"نيكولاس مادورو" هكذا أوصى الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز بعد أن تأكد أنه لا مفر من الهزيمة أمام السرطان، ولكن لخيارات الفقراء الفنزويلين بعدم الهزيمة مرة أخرى أمام الوحش الرأسمالى المجنون أن تنتصر حتى على الموت والسرطان، هو نائب شافيز حتى آخر لحظات حياته والنقابي السابق الذى عمل سائقا في مترو كاركاس ورغم أنه من أشد المدافعين عن سياسة شافيز إلا أنه معروف باعتداله وميله إلى المصالحة. الرجل الخمسينى من مواليد نوفمبر العام 1962، في العاصمة الفنزويلية، كاراكاس، توقف تعليمه عند المرحلة الثانوية لكن النضال جمعه مع المحامية المقاتلة سيليا فلوريس، وهي أيضا شخصية بارزة فى حركة الجمهورية الخامسة، وكانت محامية هوجو تشافيز أثناء اعتقاله عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، هى الآن سيدة فنزويلا الأولى طبقا للمصطلاحات الدبلوماسية الغربية. يعتبر مادورو أحد مؤسسي حركة الجمهورية الخامسة، وقد ساهم هو الآخر بنشاطه السياسي في الإفراج عن هوجو شافيز من السجن، ثم عمل منسقا سياسيا إقليميا خلال حملته الانتخابية في سنة 1998 انتخب في حجرة النواب في عام 1998 ثم عضوا في الجمعية الدستورية في عام 1999، ثم عضوا في الجمعية الوطنية في عامي 2000و 2005 ممثلا عن منطقة العاصمة، وانتخب رئيسا لها وبقى في المنصب في العام 2005 والنصف الأول من سنة 2006، وبعدئذ خلفته زوجته سيليا فلوريس، تم تعيينه وزيرا للخارجية في أغسطس 2006، والمدعية العامة للجمهورية حاليا. التقى مع الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز في إطار الحركة الثورية البوليفارية 200التي أنشأها شافيز ونفذ على رأسها محاولة انقلابه الفاشلة على الرئيس كارلوس أندريس فيريز فى العام 1992 وفي أكتوبر 2012، عينه شافيز نائبا له، وذلك بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، كما احتفظ بمنصبه السابق كوزير للخارجية. قال شافيز عند تعيينه نائبا له "انظروا إلى أين وصل نيكولاس، سائق الحافلة نيكولاس، كان سائق حافلة، كم كانوا يسخرون منه". في 8 ديسمبر 2012، أعلن الرئيس شافيز في خطابه بشأن إصابته بمرض السرطان، أن مادورو هو المخول دستوريا بتسيير أمور الرئاسة، وطلب من الشعب انتخابه رئيسا للبلاد في حال اضطر إلى مغادرة السلطة مؤكدا أنه ثوري بالكامل وأنه رجل تجربة على رغم شبابه. هكذا أعده شافيز جيدا لخلافته، فقد تولى مادورو الرئاسة بالوكالة في الفترة الانتقالية حتى تنظيم انتخابات رئاسية في خلال 30 يوما والتي خاضها عن الحزب الحاكم بموجب التعليمات التي أصدرها الرئيس قبل رحيله. اليوم ينتصر الناصرى العنيد تشافيز لشعبه على المرض والموت والسرطان بإرادة فولاذية أتت بمادورو رئيسا لفونزويلا رغم الشارب الضخم تبدو ملامح وجه مادورو وقد تسللت إليها روح تشافيز.