رأى الكاتب الإسرائيلى درور زافى، نائب رئيس المخابرات الإسرائيلية «الموساد» الأسبق وخبير الشئون التركية بجامعة «بن جوريون» الإسرائيلية، أن التظاهرات والاحتجاجات العنيفة التى شهدتها مدينة «إسطنبول» وعدد من المدن التركية الأخرى، قد تكون سبباً فى الإطاحة برئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، إذا استمرت الاحتجاجات واتسعت دائرتها خلال الأيام المقبلة، خاصة مع نية المعارضة التركية تنظيم مظاهرات جديدة. وتابع: «الاحتجاجات الشعبية فى تركيا ليست جديدة وليست وليدة اللحظة، وإنما لها جذور متأصلة فى سلسلة من التظاهرات الشعبية والاحتجاجات التى تم قمعها بشكل عنيف، ومن بينها احتجاجات الطلاب فى جامعة أنقرة، وتفريق مسيرات المعارضة بشكل عنيف فى اليوم القومى للشباب، والاعتداء بشكل عنيف على متظاهرى عيد العمال فى بداية الشهر الماضى». وأشار «زافى» إلى أن عدم رد الشعب التركى على الطريقة التى تم بها قمع المظاهرات فى الشهر الماضى، سبَّب نوعاً من التراكم لدى الجميع، وتزايد الغضب يوماً بعد يوم ليشمل أجزاء واسعة من الشعب التركى، وأخذ فى التوسع ليشمل أجزاء جديدة، وقد يتضمن شرائح جديدة من الشعب التركى إذا ما استمرت الاحتجاجات بهذا العنف. ولفت «زافى» إلى أن بداية الاحتجاجات، مساء أمس الأول، كانت موجهة إلى رئيس بلدية إسطنبول الذى أُثيرت حوله شائعات عديدة بشأن اتهامات بالفساد، ولكن سرعان ما تحول الأمر إلى غضب عارم موجه ناحية الحكومة ورئيسها، وأصبحت المطالب هى استقالة الحكومة بدلاً من إقالة رئيس البلدية. وأضاف: «وقع رئيس الوزراء التركى ضحية لقرار اغتيال الحديقة العامة بالصدفة، فقد رسم صورة لنفسه خلال السنوات الماضية تؤكد أنه يتدخل فى كل كبيرة وصغيرة وكل قرار محلى يتعلق بإسطنبول، حتى ولو كان مجرد بناء جسر أو إقامة مطار أو حفر قناة أو حتى إنشاء مسجد ضخم فى قلب المدينة. وبالطبع، يدرك كل من هو مطلع على الأمور فى الحكومة التركية، أن أردوغان تدخل بشكل أو بآخر فى قرار إزالة الحديقة، حتى ولو كان هذا التدخل غير مباشر». وتابع: «قد تُقمع تلك التظاهرات فى نهاية الأمر، وقد لا تنمو لتتحول إلى ثورة كبرى، ولكن هوس الحكومة التركية بإجراء الاستطلاعات الشعبية ومتابعة شعبيتها فى أوساط الشعب التركى، يجعل الأمر أكيداً بأن أردوغان سيدرك انتقاص شعبيته بشكل كبير. وبالطبع سيؤثر ذلك على شعبية حزبه، وربما تكون حديقة «جيزى» هى الزاوية المنسية التى ستتسبب فى نهاية حكم أردوغان بعد 10 سنوات من النفوذ الكامل على تركيا». أخبار متعلقة: صيف الغضب التركى يحرق «أردوغان».. والآلاف يتظاهرون لإسقاطه باحث بمركز تركى: المعارضة ليست مندسة .. واستفادت من الاحتجاجات «الحرية والعدالة» يشيد بحكومة «أردوغان».. ويقلل من المظاهرات ضدها «فانديتا» يطارد «أردوغان» فى تركيا الاحتجاجات التركية تُسقط الأقنعة عن «التجربة التركية»