قال وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال اجتماع وزراء الخارجية بالأمم المتحدة إن مصر ستلتزم بدعم العراق خلال مواجهتها لتنظيم داعش، وهو ما طرح تساؤلات فى الأوساط السياسية المصرية عن شكل الدعم، وما نوع الالتزام الذي ستقدمه القاهرة لبغداد. في هذا السياق يقول رائد سلامة وكيل مؤسسي حزب التيار الشعبي إن كلام وزير الخارجية سامح شكري عن التزام الدولة المصرية بدعم العراق ضد داعش يناقض تصريحات حكومية سابقة بأن القوات المسلحة لن تخرج خارج الحدود المصرية، كما حدث أيام مبارك في التدخل ضد العراق في الكويت، مشيراً إلى أنه "لا أحد يعرف إلى أين سوف تتطور الأمور، فالولاياتالمتحدة ستحتاج فى غزوها بكل تأكيد لقوات برية؛ لأن الضرب الجوي وحده لن يكفي، وأتصور أن يكون هناك ضغط على مصر لتلعب هذا الدور، وقد يبدأ هذا الضغط من خلال زيارة السيسي لنيويورك، ولا أعرف هل تستجيب الدولة لهذا الضغط أم لا، وإلى أي مدى". ولفت "سلامة" إلى أن داعش ومثيلاتها من الحركات الإرهابية هي صناعة أمريكية خالصة لضرب الاقتصاد العربي وإنعاش الاقتصاد الأمريكي والغربي، من خلال بيع أكثر للسلاح فى المنطقة، وعندما يتم تدمير المنطقة تماماً سيكون هناك حاجة لإعادة الإعمار، فتعمل شركات المقاولات العالمية، ثم تعمل شركات التأمين فينتعش "وول ستريت" فى أمريكا. وأكد أن السيناريو سيتكرر فى سوريا بالشكل ذاته، والأهم من ذلك أن تنتبه الحكومات العربية إلى أنه إذا سقطت دمشق سيسقط كل الوطن العربي، لذلك يستوجب أن نقف جميعاً مع الدولة السورية بكل قوة، مشيراً إلى أن تصريحات أوباما الذي يهدد فيها علناً الدفاع الجوي السوري بالتدمير الكامل فى حال تدخله ضد الطائرات الأمريكية التي ستطير فى مجاله تمثل عارًا على الأمة بأكملها، وكان من المفترض أن تصدر الدول العربية بيانات تدين تلك التصريحات وتؤكد أنها ترفضها شكلاً ومضموناً، ولن توافق على مثل هذا الأمر، ولكن هذا لم يحدث. وقال مجدي عيسى أمين الشئون العربية بحزب الكرامة الشعبي الناصري "إنه من حيث المبدأ نحن مع كافة المحاولات العربية والدولية لمواجهة داعش، ولكن وفق محددات معينة لا تسمح إطلاقاً باستهداف سوريا أو التدخل العسكري على أراضيها، خصوصاً أن هناك إشارات تدل على نية الولاياتالمتحدة على ذلك، يقولها جون كيري وأوباما الذي هدد بتدمير نظام الدفاع الجوي السوري صراحة". وتوقع "عيسى" أن أشكال الدعم الذى ستقدمه مصر للعراق لن يخرج عن الدعم المعنوي والأدبي، وذلك لأن مصر نفسها مشغولة بمحاربة الإرهاب سواء في سيناء أو الحدود المشتركة مع ليبيا أو حتى الإرهاب الذي وصل إلى القاهرة فى عدة حوادث آخرها التفجير أمام مبنى وزارة الخارجية. وأكد أن كلمة دعم معنوي مقصود بها تأييد مصر دوليًّا للجهود التى تقوم بها العراق والدول الأخرى لمواجهة التنظيم الإرهابي، والوقوف ضد الحركة المتمردة التى تريد أن تنشئ الخلافة الإسلامية المزعومة، مع تأكيد مصر فى كافة المحافل على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية. ويرى أحمد الكيال القيادي بجبهة الشباب الناصري أن أشكال الدعم متعددة بداية من الدعم المعنوي والتأييد، وصولاً إلى التدخل العسكري المصري، مستبعداً الأمر الأخير؛ لأن الجيش المصري مشغول بالأوضاع والتهديدت الداخلية، حيث تشهد مصر فى الفترة عقب عزل مرسي عمليات إرهابية يومية. وأضاف الكيال قائلاً "قد تشارك مصر فى تدريب قوات عسكرية عراقية أو عربية، ولكن لا أتوقع أن يشارك الجيش المصري بنفسه فى أي تدخل خارج الأراضي المصرية".