ورغم أن المهرجان الذي يرأسه الناقد عمرو دوارة، وتنظمه الجمعية المصرية لهواة المسرح برئاسة الناقد عصام عبدالله، يقام تحت رعاية وزارة الثقافة وبتمويل من قطاع الانتاج الثقافي، برئاسة السيد خاطر، إلا أن تدخلات وزارتي الثقافة والخارجية، ودون رفض أمني مباشر- وفقا لرئيس المهرجان – لم تفلح في السماح للعرضين العراقيين "الصامتات"، لفرقة محترف بغداد المسرحي، تأليف وإخراج عواطف نعيم، و"أنت يا من هناك"، لفرقة الراية للتمثيل، تأليف وإخراج منير راضى، بالمشاركة في فعالياته، رغم مشاركة فنانين من فريقي العملين في دورات سابقة للمهرجان، وأنشطة مسرحية اخري بمصر، مثل عواطف نعيم، إحدى أهم المخرجات والكاتبات العراقيات، فيما فرضت السياسة نفسها في إلغاء مشاركة العرض اليمني "السؤال الصعب"، لفرقة مسرح عدن، تأليف وإخراج فيصل بحصو، قبل بدء فعاليات المهرجان. أحداث ليبيا، بدورها، فرضت حضورها على حفلي الافتتاح والختام، في الأول قدم فريق الكاتدرائية المصرية أوبريت بعنوان «ملحمة الخلود»، بطولة فريق "قيثارة للفن"، تأليف فادي أيمن، وإخراج ضياء شفيق، وديكور أوزوريس وزوسر وميناس جميل، أنتجته أسقفية الشباب القبطية تخليدًا لذكرى شهداء مصر الذين ذبحهم تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، فبراير الماضى؛ وامتلأت جدران المسرح بصور الشهداء ال21. وفي الختام عرضت المونودراما الليبية "عفوا أبي"، لفرقة مسرح الغد ب"اليظاء"، تأليف علي الجهاني، وإعداد وتمثيل عبدالباسط الجارد، وإخراج عز الدين المهدي. وتحمل رؤية واعتذار للأجيال السابقة، عن تدمير ليبيا بسبب صراعات السلطة. كرم المهرجان في افتتاحه كلا من: الفنان يحيى الفخرانى، المخرج كمال عيد، الكاتب فكري النقاش، التشكيلي زوسر مرزوق، الفنان هاني رمزي، الفنان الأردني ماهر خماش، الأنبا موسى أسقف الشباب. واستمرارًا لتقليده بتكريم فنانين على مدار ليالي عروضه كرم الفنان سامي العدل، الذي أهدى تكريمه إلى روح الفنان إبراهيم يسري، الذي رحل قبل أيام، فيما تغيب عن التكريم الفنان حسن حسني والفنانة هالة فاخر رغم الإعلان عن تكريمهما في حفل الافتتاح، ثم تأجيله إلى الختام ليغيبا مرة أخري، فيما تم تكريم المخرج السعودي راشد الورثان والفنان العراقى كاظم القريشى وتسلمتها زوجته. المشاكل التنظيمية كانت حاضرة، بدءًا من غياب مكرمين، حتى انسحاب ضيف شرف الدورة، يحيي الفخراني، من حفل الختام بسبب تأخير بدءه، مرورًا بعدم التزام الفرق بالمدى الزمني لعروضها، مما أثر سلباً على إيقاعها. واعتذار رئيس لجنة التحكيم، عزت العلايلي عن الاستمرار بعد مرور أيام من المهرجان، ليخلفه المخرج عبد الرحمن الشافعي، وشارك في اللجنة: الفنانة منال سلامه، الفنانة الليبية خدوجه صبري، المخرجة العراقية حمائل حسن، والسعودي عبدالعزيز السماعيل. شهد المهرجان تقديم 6 عروض عربية خارج المسابقة، هي "القناع"، لفرقة الجمعية العربية للثقافة والفنون فرع الإحساء، السعودية، تأليف قاسم محمد، إخراج نوح الجمعان. "حلم ليلة دم"، لفرقة مسرح أبعاد المغربية، تأليف وإخراج عبد المجيد شكير. وشاركت الجزائر بعرضي "مونا لويزا"، لفرقة المسرح الجهوى باتنه، تأليف سعيد نصر سليم، و"وردة"، للفرقة الجهوية، تأليف وإخراج العمرى الكعوان، وشاركت تونس ب"كذلك العكس أصح"، لفرقة 156 تأليف وإخراج هادى عباس. ومن مصر عرض الافتتاح، و"دون كيشوت" من انتاج وزارة الشباب هكذا اقتصر سباق الجوائز علي 14 عرضًا مصريًا، من مسرح الهواة، منها، لأول مرة، عرض مدرسي "التشريفة "، ورغم أن عروض المسرح الجامعي كانت الأكثر نضجًا، لكنها فرضت التساؤل حول عدالة التنافس بين هواة الفرق المستقلة وفرق تقدم عروض من إنتاج جامعات. وتمتع "حلم يوسف"، من معهد الفنون المسرحية، و"نعيمة"، هيئة قصور الثقافة، بفرص للعرض على مسارح الدولة لم تنلها باقي العروض. من الظواهر الإيجابية، إتكاء غالبية العروض على نصوص عربية متميزة، لعلامات مثل صلاح عبد الصبور وميخائل رومان وسعد الله ونوس، الذي قدمت فرقتا مودرن تياترو، وانفينتي، معالجتان مختلفتان لمسرحيته "طقوس الاشارات والتحولات"، مع فروق كبيرة في التناول، لصالح الفرقة الأولى، وعانت الثانية من ضعف الاداء، وترهل الإيقاع، ومشاكل نطق الفصحي. أما مشكلة الاضاءة، فقد كانت "عامة"، بسبب ضعف تجهيزات المسرح. جوائز: حصد "الدخان"، لفريق كلية الألسن، إخراج محمود طنطاوي المركز الأول، وهي ثالث جائزة للعرض، الأولى من مهرجان "فرق بلا مكان"، والثانية من مسابقة نجوم المسرح الجامعي، التي نظمها مركز الإبداع الفني بالقاهرة. وفاز محمد زكي بجائزة الإخراج الأولى عن "مأساة الحلاج"، وعنه أيضا نال محمد أكرم جائزة التمثيل الأولى رجال، وأحمد سعد ورمضان سمير بأفضل موسيقى. وذهبت جائزة الإخراج الثانية إلى منير يوسف عن "حلم يوسف"، نص بهيج إسماعيل، وعنه أيضا فازت لقاء الصيرفى بالتمثيل الأولى نساء، وأحمد سيد بأفضل ديكور. وحصد "رقصة الدم"، لفرقة العازفين، جائزتي التمثيل الثانية رجال ونساء، أحمد مصطفى ومريم علاء الدين. ونال مصطفى سعيد جائزة التأليف، عن "آخر رايات الأندلس، لفرقة مسرح هندسة عين شمس، وهو عرض متميز، نال عدة جوائز من قبل. ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة ل"التشريفة"، الذي أخرجه محمود عطية لفرقة "منتخب إدارة المعصرة التعليمية"، موصية برعاية المسرح المدرسي باعتباره مفرخة للفنانين.