يضع قرار هوغو تشافيز تعيين وزير خارجيته نيكولاس مادورو في منصب نائب الرئيس الفنزويلي، هذا السياسي المعتدل الذي يحظى بتقدير الشقيقين كاسترو كبار حلفاء نظام تشافيز، في موقع الخليفة المحتمل للرئيس.
واعاد هوغو تشافيز الذي فاز في السابع من تشرين الاول/اكتوبر في الانتخابات الرئاسية بحصوله على اكثر من 55 بالمئة من الاصوات، ترتيب تشكيلة حكومته مع اقتراب الانتخابات المحلية في 16 كانون الاول/ديسمبر وعين فيها ستة وزراء جدد السبت.
وفي اليوم نفسه، اقسم مادورو اليمين كنائب للرئيس مع احتفاظه في الوقت نفسه بحقيبة وزارة الخارجية.
واوضح الخبير السياسي ريكاردو سوكري لوكالة فرانس برس ان "تعيين مادورو كان امرا متوقعا منذ العام الماضي بسبب الحالة الصحية" للرئيس، مذكرا بان وزير الخارجية كان يرافق هوغو تشافيز اثناء رحلاته الى كوبا في 2011 و2012 لتلقي العلاج من مرض السرطان.
ويرى هذا الاستاذ في الجامعة المركزية في فنزويلا ان نائب الرئيس "يبدو شخصا ذات طبيعة دبلوماسية ومستعد للحوار".
ونيكولاس مادورو يشكل من جهة اخرى "خيار آل كاسترو" - فيدل مرشد الرئيس تشافيز، وراوول الذي يتولى الرئاسة في كوبا منذ انسحاب شقيقه الاكبر فيدل من الحياة السياسية في 2006 لاسباب صحية - في مواجهة شخصيات اخرى من اتباع تشافيز مثل نائب الرئيس السابق الياس جاوا او رئيس البرلمان ديوسدادو كابيلو وحتى ادان تشافيز شقيق هوغو تشافيز وحاكم ولاية باريناس (غرب)، كما قال سوكري.
واضاف كارلوس كوريا المحلل في معهد الدراسات السياسية في الجامعة المركزية في فنزويلا على ذلك بالقول "انه المفضل لدى فيدل كاسترو ويمثل قطاعا اكثر مرونة وبراغماتية في الحزب الاشتراكي الموحد في فنزويلا (الحاكم) مقارنة بجاوا واخرين اكثر تشددا".
وسائق الحافلة السابق هذا البالغ من العمر 49 عاما والنقابي الكبير الملتحي يقدم على انه المحارب القديم في حركة تشافيز السياسية. وبعد تعيينه في اب/اغسطس 2006 على راس وزارة الخارجية، شهد مادورو ازدياد اهميته حيث كان يمثل رئيسا مريضا في اللقاءات الدولية الكبرى.
وانتخب نائبا في العام 1999 على لائحة حركة الجمهورية الخامسة التي اسسها هوغو تشافيز الذي كان انتخب رئيسا في كانون الاول/ديسمبر 1998.
وهتف تشافيز عند تعيينه نائبا للرئيس "انظروا الى اين يذهب نيكولاس، سائق الحافلة نيكولاس. كان سائق حافلة وكم سخروا منه!".
وبصفته وزيرا للخارجية، طبق نيكولاس مادورو حرفيا سياسة الرئيس "ضد الامبريالية" المناهضة للولايات المتحدة، وسلك طريق الدفاع عن الانظمة المثيرة للجدل مثل سوريا اليوم او ليبيا ابان قيادة معمر القذافي.
وينص الدستور الفنزويلي على ان نائب الرئيس يتولى السلطة في حال استقالة او وفاة او تعذر قيام الرئيس بمهامه خلال السنتين الاخيرتين من ولايته. اما في حال حصول اي من هذه الحالات خلال السنوات الاربع الاولى من الولاية، فهو مكلف بالدعوة الى انتخابات جديدة.
واعيد انتخاب هوغو تشافيز الذي يقول انه شفي "تماما" من مرض السرطان، لولاية جديدة من ست سنوات (2013-2019).
وراى المحلل لويز فيسنتي رئيس معهد داتاناليزيس ان "مادورو كان على الدوام على لائحة البدائل المحتملين للرئيس" تشافيز.
اما الخبير السياسي نيكمر ايفانز، فراى في المقابل انه يتعين على مادورو في بلد يعين فيه الرئيس نائب الرئيس، ان يثبت انه "شخص ذو ثقة"، لكن ينبغي ان لا يكون هناك الكثير "من الاوهام" لنرى فيه "خلفا".
وتستجيب التغييرات التي حصلت على مستوى الحقائب الوزارية ايضا لضرورات عملية بعد ان رشح هوغو تشافيز عددا كبيرا من المسؤولين بينهم نائب الرئيس السابق جاوا، للدفاع عن الحزب الاشتراكي الموحد في فنزويلا في الانتخابات المحلية.