تشافيز ومادورو .. وجهان لعملة واحدة وطريق كفاح مشترك جمع بينهما، الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز بدأ حياته بائع حلوى حتى أصبح رئيسا، ونائبة نيكولاس مادورو يخطو على خطاه فأصبح رئيسا للبلاد بعدما كان سائق حافلة. وما أن أعلن عن وفاة الرئيس تشافيز أمس الثلاثاء، حتى ظهر قادة الجيش الفنزويلي على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون الرسمي للبلاد، وأقسموا على الولاء لنائب الرئيس نيكولاس مادورو.
وأعلن وزير الدفاع دييجو موليرو تعهد القوات المسلحة الفنزويلية الثلاثاء باحترام الدستور ورغبة الرئيس هوجو تشافيز.
وقال موليرو، وإلى جانبه عدد من كبار ضباط الجيش: "إننا موحدون لاحترام والعمل على احترام الدستور ورغبة زعيمنا هوغو رافاييل تشافيز فرياس".
مادورو.. رحلة كفاح
نيكولاس مادورو موروس سياسي فنزويلي، ولد في كاراكاس في 23 نوفمبر 1962،يشغل منذ سنة 2012 منصب نائب الرئيس تشافيز ووزير خارجيتها منذ سنة 2006.
ولد في كاراكاس وأتم دراسته الثانوية فيها فقط، و متزوج من سيليا فلوريس،وهي أيضاً شخصية بارزة في حركة الجمهورية الخامسة.
بدأ مادورو مسيرته السياسية عندما كان يعمل سائق باص حين بدأ العمل النقابي غير الرسمي في مترو كاراكاس في سبعينات وثمانينات القرن العشرين، وكان العمل النقابي في المترو محظوراً حينذاك.
ويعتبر مادورو أحد مؤسسي حركة الجمهورية الخامسة، وقد ساهم بنشاطه السياسي في الإفراج عن هوجو تشافيز من السجن، ثم عمل منسقاً سياسياً إقليمياً خلال حملته الانتخابية في سنة 1998.
انتخب مادورو في حجرة النواب في سنة 1998، ثم عضواً في الجمعية الدستورية في سنة 1999، ثم عضواً في الجمعية الوطنية في السنتين 2000 و2005 ممثلاً عن منطقة العاصمة، وانتخب رئيساً لها وبقي في المنصب في السنة 2005 والنصف الأول من سنة 2006، وبعدئذ خلفته زوجته سيليا فلوريس في هذا المنصب،وتم تعيينه وزيراً للخارجية في أغسطس 2006.
عينه الرئيس هوجو تشافيز في 10 أكتوبر 2012، أي بعد ثلاثة أيام من فوزه في الانتخابات الرئاسية، نائب رئيس خلفاً لإلياس خاوا، وباشر في منصبه في الثالث عشر من الشهر نفسه مع الاحتفاظ بمنصب وزير الخارجية.
وحين أعلن تشافيز في 8 ديسمبر 2012 في خطاب متلفز مباشر أن السرطان قد عاوده، قال أن مادورو هو المخول دستورياً بتسيير أمور الرئاسة حتى الانتخابات الرئاسية القادم في حال لم يستطع تشافيز نفسه القيام بمهامه، وطلب من الشعب انتخاب مادورو رئيساً للبلاد،وهذه أول مرة يسمي فيها تشافيز خلفاً له في متابعة خطه السياسي.
عملة واحدة
ويعتبر تشافيز ونائبة وجهان لعملة واحدة فالأول كان بائع حلوى والثاني كان سائق حافلة وكلاهما أستطاع أن يصل إلى الحكم.
فقد حظي تشافيز بشعبية كبيرة اكتسب بها قلوب معظم العرب لطرده سفير إسرائيل وقطعه العلاقات معها بسبب الحرب التي شنتها في 2008 على غزة، لذلك أطلقوا اسمه في 2009 على شارع في مخيم نهر البارد بشمال لبنان، وفعلت بلدة "البيرة" هناك الشيء نفسه ذلك العام بإطلاق اسمه على شارع فيها، مع ذلك لم يزر لبنان وفي بلاده من اللبنانيين ما يزيد على 100 ألف مغترب ومتحدر.
وكانت حياة الفقر قاسية عليه، ولم يستطع عبورها إلى الأفضل إلا في 1971 حين دخل الأكاديمية العسكرية، حيث درس 4 أعوام، تلتها 16 سنة من حياة طبيعية تغيرت تماماً بعد قيامه في 1992 بما سمّاه "عملية زامورا" وهي انقلاب فاشل قاده للإطاحة برئيس البلاد آنذاك، كارلوس أندريس بيريس، فذاق طعم السجن طوال عامين.
وجدير بالإشارة أن هوجو شافيز توفى مساء الثلاثاء عن عمر ناهز 58 عاما بعد صراع مع المرض، ليدخل التاريخ كأحد أكثر زعماء أمريكا اللاتينية إثارة للجدل، فمؤيدوه كانوا يلقبونه ببطل الفقراء في حين اعتبره خصومه مستبدا، أما هو فقد كان يفضل تسمية الجندي الثائر، بطل حركات الاستقلال في أمريكا الجنوبية.
ويركز محللون على نبرة المصالحة التي يعتمدها وقدرته الواسعة على التفاوض والتاثير على مختلف توجهات تيار تشافيز.
وقال المحلل السياسي ريكاردو سوكري انه "لا يثير ضجيجا ، ويبدو انه مستعد للحوار". وتابع الاستاذ في جامعة فنزويلا المركزية "انه ايضا خيار (الزعيمين الكوبيين فيديل وراوول) كاسترو" حليفي الرئيس تشافيز.
وشددت المؤرخة مرجريتا لوبيز مايا من جهتها على "اخلاص ، افضل متحدث" دولي باسم تشافيز، الذي تبنى بالكامل خطابه "ضد الامبريالية" ودعمه للانظمة المثيرة للجدل على غرار ايران وليبيا وسوريا.