صمدت المواقع الأثرية اليمنية على مدى قرون رغم العديد من الصراعات التي عصفت بالبلاد، لكن مع تصاعد حدة الأزمة الحالية يخشى اليمنيون الآن على المواقع التراثية، أن يطالها التدمير بسبب الحرب الدائرة في البلاد. غارات جوية لطيران التحالف السعودي تستهدف من جديد، سد مأرب التاريخي، بعيدا عن مقولات وشعارات ومزاعم العدوان بشأن الأهداف من وراء الحرب المتواصلة على اليمن منذ أكثر من 72 يوما على التوالي. عاودت طائرات العدوان السعودي استهداف سد مأرب التاريخي، أحد أعرق وأقدم سدود العالم وأكثرها شهرة وصيتا، ما يبعث على المزيد من الاعتقاد بأن الحرب السعودية على اليمن تكرس عملياتها، إضافة إلى القتل وتدمير البنى التحتية، استهدافا منظما للآثار والمعالم الحضارية والتاريخية في اليمن وعلى رأسها سد السبئيين وعشرات المعالم والقلاع والحصون والمساجد والمدارس والمتاحف وليس آخرها دار الحجر الشهير في همدان بالعاصمة صنعاء. تم حصد مئات الجرائم التي طالت بالقصف والاستهداف والتدمير المنظم خارطة الآثار والمواقع التاريخية والمعالم اليمنية العريقة، وتعدب ها تقريرا موثقا ومفصلا بالتواريخ والصور وتنشره وتوزعه على الجهات والمنظمات المعنية حال جهوزه واستيفاء المعلومات كاملة. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنه قد تم طمس موقع تراث حضاري في العاصمة اليمنية صنعاء، يبلغ عمره 2500 عام، وذلك في انفجار وقع صباح الجمعة الماضية، ووفقا لشهود العيان والتقارير الاخبارية، سبب التدمير هو صاروخ أو قنبلة سقطت من طائرة حربية سعودية. وتضيف الصحيفة أن كبير مسؤولي حماية الآثار في الأممالمتحدة عبر عن غضبه بسبب تدميرالموقع الآثري، حيث تم تدمير الطوابق المتعددة القديمة والأبراج والحدائق الأثرية، بالإضافة إلى قتل عدد غير محدد من السكان المدنيين في القاسمي. وقالت "إيرينا بوكوفا" المدير العام لليونسكو:" أشعر بالأسى العميق لفقدان الأرواح البشرية، فضلا عن الأضرار التي لحقت بواحدة من أقدم الآثار في العالم، والشاهدة على الحضارة الإسلامية"، وتضيف:" مصدومة من الصور المدمرة لركام الأبراج والحدائق"،مضيفة " هذا التراث يحمل روح الشعب اليمني، وهو رمز للتاريخ البشري أجمع". وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه تم نشر صور مكان الحادث على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى المنازل التي تدمرت جراء القصف، وتسببت في ضرر لا يمكن إصلاحه في المنطقة، حسب منظمة اليونسكو. وتلفت الصحيفة إلى أن تدمير الآثار الثقافية في منطقة الشرق الأوسط، واحدة من مهد الحضارة، أصبح الآن جزء لا يتجزأ من الفوضى التي تهز المنطقة، حيث يقوم تنظيم داعش الإرهابي بسلب وتخريب المواقع الآثرية القديمة الهامة في العراق وسوريا.