انضمت خلال الأيام القليلة الماضية كتائب مسلحة تتبع ما يسمى ب"الجيش الحر" فى سوريا إلى قوات البيشمركة الكردية فى مدينة عين العرب؛ بحجة مواجهة تنظيم داعش، برغم أن الجيش الحر نفسه كان من المقاتلين مع قوات داعش ضد النظام السوري والرئيس بشار الأسد، والآن أصبح أصدقاء الأمس أعداء اليوم. أوضح الموقف الأخير بانضمام كتائب "الجيش الحر" إلى الأكراد أن الجميع يأخذ أوامر تحركه بشكل واضح من خلال البيت الأبيض، فالولايات المتحدة أرادت دعم جبهة الأكراد بالجيش التركي، لكن تركيا رفضت، فاستخدمت أمريكا "الجيش الحر" التى تموله وتدعمه بالتدريب والسلاح لتنفيذ هذه المهمة. قال عاطف مغاوري، نائب رئيس حزب التجمع، إن ما يحدث فى سوريا منذ 3 سنوات وأكثر، مؤامرة مكتملة على الدولة السورية، مضيفا: «بالفعل كانت هناك مطالبات داخلية ببعض التغييرات التي تحتاجها جميع الدول، لا سيما منطقتنا العربية، إلا أن هذه الأحداث "ركبتها" أياد خارجية، وحولتها من مطالب داخلية مشروعة إلى مطالب بالتغيير من الخارج، وحينما يأتى التغيير من الداخل يكون فى الاتجاه الصحيح، أما عندما يأتي مدعوماً من الخارج ومفروضاً على الدولة، فإنه يخدم مصالح دول بعينها ولا يعير أهمية للدولة السورية نفسها، وليس فى صالح المواطنين السوريين». وأشار إلى أنه مازال هناك معارضة وطنية تعمل داخل أطر الدولة السورية، وترفض تماماً مبدأ رفع السلاح أو التقسيم أو غيرها من الحلول المطروحة غربياً، لكن فى الوقت ذاته، هناك من خرجوا وشكلوا معارضة الخارج، وهم فى الأساس من طالبوا بتسليح المعارضة والدخول فى مواجهات عسكرية وإرهاب السوريين، وأفسدوا المشهد وأوصلوا سوريا إلى ما هي عليه الآن، وذلك ليس مصادفة، ولكنه تنفيذاً للمخطط الأمريكي الصهيوني على سوريا. وأضاف "مغاوي" أن تلك الأطراف الخارجية التى تحمل سلاحاً أمريكياً وتعارض الدولة السورية، لهم ممولون ينفذون أوامرهم، لافتا إلى أن الجيش الحر يعمل من الخارج ويدار من اسطنبول، ويحصل على الدعم من أمريكاوتركيا وإسرائيل والسعودية، حيث أعلنت أمريكا أنها تدعم الجيش الحر بالسلاح، والسعودية أعلنت أيضا أنها تقيم معسكرات تدريب على أراضيها لهم، كما أن تركيا تسهل تحركهم عبر حدودها للدخول والخروج، فضلا عن تلقى الرعاية الصحية في إسرائيل. وأوضح نائب رئيس حزب التجمع أن التمويلات العالمية تشمل كل الإرهاب الذي نراه تحت دعاوى إسلامية، ولذلك تجدهم ينفذون أجندة أسيادهم، لافتا إلى أمريكا عندما غضبت على داعش، أصبح الجيش الحر الذي كان حليفا بالأمس، عدواً وذهب ليتحالف مع الأكراد لمواجهة داعش، وذلك يهدف أيضاً إلى إسقاط النظام السوري في النهاية. وفيما يخص تركيا، أكد أنها تخشى من انتصار الأكراد في منطقة عين العرب وإعطاء دفعة معنوية لحزب العمال الكردستاني في تركيا للمطالبة بدولته الكردية الموحدة التى تشمل أجزاء من تركياوسورياوالعراق، وكانت تركيا تمنع أكرادها من التدخل ومساندة الأكراد فى عين العرب، فدعمت أمريكا الأكراد بعناصر ما يسمى بالجيش الحر، مؤكداً أن كل ما يحدث يؤجج حروبا على أسس طائفية ومذهبية. وتابع: أمريكا عندمت دعمت واحتضنت الإخوان فى مصر كانت تدعم فكرة زرع فكرة التطرف الإسلامي واختطاف الدولة بهدف قيام حروب على أسس فكرية مثلما يحدث الآن فى ليبيا، أو سوريا، أو العراق، أو لبنان، أو اليمن، وأمريكا من الممكن فى لحظة أن تبغض الإسلام، بينما فى لحظة أخرى تدعم جماعات إسلامية؛ وذلك من أجل مصلحتها وضمانة تنفيذ خطتها لا أكثر. من جانبه، قال ماهر مخلوف، عضو الهيئة العليا بحزب الكرامة الشعبي الناصري، إن الهدف من إنشاء التحالف الدولي بقيادة واشنطن هو سوريا وليس داعش، ولذلك فانتقال الجيش الحر من خانة الصديق لداعش لخانة العدو، أمر طبيعي ومفهوم، فالجيش الحر من صنع أمريكا مثل داعش، مضيفا: «إذا كان صحيحاً ما تدعيه أمريكا بأن داعش قواتها على أقصى تقدير تصل إلى 30 ألف مقاتل، بينما هناك أزيد من 60 دولة تشارك فى التحالف الدولي، وإذا كانت هناك النية الحقيقة للقضاء على داعش، فكل دولة من الممكن أن تشارك ب 5 آلاف جندي فقط، فسيكون حينها عدد الجنود يفوق عدد قوات داعش بعشرة أضعاف، ويمكن حينها القضاء على داعش بسهولة بدلاً من الهرطقات الأمريكية والحديث عن حرب تستمر ل 3 سنوات وتكلفة تتعدي ال 5 مليارات دولار. وأكد توحيد البنهاوي، الأمين العام لحزب العربي الديمقراطي الناصري، أن كل التنظيمات الإرهابية فى المنطقة بداية من الإخوان المسلمين والقاعدة ووصولاً لداعش والجيش الحر، هي تنظيمات تكونت بأمر أمريكا نفسها، سواء بطريق مباشر عبر البيت الأبيض أو طريق غير مباشر عبر الدول التابعة لأمريكا فى المنطقة، مشيراً إلى أن بعض التنظيمات تسير على خطى أمريكا لتضمن دعمها الدائم، والبعض الآخر يخرج عن طوعها في بعض الأوقات مثلما فعل تنظيم القاعدة سابقاً وتفعل داعش حالياً، ولذلك فالجيش الحر يعتبر أداة أمريكية لإعادة داعش إلى الحظيرة الأمريكية، أو قتالها إذا رفضت ذلك.