كشفت دراسة حديثة، أن المستوى الاجتماعي في مصر صار يتحكم في كل تفاصيل حياة المواطن المصري ولم يعد يقتصر على سبل الحياة والمعيشة، بل تخطاها إلى الإدمان فقد صار نوع المادة المخدرة يختلف باختلاف المستوى الاجتماعي والاقتصادي للمتعاطي فيعد " البانجو " هو مخدر الشرائح الفقيرة لرخص ثمنه أما الحشيش فيتعاطاه كل الشرائح الاجتماعية. وصنفت الدراسة الصادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، متعاطي المخدرات وفقا لأعمارهم ومهنهم والمستوى الاقتصادي، فطبقا للتصنيف العمري نجد أن المتعاطين الذين تعدوا سن الخمسين من عمرهم يميلون إلى تعاطي الحشيش والأفيون والهيروين، فيما يتعاطى الشباب البانجو والحبوب المخدرة والمواد المخلطة أما الأطفال فيتعاطون المواد المستنشقة والبانجو. ووفقا للتصنيف وفقا للمهن، فأوضحت الدراسة أن أصحاب المحال والمطاعم والعاملين بالسياحة والفنانين وشباب الجامعات والعمال القادرين ماديا يزداد إقبالهم على الهيروين، بينما يزيد إقبال الحرفيين والعمال على الأفيون والحشيش، بينما يزداد الطلب على البانجو من قبل طلاب المدارس والجامعات والعمال والسائقين ورواد المقاهي، وعن التصنيف طبقا للمستوى الاقتصادي، أشارت الدراسة إلى أن الطبقات الدنيا لديها إحساس عميق بالعجز عن الفاعلية وعدم القدرة على الاندماج لأن شعورهم بالدونية يصل إلى درجة الرغبة في التخلص بالذات أو من الحياة بصفة عامة. أما المنتمون للطبقة المترفة فهم يسعون دائما إلى زيادة مساحة المتعة، وتعاطي المخدرات في هذه الطبقة يتم بدون قيود أو حرج فلا مانع أن يتعاطى الزوج مع زوجته ويقتصر تعاطيهم على المواد المخدرة مرتفعة الثمن التي يعتقدون أنها آمنه وليس لها تأثير سلبي عليهم ونظرا لتوافر المال فلا مانع أن يستمتع الأبناء أيضا وقد تكون الأم والأسرة بالكامل على علم بتعاطي أبنائهم للمواد المخدرة إلا أن رد الفعل لا يكون مروعا كما هو الحال بالنسبة للأسر المنتمية للطبقة المتوسطة أو الفقيرة. وتؤكد الدكتورة نادية جمال الدين أستاذ السموم بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن المواد المخدرة تختلف أثمانها باختلاف أنواعها وسهولة الحصول عليها، فالكوكايين هي المادة المخدرة الخاصة بعلية القوم فيطلق عليها " إدمان الملوك " فهي أغلى أنواع المخدرات على المستوى العالمي لأن نبات الكوكا لا ينمو إلا في مناطق معينة لها ظروف مناخية خاصة مثل أمريكا الجنوبية، كما أن الجسم يتخلص من تأثيرها خلال أربع ساعات فقط وبالتالي يحتاج متعاطوه أكثر من جرعة خلال اليوم. أما المورفين فأشارت الدكتورة نادية أنه يطلق عليه إدمان المهن الطبية لأنه متوافر لدي من يعملون في مجال الطب، مضيفة أن المدمن يسعى دائما للحصول على المادة المخدرة بأى وسيلة ويطوع ما لديه للحصول عليها ويبحث عن البدائل المتوفرة طبقا للمستوى المادي الذي وصل إليه وأوضحت أستاذ السموم، أن ظاهرة أطفال الشوارع هي السبب الرئيسي لانخفاض سن الإدمان والذي وصل إلى ثماني سنوات وهؤلاء الأطفال يتعاطون المذيبات العضوية بكافة أنواعها لتدني أسعارها ويتم استغلال هؤلاء الأطفال في ترويج المخدرات والسبيل الوحيد للسيطرة عليهم هو إدخالهم لطريق الإدمان لضمان ولائهم الدائم للتجار لاحتياجهم المستمرلهم لتمويلهم بالمواد المخدرة. أخبار مصر- البديل