بدأت إجازة نهاية العام الدراسي بالنسبة لغالبية الطلاب فى مراحل التعليم المختلفة باستثناء من يخوضون امتحانات الثانوية العامة التي تستمر للشهر المقبل، بل يمكن القول بأن الجزء الأكبر من الطلاب أنهى عامه الدراسى قبل إجازة عيد الأضحى المبارك، ما يشير إلى أننا أمام إجازة تمتد إلى أربعة أشهر بالنسبة لبعض الطلاب فى المرحلة الابتدائية أو ثلاثة أشهر بالنسبة للصفوف الدراسية الأخرى، وهى فترة زمنية ليست بالقصيرة تبقى بحاجة للتعامل معها بشكل إيجابى على مستويات مختلفة للحفاظ على الطلاب. مؤخراً تنبهت وزارة التربية والتعليم لقصر مدة أسابيع الدراسة وعملت على وضع جدول زمنى للعام الدراسى المقبل يصل إلى 36 أسبوعا، أى إجمالى أيام دراسة تصل إلى 252 يوما بعد أن كانت الدراسة تتم فى 33 أسبوعا قبل ثلاث سنوات، وهناك رؤى مختلفة بشأن إيجابية أو سلبية زيادة أيام الدراسة فهى إيجابية على مستوى التحصيل الدراسى، لكنها مرهقة لكثير من الأسر الذين يجدون أنفسهم أمام استغلال مقابل من جانب أصحاب بيزنس الدروس الخصوصية، وهؤلاء اشتكوا هذا العام من طول مدة الدراسة التى لم يعتادوا عليها خلال السنوات الماضية. فى كل الحالات نبقى أمام أشهر إجازة صيفية بمثابة قنبلة موقوتة رغم أنها من المفترض أن تساعد على استرخاء الطلاب وأولياء أمورهم، وتبقى هناك مجموعة من الخيارات أمام الطلاب وأولياء الأمور لقضاء هذه الفترة، فهناك من يستسلم لراحة البال ويسلم أبناءه إلى الموبايل دون ضابط أو رابط لماهية المحتويات التى يتعرضون لها والألعاب التى يقضون عليها ساعات طويلة فى النهار والليل، وبين آخرين يحولون الإجازة إلى أشغال شاقة ما بين تدريبات فى لعبة رياضية أو لعبتين أو ثلاث فى بعض الأحيان، أو كورسات أو دروس صيفية، وهو ما يؤدى لإنهاك الطلاب ولا يحقق الغرض من الإجازة. بين هذا وذاك يجب أن يكون هناك توعية حقيقية لكيفية قضاء الإجازة بما يساهم فى تسلية الطلاب ويخدم عملية الترفيه التى يكونون بحاجة إليها بعد ضغوط الدراسة، ودون أن يقود فى الوقت ذاته لأن تمر الإجازة دون أن يستفيدوا بمهارات إضافية أو تفريغ طاقتهم بشكل إيجابى أو استكشاف هواياتهم فى مجالات مختلفة، وهو أمر لا يحظى باهتمام من جانب وزارة التربية والتعليم أو الأجهزة المعنية الأخرى التى يجب أن تتواصل مع أولياء الأمور لكى ترشدهم إلى الطريق السليم، خاصة أننا أمام أزمة اختطاف العقول وتطويعها لخدمة أهداف معادية مع انتشار محتويات تحرض على العنف حال كان الحل الأسلم هو قضاء فترات طويلة على الهاتف المحمول. فى السابق كان هناك اهتمام فاعل بالأنشطة الصيفية داخل المدارس، وأذكر أننى حين كنت فى مراحل التعليم الابتدائى والإعدادى والثانوى لم يكن هناك هذا القدر الكبير من النوادى ومراكز الشباب، لكن المدرسة كانت جاذبة لنا طوال أشهر الصيف، وكان النشاط الصيفى يبدأ بعد أيام قليلة من نهاية الامتحانات لينتهى مع بداية شهر سبتمبر حيث الاستعداد للدراسة، وكانت الأنشطة تتضمن الكشافة وكرة القدم وتنس الطاولة وغيرها من الألعاب والمسابقات التى كانت مجانية ولا تحتاج لأن يدفع ولى الأمر أموالا طائلة فى تدريبات وكورسات تستحوذ على ما يتم توفيره من ميزانية الدروس الخصوصية. تحوُّل المدرسة إلى شعلة نشاط صيفية بالتعاون مع مراكز الشباب وقصور الثقافة فى المحافظات المختلفة أمر مهم للغاية، خاصة أن مخاطبة وجدان الطلاب ودمجهم فى أنشطة فنية وموسيقية وترفيهية وتعليمية تنعكس إيجابا على مجمل شخصيتهم ومهاراتهم الحياتية، بعيدا عن تزايد حالات إدمان الموبايل التى تنعكس بدورها على مستويات الطلاب عند انطلاق الدراسة، ويبقى ارتباط الأطفال بالهاتف المحمول مستمرا خلال الدراسة وإن جرى ضبط مسألة استخدامه. خلال زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى إلى محافظة دمياط الأسبوع الماضى لفت نظرى أثناء تفقده إحدى المدارس الحكومية اطلاعه على تفاصيل البرنامج الصيفى، وهو ما يشير لوجود قرارات وزارية بشأنها، لكن ما ينقص هو متابعة تنفيذها على نطاق واسع وضمان جذب أعداد كبيرة من طلاب المدارس إليها، لكى تكون مماثلة لمئات المراكز الترفيهية والتعليمية الخاصة التى أخذت فى التوسع وتلعب على رغبة أولياء الأمور فى أن يواكب أبناؤهم التطور المعرفى والتكنولوجى إلى جانب انتشار أكاديميات كرة القدم والسباحة وغيرها من الرياضات.