منذ ظهور الديمقراطية في جنوب إفريقيا في عام 1994، كانت علاقة جنوب إفريقيا مع نيجيريا مزيجا من التنافس والتوتر والتعاون. أشار موقع أوول أفريكا النيجيري إلى تأرجح مؤشرات هذا النمط من التفاعل من موقف الرئيس مانديلا المبدئي ضد دكتاتورية الجنرال ساني أباشا في أواخر التسعينيات، حتى مجيء المشاركة الفعالة بين الرئيسين ثابو مبيكي وأولوسيجون أوباسانجو خلال العقد الماضي. وقال الموقع إنه في عهد الرئيسين جاكوب زوما وجودلاك جوناثان، وصلت العلاقات إلى أدنى نقطة مع القوتين من التوصل إلى اتفاق على رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي في عام 2012. وذكر الموقع أن زيارة الرئيس زوما إلى نيجيريا في أبريل من هذا العام كانت خطوة في العلاقات الجيدة بين البلدين، تلتها زيارة الرئيس جوناثان لجنوب إفريقيا في الفترة من 6-8 مايو عام 2013 والتي من المرجح أن تحسن العلاقات الثنائية. ولكن لن يستطيع الزعماء السياسيون في كلا البلدين أن يكونوا قادرين على اغتنام الفرصة بالكامل ومن غير الواضح إلى أي مدى تستيطع تلك الزيارات أن تحسن العلاقات إلا في حالة استعداد جنوب إفريقيا العملاق القاري لاستخدام هذه الزيارات المتبادلة لبدء الوفاق الودي. وأكد الموقع أن إعادة العلاقات الثنائية بين نيجريا وجنوب إفريقيا ستعمل على التعاون وتقديم السلع للعامة، بما في ذلك التنمية الاقتصادية والسلام والأمن. وقال الموقع إن الأهمية خلف تلك الزيارتين تكمن فى الكشف عن الخطأ في العلاقات النيجيرية الجنوب إفريقية ومعالجتها، والدوافع الخاصة بكل منها والتوجهات الخارجية العريضة. وأضاف أوول أفريكا أن هناك تناقضات مثيرة للاهتمام في البيئات السياسية الداخلية التي تحدد قراراتهم السياسية الخارجية والنتائج التي تترتب عليها، وأن تولي اهتماما أكبر لهذا يمكن كل من الطرفين لإدارة سوء الفهم الدائم، والتوتر والشكوك المتبادلة التي اتسمت بهم علاقاتهما. وقال الموقع إن الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا، والمؤتمر الوطني الإفريقي (ANC)، قد نشأ من خلال النضال ضد الفصل العنصري المطول التي لا تزال تشكل المناهضة للاستعمار للعالم "بريتوريا" في ما يتعلق بالقوى الغربية ودورها في الشئون الإفريقية، وعلى النقيض من ذلك، الحكام النيجيريون المتعاقبون منذ التحول السياسي عام 1999، وهم يحاولوا إضفاء الشرعية على حكمهم من خلال تعميق العلاقات مع القوى الغربية.