استنكر كلًا من الناقد ربيع مفتاح، والناقدة الدكتور سلوى بكر، إهمال الأدباء العرب لأدب الحرب؛ فتجارب هذا الجانب الأدبي في مصر نادرًا جدًا، مشيرين أن حرب أكتوبر لم تجد صدى في العالم الأدبي والروائي المصري المعاصر. قال «ربيع»، خلال الأمسية الثقافية التي عقدها المجلس الأعلى للثقافة، أمس، لمناقشة رواية «رأس العش»، للكاتب عبد العزيز موافي، الصادرة مؤخرًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، أن الحروب كانت محورًا أساسيٍ في الأدب العالمي، فظهر العديد من الكُتاب العظام، على رأس هؤلاء الأديب الروسي «ليف نيكولايافيتش تولستوي»، صاحب ملحمة الحرب والسلام، والكاتب الأمريكي «إرنست همنجواي» صاحب رواية «لمن ترقع الأجراس» التي أرخ فيها للحرب الأسبانية الأهلية، في حين اننا في الوطن العربي قلما وجدنا أعمال أدبية عن حرب أكتوبر العظيمة. أيدت «بكر» الناقد ربيع مفتاح، قائلة: نادًرا ما نجد عمل أدبي عن حرب أكتوبر، إلا في دائرة الدعاية الجوفاء التي لا تستبين حقيقة البطولات التاريخية للجيش المصري آنذاك، مشيرة أن المصريين شاهدوا "حرب أكتوبر" كمبارة كرة كدم عبر التلفاز، فلم يقدموا لها أعمالًا أدبية حقيقة تؤرخ لها، كما حدث في الحرب العالمية الأولى والثانية. أضافت «بكر» أن رواية رأس العش، إضافة جيده لأدب الحرب المصري، مطالبة وزارة التربية والتعليم بضرورة تدريسها للمرحلة الإعداية بالمدارس، وأيضًا الجهات السينمائية بتحويل الرواية إلى عمل درامي، لأهميتها التاريخية الشديدة، لإذكاء روح الانتماء للوطن عند الشباب المصري. أخذت «بكر» على «رأس العش»، تداخل اللغة العامية مع الفصحى في السرد، مما أفقد إيقاع الحكي عذوبته، كما رفضت أن يطلق على الرواية "تسجيلة" لإحتواها على جانب كبير من الخيال، وهو ما يتناقض مع مفهوم العمل التسجيلي.