يبدو أن تغييرات كبيرة قد تطرأ على الشمس فى المستقبل القريب، ما يمكن أن يؤدى إلى نتائج خطيرة بالنسبة إلى الكواكب التى تدور حولها، وخصوصاً فيما يرتبط بالأرض، والتى تعتمد عليها من أجل الحياة. ومن المتوقع أن تكون التغييرات كبيرة هذه المرة حتى بالمقاييس الشمسية، إذ أن الحقل المغناطيسى للشمس على وشك أن ينقلب رأساً على عقب، وتتبدل أماكن الأقطاب المغناطيسية من الشمال إلى الجنوب، ومن الأعلى إلى الأسفل. ومن الصعب معرفة متى بالضبط سيحدث هذا التغيير، ولكن تم اكتشافه ببطء منذ فصل الصيف الماضى. ولن يتمكن العلماء من معرفة بشكل أكيد إذا كان الانقلاب كاملاً، حتى السابع من ديسمبر الأول المقبل، أى لدى ظهور القطب الجنوبى الشمسى، والذي لا يمكن رؤيته حالياً بسبب ميلان الشمس. ويتزامن الإنقلاب الشمسى، مع الحدث المعروف باسم "الحد الأقصى للطاقة الشمسية"، وهو الوقت الذى يصبح فيه نشاط البقع الشمسية كثيفاً، ما يؤدى إلى التوهجات الشمسية الضخمة والكتل الإكليلية، التى ترسل رشقات نارية من الجسيمات في الفضاء. ويمكن أن يؤدى هذا الإضطراب المعروف ب"طقس الفضاء" إلى ظهور الشفق المكثف، (ويعرف أيضا باسم الأضواء الشمالية والجنوبية)، وحتى تعطيل اتصالات الأقمار الإصطناعية. ويذكر أن أسوأ عاصفة شمسية على الاطلاق، باسم "حادثة كارينغتون"، حصلت بعد حادثة "ريتشارد كارينغتون" (اسم عالم الفلك البريطانى الذى اكتشفها)، في العام 1859، وأدت إلى تسخين أسلاك التلجراف، واشتعال النيران فيها. وتجدر الإشارة إلى أن هذه العواصف لا تعتبر غير اعتيادية، إذ ينقلب الحقل المغناطيسى كل 11 عام، في حلقة مستمرة منذ مئات ومليارات السنين. وعلى خط متصل، قال العالم الفلكي الشمسى ومدير مرصد "ويلكوكس"تود هوكسيما إن "الفلكيون وثقوا وجود البقع الشمسية في وقت مبكر من العام 1600″.