شهدت العلاقات الإسرائيلية الإثيوبية فى الفترة الأخيرة منعطفا آخر من التعاون بين أديس أبابا وتل أبيب، حيث تسعى إسرائيل للتواجد داخل الدول التي تمثل عمقًا استرتيجيًا لدول الجوار العربي وخاصة مصر مما يمثل ضغطًا على هذه الدول، ولعل قيام 50 ضابطا وجنديا إسرئيليا بزيارة أديس أبابا خلال الأيام القليلة الماضية من أبرز سبل دعم هذا التواجد. وفي هذا السياق، قال دكتور أيمن شبانة، خبير الشئون الافريقية إن إسرئيل تحاول دائمًا أن تجعل لها موطئ قدم، فى الدول المحيطة بالدول العربية فى أفريقيا، وخاصة تلك الدول الواقعة فى مناطق أستراتيجية، مؤكدًا أن إسرائيل لها علاقات تاريخية مع إثيوبيا دائمًا ما تستغلها كورقة ضغط على العرب وخاصة مصر فغالبًا ما تعتمد على تغذية التوجس الموجود لدى أديس أبابا بأنها محاطة دائمًا بمن يتربص بها، والإيحاء لها بوجود تشابه فى الحالتين الإثيوبية والإسرائيلية، حيث تشبه إسرائيل نفسها ب "واحة الديمقراطية" وسط العرب، وأثيوبيا ب "الجزيرة " وسط بحر إسلامي يحاول الفتك بمصالحها. وأضاف شبانة فى تصريحات خاصة ل«البديل» إلى أن إقامة علاقات مع إثيوبيا مع ما تتمتع به من التحكم في منابع النيل، يعني بالضرورة، إمتلاك ورقة ضغط كبيرة على النظام المصري، مؤكدًا أن تل أبيت تحلم بالحصول على حصة من مياة نهر النيل تقدر بمليار متر مكعب، وهو ما تم رفضه من دول المصب لأن إسرائيل ليست دولة شريكة فى حوض النيل. وأكد "شبانة" أن خطة إسرئيل هي الحصول على هذه الحصة عن طريق آخر وهي المحاصرة من خلال خلق مشاكل بين مصر ودول منبع حوض النيل مضيفًا أن إسرئيل تعمل على ضرب قدرات الوطن العربي بأكمله، لتضمن وجود التفوق النوعي لها على دول المنطقة. من جانبه، قال دكتور «هاني رسلان» رئيس وحدة حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية، إن تعزيز التعاون بين إسرائيل وإثيبوبيا وإرسال وفدا إسرائيليا إلى أديس أبابا هو نتيجة لتوثيق العلاقة والتعاون الدائم بينهما، مما يعطي مؤشرًا على طبيعة الأهداف المشتركة بين البلدين، مؤكدًا أن الشركة التي تقوم بتوزيع كهرباء سد النهضة الأثيوبي هي شركة إسرئيلية ما يعني انها ستكون جزء لا يتجزء من السياسية التشغيلية للسد مما سيكون له مخاطر على حقوق مصر المائية. وأضاف رسلان فى تصريحات خاصة ل«البديل» أن إثيوبيا وإسرائيل تجمعهما علاقات ذات طابع إستراتيجي مؤكدًا أن «تل ابيب» تحاول تغذية الطابع الثقافي والديني على اعتبار ادعائها بأن جزء من الإثيبويين ينحدرون من نسل سيدنا «سيلمان» وبالتالي تدعي إسرائيل أن لديهما روابط تاريخية ترجع إلى الجذور مما يجعل العلاقة أكثر رسوخًا واستمرارية. وحول تأثير ذلك على مصر قال رسلان بالطبع إن أي توسع لإسرائيل فى القارة الأفريقية وخاصة بالتعاون مع دول حوض النيل له خطورة على أمن مصر القومي وحقوقها المائية.