لوح البيت الأبيض الأمريكي بتوجيه ضربات موسعة هجومية فى العراق ضد قواعد الإرهاب المنتشر هناك، وأبرزها تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش)، إذا اقتضت الضرورة. جاءت تلك التصريحات على لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما فى حديث له مع صحيفة "نيويورك تايم"، كما أكد أن الولاياتالمتحدة لن تسمح بإقامة خلافة إسلامية، سواء فى العراق أو سوريا. ومع تصاعد الأمور رصدت "البديل" آراء السياسيين حول إمكانية تدخل الولاياتالمتحدة عسكريًّا لمواجهة الإرهاب، خاصة أن البعض يشير إلى أن الولاياتالمتحدة هي من تمول وتنشر تلك العناصر الإرهابية فى المنطقة. في هذا السياق يقول مجدي حمدان، القيادي بجبهة الإنقاذ، إن أمريكا لديها توازنات خاصة تمنعها من التدخل العسكري الشامل فى العراق، إلا إذا كانت هناك حاجة ملحة للتدخل، مشيراً إلى أن هذا التدخل لن يكون مجانًا، لكن سيتبعه مجموعة من القرابين التى تقدمها دول الخليج، خاصة أن المواطن الأمريكي لديه آليات ضغط على الساسة الأمريكان بعد كم الخسائر البشرية التى تكبدتها أمريكا فترة وجودها في العراق. وأضاف "حمدان" قائلاً "أرى أن أمريكا لن تتدخل بشكل بري، ولكنها في استجابة لمطالب دول الخليج تدخلت بشكل ضربات جوية، ولا يوجد في قاموس أمريكا السياسي ما يسمى بالدواعي الإنسانية، وإلا لكانت تدخلت في إيقاف المجزرة التى تحدث في غزة لنساء وأطفال وشيوخ فلسطين. وأكد أن التدخل العسكري الأمريكي في العراق لن يتجاوز الضربات العسكرية جويًّا، وأمريكا في انتظار الجندى المصري الذي يقوم بالتصدي على الأرض، وهو ما تقوم به أمريكا من خلال السعودية والجزائر، كما أن الزيارة المرتقبة للرئيس السيسي ستشهد حوارًا حول ذلك، لكن مصر في الوقت الراهن لن تستطيع الدفع بالقوات المسلحة؛ نظرًا لحالة التوتر التى تمر بها البلاد داخليًّا وخارجيًّا على حدودها المختلفة، وغالبًا سيتم الاتفاق على الدفع بعناصر من دول الخليج بقيادة مصرية. من جانبه قال أحمد الكيال القيادي بجبهة الشباب الناصري إن أوباما لن يتدخل فى العراق بالشكل الموسع الذى تحدثت عنه وزارة الدفاع، إلا إن شعر أن مصالحه باتت مهددة هناك، مشيراً إلى أن ما يحدث من قتل المدنيين وذبحهم لا يعني شيئًا للولايات المتحدة طالما الأمر لا يضر مصالحها. وأضاف "الكيال" أن على العرب ألا يعتمدوا على الولاياتالمتحدة أو الاتحاد الأوربي؛ لحمايتهم من الإرهاب الضارب فى الجذور، ولكن الحل الوحيد هو تعاون مشترك بين جميع الدول المهددة من هذا الإرهاب وإرسال قوات عسكرية؛ لتصفيته فى أماكنه تحت رعاية دولية من جامعة الدول العربية. وقال هاني عبد الراضي القيادي باتحاد الشباب التقدمي – الجناح الشبابي لحزب التجمع – إن مثل هذه التصريحات التى تطلقها وزارة الدفاع الأمريكية بإمكانية توسع التدخل العسكري فى العراق ضد حركة "داعش" ما هي إلا تهديد وإشارة إلى الإرهابيين أن يبتعدوا عن أماكن التى تخص أمريكا ورعاياها ومصالحها، ولكن تحركوا كما تشاءون فى أى مكان آخر. وتساءل "عبد الراضي": "الولاياتالمتحدة قالت انها ستنشر الديمقراطية فى الشرق الأوسط، وتدخلت عسكريًّا فى العراق لإسقاط ما أسمته بالطاغية صدام حسين. ومنذ 2003 لم ترَ العراق لا ديمقراطية ولا حرية، بل تحولت إلى دولة فاشلة حاضنة للإرهاب، كما الأمر فى تدخل حلف الناتو فى ليبيا، فلماذا ينتظر البعض الآن من تلك القوى الاستعمارية أن تصلح ما كانت السبب فيه من الأساس؟"، مشيراً إلى أن الحل لا يأتي عن طريق البيت الأبيض، بل عن طريق جميع الدول العربية التى بات واجباً عليها أن تعتبر الولاياتالمتحدة عدوًّا متآمرًا على وحدتها ومصالحها، ولا يجب أن يتم التعاون معها بأي شكل من الأشكال".