ما بين الغلاء وصعوبة الحياة وكثرة متطلباتها يعاني المواطن المصري البسيط ويعجز عن توفير ضروريات الحياة التي تفوق طاقته وقدراته المالية سواء كان لقلة الأجور التي لا تكفي قوت اليوم أو لغلاء الأسعار المبالغ فيه، ومع انتظار قدوم العام الدراسي الجديد بعد أيام قليلة ما زالت الأسعار تزداد وخاصة في الأدوات المدرسية التي يقتطع أولياء الأمور من قوتهم لشرائها لأبنائهم من أجل أن يتعلموا ما ينفعهم وقد يساعدهم هذا التعليم على عيش حياة أفضل من المعاناة التي يعاني منها من يعولونهم. وكان ل"البديل" جولة في سوق "العتبة" ومنطقة "الفجالة" بين البائعين والمواطنين، حيث تحدث إلينا محمد عبد الحكيم، صاحب محل أدوات مكتبية، وأجاب عن سؤال حول زيادة الأسعار بشكل ملحوظ، وقال: "أه طبعاً كل حاجة غليت بنسبة كبيرة بين 30:40%، كما ذكر أن الاستيراد الأدوات من الصين زاد بنسبة كبيرة". وأضاف أن مع ازدياد الغلاء يقل الإقبال أو بشكل أوضح تقل الكميات المباعة حسب مقدرة المواطنين، حيث عبر "كل واحد على قد طاقته الناس معهاش"، ووجه دعوة للجميع قال فيها "يا ريت كل واحد يراعي ربنا والدنيا هتتعدل سواء تاجر جملة أو قطاعي أو غيره". كما تحدث إلينا "شوقي العيسوي" بائع حقائب مدرسية بالعتبة، وقال أن بعض السلع تزايد سعرها وبعضها ما زال كما كان فالحقائب المصرية أصبحت الآن سعرها مرتفعة، وأرجع تزايد أسعار بعض السلع إلى سبب مختلف وهو ملاحظة ازدياد السحب والإقبال على سلعة معينة فيرتفع سعرها نظراً للإقبال الواسع عليها. وعن منافذ بيع الإخوان التي اشتهرت ببيع بعض المنتجات والسلع بأسعار أقل من حيث احتمال تأثيرها على البائعين في ظل اختفاءها هذا العام في السوق قال عنها التجار: لا تؤثر علينا فعلى العكس، مع اختفائها هذا العام جعل الإقبال عليهم بشكل أكبر. وعن المواطنين أبطال هذه المعاناة كانت ردودهم فعلهم كالتالي، فقالت نادية الجندي ربة منزل، أن الأسعار ليست كالسنوات الماضية، فقد ارتفعت بشكل مهول، فكلفة أداوت المدرسة وتجهيزات المدرسة لطفلين تتجاوز 400 جنية الآن، في الوقت الذي كان هذا المبلغ يكفى لأربعة أطفال في الأعوام الماضية، مشيرة إلى أن الحكومة أعفت أولياء الأمور من المصاريف ورفعت لهم أسعار الأدوات المدرسية من كشاكيل وأقلام وجلاد. وأضافت أنه بالرغم من ارتفاع الأسعار فإننا لا نستطيع مقاطعة تلك المنتجات، لأن أولادنا هم أهم شيء، فضلا عن إن المدرسين لن ينتظرون عليهم أي تأخير في تلك الأدوات المدرسية. ومن جانبه قال أحمد كريم موظف بشركة خاصة بالعتبة، أن الأدوات المدرسية تزداد غلاء وتنعدم جودتها، وسبب ذلك التجار لأنهم يخدعون المواطن بطرح السلع الغير صالحة بأسعار رخيصة. وأوضح أن لدية 4 أبناء جميعهم في التعليم الأساسي، وأنه في انتظار قرارا بتأجيل المدارس لأنه يخشى عليهم من عدم استقرار الحالة الأمنية في مصر بسبب دعوات أنصار الرئيس المعزول لتعطيل المدارس وعمل هجمات عليها. وأكد أنه على الرغم من ارتفاع الأسعار فلم يتوجه لشراء السلع الرديئة، موضحا أنه يريد لأولاده أحسن تعليم. وأوضح مجدي فاروق موظف، أن كل الأسعار في غلاء ومرتبات الموظفين لا تكفي لهذه المعاناة التي نعانيها وإذا قاموا بزيادة مرتباتنا يقومون بزيادة الأسعار أكثر من قبل. وأضاف قائلًا: اتقوا الله حرام عليكم، الثورة قامت عشان نعيش، إحنا عاوزين نعيش، وعاوزين ولادنا يتعلموا كويس"، مؤكدا أن المواطن البسيط أصبح يشعر بأن الدولة تعاقبه على رغبته في تعليم أبنائه، فلا هم يشجعونه على ذلك ولا حتى يتركونه وشأنه دون أن تزداد كل سلعة إلى أضعاف ثمنها.