قال العديد من الخبراء الإسرائيليين إنه على الرغم من أهمية الاحتجاجات الواسعة في جميع أنحاء تركيا، إلا أنها لا تشكل أي تهديد لحكم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، مشيرين إلى أن ما يحدث في إسطنبول وأنقرة يختلف جوهريًا عن الربيع العربي الذي أسقط الحكام في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وترى صحيفة التايمز الإسرائيلية أن هذا هو الطابع السلطوي المتزايد لحكم أردوغان، الذي يقضي فترة ولايته الثالثة الآن، حيث قال درور زئيفي، خبير في السياسة التركية في جامعة بن غوريون في بئر السبع، "بعد ولايتين بدا فيهما أردوغان وكأنه يعزز الديمقراطية، قرر أن يتصرف كنوع من الآلهة منذ 2001"، مضيفًا أنه كان يرسل الصحفيين إلى السجن، ويسحق أي معارضة أو انتقاد. وقال زئيفي إن هذا بعيد عن التشبيه بالربيع العربي الذي كان يصارع في الأساس ضد الأنظمة الدكتاتورية، وسوء الإدارة الاقتصادية من جانب الحكومات، المشكلة هنا هو "بوتينية" أردوغان في إشارة إلى الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين والتآكل التدريجي الواضح في الحريات بتركيا. كما قال عنات لبيدوت فيريلا، الباحث في شئون تركيا الحديثة بمعهد فان لير بالقدس، إن المتظاهرين -ومعظمهم من الشباب- يحتجون ضد نظام ينظر إليه باعتباره تحديًا كبيرًا أمام المبادئ الأساسية للجمهورية التركية العلمانية. تاريخيًا يتدخل الجيش التركي في مثل هذه المواقف لحماية القيم الجمهورية من التحديات السياسية، كما فعلت مؤخرًا في انقلاب سبتمبر 1980، ولكن في ال10 سنوات الأخيرة، عمل أردوغان على إضعاف قوة ونفوذ الجيش، حيث حبس القائد الأعلى للجيش بتهم جنائية مختلفة، حيث حل أذناب الحكومة محل قادة الجيش.