بمستوطنة "سديروت". لم تستطع إسرائيل إنكار مقاومة حركة سرايا القدس خاصة بعد تكبدها العديد من الخسائر المادية في قلب الأراضي الصهيونية، حيث أقرت مصادر إسرائيلية أن عدة قذائف صاروخية أطلقها مسلحون من قطاع غزة سقطت على منطقة النقب الغربي جنوب إسرائيل، من بينها 6 قذائف أطلقت باتجاه بلدة "أشكول"، وذكرت الإذاعة الصهيونية أن منطقة النقب الغربي ومدينة أسدود تعرضتا لعشرات القذائف الصاروخية من دون وقوع إصابات بشرية، وحسب الإذاعة فإن منظومة القبة الحديدية اعترضت 12 قذيفة على الأقل. خلال اليوم الثالث عشر، استهدفت سرايا القدس ناقلة جند صهيونية شرق خان يونس بصاروخ موجه وأصابتها إصابة مباشرة واشتعلت النيران فيها، كما خاضت اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة وأطلقت قذيفتي "RBG" تجاه قوة صهيونية خاصة بمدرسة الزراعة شمال بيت حانون، وخاضت اشتباكات عنيفة مع قوات صهيونية بمنطقة الزنة، واستهدفت القوات المتوغلة بالقرارة ب5 قذائف هاون، كما فجرت عبوة ناسفة بقوة صهيونية قرب مسجد خديجة شرق حي التفاح، وقصفت مدينتي بئر السبع وعسقلان ب4 صواريخ جراد، وتمكنت سرايا القدس من قنص جندي صهيوني شرق حي الشجاعية وأصابته إصابة مباشرة. في اليوم السادس عشر من المعركة في 23 يوليو، أعلنت سرايا القدس أن مجموعة من مقاوميها تمكنوا من قتل 3 جنود صهاينة وقعوا في كمين محكم شرق خزاعة، وخاض مجاهدوها اشتباكات ضارية مع قوة صهيونية خاصة في نفس المنطقة، واستخدموا خلال العملية الأسلحة المتوسطة والثقيلة وقذائف الهاون، وأكدوا وقوع قتلى وإصابات بصفوف العدو، وهو ما أكده الاحتلال الصهيوني لاحقًا. أعلن الجيش الصهيوني في وقت لاحق رسميًا مقتل 3 جنود صهاينة وهم "باز إلياهو"، "لي مات"، "شاحر دوبر"، من لواء المظليين الصهيوني أحدهم ضابط في كمين السرايا شرق خان يونس، وبعد شهر تقريبًا أعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الصهيوني عن مقتل الجندي "شاخر شيلو" من لواء المظليين متأثرًا بجراح خطيرة أصيب بها في 23 يوليو في كمين لسرايا القدس شرقي خانيونس، وقد أصيب الجندي جراء إصابته بشظايا عبوة ناسفة. في نفس اليوم تمكن مقاومو سرايا القدس خلال معركة البنيان المرصوص من الوصول إلى قلب تل أبيب، واستطاعت صواريخهم أن تقلق مضاجع مستوطنيها وتجعلهم بيبتون في المخابيء والملاجيء، حيث قصفت السرايا مدينة تل أبيب بصاروخي "براق 70″، واعترف العدو فيما بعد بإصابة 4 أشخاص خلال العملية، وسقوط إحدى هذه الصواريخ على مبنى سكني بشكل مباشر. في الوقت نفسه كان عدد آخر من مقاومي الحركة يعدون العدة لتفجير دبابة صهيونية بعبوة ناسفة أرضية بمنطقة الثلاجات شرق بيت حانون شمال قطاع غزة، وأكدت سرايا القدس مقتل 4 جنود بينهم ضابط وإصابة آخرين وقعوا في كمين محكم لمجموعة من مجاهديها، وهو ما أكده العدو أيضًا فيما بعد. خلال معركة المقاومة، قصفت سرايا القدس عسقلان وأسدود ونتيفوت ب14 صاروخ جراد، وأعلنت قصف المواقع العسكرية وتجمعات الآليات والقوات المتوغلة شمال بيت حانون، وبيت لاهيا، وشرق خان يونس، وشرق جباليا، وشرق مطار رفح، وقرب محطة أبو مطلق بخزاعة، بأكثر من 60 "صاروخ 107″ وقذائف هاون. خلال اليوم الثامن عشر من المعركة 25 يوليو، واصلت سرايا القدس صدها بكل قوة لمحاولات التوغل الصهيونية شمال وشرق قطاع غزة، وللعملية البرية التي شنها جيش العدو في مناطق على حدود القطاع، كما واصلت قصفها للمدن والمغتصبات الصهيونية بكافة أنواع الصواريخ والقذائف، كما أطلقت سرايا القدس عملية "كسر الحصار" والتي تضمنت قصف مدن ومستوطنات "غلاف غزة" أبرزها قصف مدينة تل أبيب ب115 صاروخًا من أنواع مختلفة ضمن معركة "البنيان المرصوص". قالت سرايا القدس في حينها، إن عملية كسر الحصار تضمنت قصف تل أبيب وأسدود وبئر السبع وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة ب115 صاروخا من أنواع مختلفة، رداً على العملية البرية في بيت حانون وحي الشجاعية وخزاعة وحصار بيوت المواطنين وتشريد المدنيين العزل من منازلهم، وردًا على المجازر الصهيونية المتواصلة في قطاع غزة، واعترف العدو بإصابة 13 مستوطنا بجراح ووقوع أضرار جسيمة في مستوطنات "غلاف غزة" بعد رشقات الصواريخ التي أطلقتها سرايا القدس. خلال اليوم الحادي والعشرين من المعركة في 28 يوليو، أعلنت سرايا القدس مسؤوليتها عن قصف كيبوتس بئيري في مجمع أشكول الاستيطاني برشقة بصواريخ 107 وقذائف هاون، وقد اعترف العدو الصهيوني بمقتل 6 جنود صهاينة وإصابة 10 آخرين بجراح متوسطة وحرجة، وذكرت القناة الصهيونية الثانية أن القذائف الصاروخية سقطت في مكان مكتظ، وجرى نقل جزء من الجرحى عبر الطائرات المروحية، في حين وصفت الحادث ب"الخطير جدًا"، كما قصف مقاومو سرايا القدس "نير عوز" و"ياد مردخاي"، ب9 صواريخ 107، وقصفت كرم أبو سالم وبئيري وأشكول بصواريخ "107″ و"c8k" وقذائف هاون. أحدثت سرايا القدس خلال المعركة تطورا نوعيا جديدا في الأداء، فلم تكتف بالأسلحة التي كشفت عن امتلاكها فقط، بل أدخلت أسلحة جديدة لأول مرة في معركة الصراع المفتوحة مع العدو الصهيوني أدت لتغيير المعادلة، تمثلت هذه الأسلحة بنجاح جهاز الاستخبارات التابع لسرايا القدس باختراق قاعدة بيانات وأرقام هواتف آلاف الجنود الصهاينة وإرسال رسائل تهديد ووعيد لهم، الأمر الذي ترك تأثيرات نفسية كبيرة على العدو، وأحدث نقلة نوعية تقنية وتكنولوجية على صعيد العمل المقاوم. أرسلت سرايا القدس رسائل تهديد عبر هواتف 400 ألف صهيوني باللغتين العربية والعبرية، خلال المعركة كتب فيها "إلى جميع الصهاينة قيادتكم الغبية تقودكم إلى الهلاك، وما ينتظركم في غزة أمران: الأسر أو الموت المحقق"، وفي وقت لاحق وللمرة الثانية تمكنت سرايا القدس من اختراق هواتف 30 ألف جندي وضابط صهيوني، وأرسلت لهم رسائل تضمنت النص ذاته، وقد أحدثت هذه الرسائل مفاجأة كبيرة لدى الساسة والعسكريين الصهاينة، وتركت تأثيرات نفسية كبيرة على الجنود والضباط.