«ثورى بالكامل» و«رجل تجربة بالرغم من شبابه»، كان هذا رأى الرئيس الفنزويلى الراحل هوجو تشافيز فى نائبه نيكولاس مادورو. جاء هذا المديح قبل شهرين عندما اضطر تشافير لمغادرة بلاده متوجها إلى كوبا لتلقى العلاج، حيث أوصى أنصاره بانتخاب مادورو فى حال مغادرته للسلطة.
ومادورو نقابى سابق فى الخمسين من العمر عمل قبل ذلك سائق حافلة، ومن أشد المدافعين عن سياسة تشافيز ومعروف باعتداله وميله إلى المصالحة.
وقال الرئيس الفنزويلى عن نائبه «إنه احد القادة الشباب الذين يتمتعون بأفضل الكفاءات» لقيادة البلاد «بيده الحازمة ورؤيته وقلبه كرجل من الشعب وموهبته مع الناس (...) وبالاعتراف الدولى الذى اكتسبه».
فيما كان مادورو وزيرا للخارجية منذ 2006 عينه تشافيز نائبا للرئيس عقب فوزه فى الانتخابات الرئاسية فى السابع من اكتوبر.
ولا يعرف شيئا عن الحياة الخاصة لسائق الحافلة السابق القوى البنية ذى الشارب الداكن الكث واللطيف المحيا، الا انه متزوج من المدعية العامة للجمهورية سيسيليا فلوريس.
وقد تولى فى الماضى لفترة وجيزة رئاسة الجمعية الوطنية «مجلسى البرلمان» (2005/2006) بعد انتخابه للمرة الاولى نائبا 1999 تحت راية حركة الجمهورية الخامسة التى أسسها تشافيز مع وصوله إلى السلطة فى العام نفسه.
والتقى الرجلان سابقا فى اطار الحركة الثورية البوليفارية التى انشأها تشافيز كذلك ونفذ على رأسها محاولة انقلابه الفاشلة على الرئيس كارلوس اندريس فيريز العام 2002.
وقال تشافيز عند تعيينه نائبا للرئيس «انظروا إلى اين وصل نيكولاس، كان سائق حافلة، كم كانوا يسخرون منه!».
وذكر اسم مادورو مرارا فى اطار التكهنات حول الخليفة المحتمل للرئيس الراحل. ومنذ بدأ تشافيز رحلاته المتكررة للعلاج فى كوبا كان مادورو من زواره المثابرين.
وعند عودة الرئيس من زيارة طبية إلى هافانا كان نيكولاس مادورو إلى جانبه على درج الطائرة على ما نقل التليفزيون.
وقد فوتا معا قمة السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية (ميركوسور) فى برازيليا التى شهدت حضور فنزويلا كدولة كاملة العضوية فيها.
كما بات هذا المسئول الذى ينتمى إلى الجناح المعتدل فى تيار تشافيز مألوفا فى اللقاءات الدولية منذ حل محل الرئيس المريض عدة مرات فى اجتماعات قمة مختلفة.
ويركز محللون على نبرة المصالحة التى يعتمدها وقدرته الواسعة على التفاوض والتأثير على مختلف توجهات تيار تشافيز.
وقال المحلل السياسى ريكاردو سوكرى لوكالة الصحافة الفرنسية انه «لا يثير ضجيجا، ويبدو مستعدا للحوار». وتابع الاستاذ فى جامعة فنزويلا المركزية «انه ايضا خيار (الزعيمين الكوبيين فيديل وراوول) كاسترو» حليفى الرئيس تشافيز.
وشددت المؤرخة مرجريتا لوبيز مايا من جهتها على «إخلاص.. أفضل متحدث» دولى باسم تشافيز، الذى تبنى بالكامل خطابه «ضد الامبريالية» ودعمه للانظمة المثيرة للجدل على غرار ايران وليبيا وسوريا.