حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة"FAO" من أحداث العنف الجارية في جنوب السودان، والتي تهدد بتفاقم الجوع والمعاناة البشرية إلى الحد الذي يودي بالمكتسبات المتواضعة التي تحققت في مجال الأمن الغذائي خلال العامين الماضيين. ولفتت في بيان لها على لسان سو لوتزيه-ممثل المنظمة في جنوب السودان- اليوم الاثنين"إلى تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان بسرعة منذ اندلاع القتال في منتصف ديسمبر، والذي لم ينتج عنه فقط خسائر في الأرواح وتشرد سكاني، بل وتعطّلت التنمية الزراعية، وتبعث وطأة هذه الآثار على مختلف موارد سبل العيش في أربع من عشر ولايات بجنوب السودان على الجزع نظرًا لنطاقها وخطورتها". وقال: «من الضروري استعادة الأمن والاستقرار إلى جنوب السودان على الفور، واستعادة النازحين إلى سكناهم وحقولهم وقطعانهم؛ إذ إن التوقيت هو العنصر الحاسم؛ ففي الوقت الراهن تعج الروافد النهرية بالأسماك، ويحاول الرعاة حماية قطعانهم، بينما يوشك موسم زراعة الذرة والفول السوداني والذرة الرفيعة أن يبدأ في مارس"، ويعد جنوب السودان أحدث دولة بعضوية منظمة "فاو«". وأضاف دومينك بورجون-مدير شعبة الطوارئ وإعادة التأهيل لدى المنظمة "حتى قبل القتال الأخير، الذي تمخض عن نزوح أكثر من 352000 أسرة، قُدِّر أن نحو 4.4 مليون نسمة سيواجهون بالفعل انعدام الأمن الغذائي في جنوب السودان عام 2014، ومن بين هؤلاء ثمة 830000 يعانون من وطأة مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي". وتعكف منظمة "فاو" على دعم المتضررين من الأزمة بسرعة لإعادة تأهيل سبل معيشتهم؛ وفي الوقت نفسه، انتشر العديد من النازحين على طول ضفاف نهري النيل والسوباط، مما يبرز الصيد باعتباره مصدراً فورياً للغذاء والدخل.