كارثة صحية وبيئية تهدد الملايين من المصريين بالفشل الكلوى والأمراض والأوبئة الخبيثة، لاسيما محافظات الدلتا التى تتغذى على مياه النيل من فرع رشيد، نظرًا لأن 3 مصارف بمنطقة الجيزة تنتهى جميعها بقرية الرهاوى، وتصب فى فرع رشيد بالنيل. تتجمع المصارف الثلاثة فى مصرف اللبينى، والذى ينقل مياه الصرف الصحى من محطتى أبو رواش بأكتوبر، وزنين ببولاق، وهيئة صرف تابعة للهيئة العامة لمرفق الصرف الصحى للقاهرة الكبرى بقطاع غرب النيل، وهى محطة المحيط الحلزونية القريبة من كفر حكيم. بالإضافة إلى مياه المجارى التى يلقيها المواطنون فى المصارف، والحيوانات النافقة، مرورًا بعدة مناطق أشهرها المريوطية والمنصورية وكرداسة وكفر حكيم ونكلا والرهاوى. وتصب محطة الصرف الصحى بمحطة (الرفع بقرية ناهيا صرف القاهرة الكبرى) فى مصرف محيط اللبينى منذ إنشائها، والذى يمر بمواسير أسفل الرياح الناصرى، وينتهى إلى فرع رشيد مما يؤدى إلى تلوث مياه النيل، وتفشى الأمراض الخطيرة كالفشل الكلوى، والسرطان. هناك نوعين من مياه المجارى تُنقَل عن طريق مصرف الرهاوى الزراعى لفرع رشيد بالنيل، وهما مياه الصرف الصحى من محطات الصرف الصحى، والثانية مياه الصرف التى تأتى نتيجة توصيل بعض المواطنين لمواسير الصرف الصحى على المصارف الزراعية. فى حين يضطر المزارعين والفلاحين فى تلك القرى إلى رى الأراضى المحيطة بمصرف اللبينى، وأحيانًا من المصارف الثلاثة، مصرف المنصورية والمريوطية واللبينى، مما ينذر بكوارث أليمة فى السنوات القادمة، لأن أغلب الزراعات من الخضار، والتى تحصد كل مدة بسيطة، مما يزيد من احتمالية إصابتهم والقرى المجاورة بأمراض مزمنة وخبيثة. "اليوم السابع" زار قريتى المنصورية ونكلا فى جولة لرصد معاناة الفلاحين والمواطنين االيومية. جبريل أبو زينة مدير مدرسة المنصورية الثانوية والذى شغل منصب رئيس المجلس المحلى قال، إن مياه المصارف لا تصلح أبدا للرى، وتتسبب فى أمراض كثيرة، ولكن أغلب المحيطين بها يضطرون إلى رى الأراضى من خلال مصرف اللبينى أو المنصورية أو المريوطية، خاصة أنه لا يوجد أى مصدر رزق آخر سوى الزراعة، ويقومون ببيع الخضار أسبوعيا فى الأسواق. وأضاف "لابد من تغطية المصارف للاستفادة بها وإنشاء مدارس وجامعات ومراكز للشباب أو زراعتها لو أصبحت صالحة للزراعة، ومن الإنجاز أن يتم ردم وتغطية مكان التقاء مصرف اللبينى بمصرف المريوطية بطول حوالى 4 كيلو بالمنصورية، بدلاً من وجود 3 مصارف، حتى يتمكن الأهالى من الاستفادة منها بدلا من الأضرار التى طالت الجميع". محمد عبد الحميد، موظف، قال إن الناموس والبعوض أسوء ما فى المصارف، والذى يتسبب فى أمراض كثيرة للأهالى، وبخاصة الأطفال صغار السن، سواء فى الصيف أو أى وقت فى العام، كما أن المصارف الثلاثة تتسبب فى كثير من الحوادث عبر الطريق الذى لا يتعدى عرضه 6 أمتار، وبمجرد نزول السيارة فيها تختفى تماما ويصعب استخراجها، وكان آخرها غرق المستشار محمود عبود فى ترعة المنصورية، مما زاد من الأعباء حتى استخراجه، وبدأ الأهالى فى عمل سور خرسانى بالجهود الذاتية، ولم يتمكنوا من استكماله. ويستكمل "علاوة على الروائح الكريهة التى تزكم الأنوف وإلقاء الحيوانات النافقة والمخلفات بصفة مستمرة، مطالبا بضرورة تحويل تلك المصارف إلى الصحراء، لحل الأزمة أو الاستفادة منها بأوجه أخرى، بدلا من أن تصب فى نهر النيل فى النهاية عند الرهاوى، كما هو عند عزبة العقباوى". وفى "نكلا" قال كامل إسماعيل، 49 سنة، مزارع، إن مياه المصرف الزراعى تحولت لمياه مجارى، وتتجمع القمامة الموجودة بمصرف المريوطية واللبينى بمواسير صرف تمر أسفل نكلا ومرورا بالرياح الناصرى، ثم الوصول لقرية الرهاوى، مضيفا أنه ورث تلك الأرض الزراعية عن والده، ويقوم برى الأرض بمياه مصرف اللبينى، نظرا لاضطراره الدائم إلى ذلك، مؤكدا أنه يعلم بأضرارها، إلا أنه يأكل مما يزرعه من الخضار وعائلته، كما يقول فى الغالب لا أقوم إلا بزراعة البرسيم أو الشعير، وأحاول ألا أزرع الخضار بالقدر المستطاع. ويضيف أن السمك بالمصرف مات منذ سنوات نتيجة مياه المجارى، وأنه توجد أعداد غير قليلة مصابة بفشل كلوى نتيجة تلوث المصارف بجميع أنواع الملوثات من قمامة، ومياه مجارى، وأنهم يكلفون الدولة الملايين فى الغسيل الكلوى، مشيرا إلى أن زوجته لديها «فيروس سى». فيما قال عبده على، مزارع، إنه يروى الأرض بالمياه الجوفية لأن مياه مصرف اللبينى كلها مياه مجارى وملوثة، وشديدة الخطورة على الزرع، وتسبب الأمراض الخطيرة، موضحا أنه يدفع 50 جنيها كل أسبوعين لصاحب ماكينة للرى، لرى أرضه، مضيفا ما أقدرش أضر الناس وأغلب الناس مضطرة لرى المصارف ومركبين مواتير رى على المصارف الثلاثة. ويبدأ فرع رشيد من محافظة القليوبية فى الجهة الشرقية والجهة الغربية لمركز ومدينة منشأة القناطر التابع لمحافظة الجيزة، مرورا بمحافظات البحيرة، والمنوفية، والغربية، وكفر الشيخ، ويقوم برى آلاف الأفدنة من الأراضى الزراعية، ويصب فى النهاية فى البحر الأبيض المتوسط.