الفشل الكلوي والسرطان أمراض أصابت الأطفال والكبار تلف المحاصيل وبوار الأرض.. كارثة بيئية بسبب التلوث الصرف الصحي: إنشاء محطة للمعالجة في موازنة 2016 ما بين انعدام الضمير الإنسانى لبعض الأشخاص وفساد الأجهزة الحكومية فى إنجاز مهامها على أكمل وجه، ومابين انعدام دور القائمين على الرصد البيئى بالإسكندرية، تستفحل المصائب الصحية والبيئية التى تحول الأطفال والكبار إلى مرضى بالسرطان والفشل الكلوى وضعف الذكاء وغيرها من الأمراض التى لا يخلو منها بيت سكندرى. "البديل" رصدت مأساه بيئية وصحية يعيشها أهالى قرية أبيس الثانية التابعة لحى شرق الإسكندرية، حيث تقوم محطة الصرف بقرية أبيس الثانية بطرد مخلفات الصرف الصحى عن طريق ماسورة كبيرة مكسورة بمصرف الصرف الزراعى بالقرية منذ عدة سنوات، بالرغم من وجود مواسير مغطاة تم تجديدها مؤخرا، ويقوم المزراعون بتشغيل ماكينات الري بهذا المصرف لري آلاف الأفدنة لتصبح الكارثة كارثتين بيئية وغذائية. يقول الحاج محمد عبد الرزاق، من أهالى قرية أبيس الثانية، إن الصرف الصحى سابقا فى القرية كان عن طريق خط مواسير يبدأ من أبيس الثانية بكوبرى المطافى ويسير بقلب الأراضى الزراعية إلى الحديقة الترفيهية، ومنذ 8 سنوات قامت هيئة الصرف الصحى بإحلال وتجديد تلك المواسير، ولكن مع الكسل والفساد لم تعمل تلك المواسير التى كنت مشاركا في تجديدها عن طريق نقل المعدات بسيارتى، وأصبح طرد صرف محطة أبيس الثانية يتم يوميا عن طريق ماسورة مكسورة بمصرف الصرف الزراعى. وأضاف أنه أحيانا يمتلئ المصرف على آخره بمياه الصرف وتغرق بعض الأراضى الزراعية على جنبات المصرف، وأنا من ضمن المتضررين حيث أصيبت أرضى الزراعية بالبوار نتيجة غرقها المتكرر فى مياه الصرف، هذا بخلاف تلال القمامة التى تملأ الشوارع الرئيسية لدرجة غلق الشارع الرئيسى أمام حركة مرور سيارات الأجرة وأتوبيس هيئة النقل العام، وعندما يفيض الكيل بالأهالى وتتكرر الشكاوى لرئيس حى شرق تأتى سيارة ترفع القمامة مرة كل شهر وكأننا سقطنا من حساباتهم. ورصدت عدسة "البديل" بجوار سوق الخضار تلالا من القمامة التي تصيب أهالى أبيس بالاستياء والضرر حيث تنتشر بها الحشرات وتتجمع حولها القطط والكلاب، وتنبعث منها الروائح الكريهة، مما يعرض المحاصيل للتلوث ويصيب السكان بالأمراض. ويقول محمد عبد المقصود، من أهالي القرية، إن الطامة الكبرى التى يستغيث منها هى قيام المزراعين برى الأراضى من مياه المصرف الرئيسى التى تطردها محطة الصرف وبدلا من التخلص منها حفاظا على الأرواح والمزروعات تتم بها زراعة آلاف الأفدنة من قرى أبيس الأولى والثانية من خضروات وفاكهة، ويضيف: يربط المزارعون معدومو الضمير ماكينات الرى على جنبات المصرف لرى الأرض منها، وهم بذلك يختارون الطريق السهل بدلا من انتظار دورهم فى الرى بالطرق الشرعية، فهم لا يريدون الانتظار أو دفع عشرات الجنيهات لعمل قناة أو "أناية" كما يسمونها، لكنهم لايريدون بذل العناء أو الإنفاق فتكون النتيجة أننا نحصد نحن وأولادنا الأمراض الخبيثة جراء ذلك الإجرام الذى يتحول إلى وحش يلتهم صحة أولادنا وخلق جيل مشوه بدنيا وفكريا. ويشير خيرى محمد، أحد أهالى أبيس الثانية، إلى أن مياه الصرف الصحى التى يتم طردها عن طريق محطة صرف أبيس الثانية تصب فى النهاية فى ترعة الإسكندرية التى تمثل المصدر الرئيسى لمياه الشرب لأهالى المدينة بالكامل، وقد رصد أحد المواقع الإخبارية السكندرية منذ أيام بالصور مياه الصرف الصحى القادمة من أبيس الثانية وهى تصب بترعة الإسكندرية، مضيفا أن معظم الأهالى يعانون من تفشي الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوى والسرطانات نتيجة تلوث المياه، وقليل من الأهالى المتيسرين فقط يستخدمون فلاتر لتنقية المياه، ولكن الغالبية العظمى مواطنون بسطاء لا يستطيعون شراء فلاتر تقيهم من الرواسب العالقة ولا التخلص من رائحة المياه الكريهة، وكأنه كتب على الفقراء دفع فاتورة تكاسل وإهمال وفساد السادة المسؤولين. ويستغيث أهالى أبيس الثانية بوزير الصحة بعد معاناتهم مع الوحدة الصحية بالقرية، وتؤكد الحاجة ماجدة إبراهيم ،أن الوحدة الصحية رغم أنها تعتبر صرحا طبيا متميزا من حيث المساحة الشاسعة ومن حيث النظافة والإمكانيات، إلا أن ذلك كله يتلاشى بسبب عدم تواجد الأطباء والخدمة الصحية، فبعد الساعة 11 صباحا تصبح المستشفى صحراء جرداء لايوجد بها أى طبيب، حتى أثناء وجودهم نشعر وكأنهم يقومون بعمل إدارى وليس طبيا، حيث يكتفون بتحويل المرضى إلى المستشفى الأميرى أو مستشفى الطلبة، إضافة إلى أنهم لا يصرفون أى أدوية من الوحدة. ويقول أحد الموظفين بالمستشفى، إنه عام 87 كانت المستشفى تجري عمليات للمرضى وكان الطابقان الثانى والثالث مجهزين بإمكانيات جيدة، ولكن الآن المكان مغلق تماما، وتوجد طلبات كثيرة لمديرية الصحة لإعادة تشغيل العمليات مرة أخرى. ويقول اللواء يسرى هنري، رئيس هيئة الصرف الصحى بالإسكندرية ل"البديل"، إنه يعلم بمشكلة طرد مياه الصرف بمحطة أبيس الثانية، وتحدث مع وفد من أهالى القرية وأوضح لهم أنه سيتم إنشاء محطة معالجة لتخدم القريتين أبيس الأولى وأبيس الثانية معا، مضيفا أن أبيس الأولى ليس بها خط صرف صحى نهائيا، وأن الأهالى يعملون بنظام "الطرنشات" حتى الآن وهذه مأساه حقيقية، مضيفا أنه سيتم تنفيذ المحطة من موازنة عام 2015 -2016، والتى ستحدد في شهر يوليو القادم، وأنه تم حل 90% من مشاكل الصرف بالإسكندرية.