أكد الدكتور عبد الحميد أباظة مساعد وزير الصحة والسكان التزام مصر بالاتفاقيات الدولية كافة التى وقعتها لمناهضة ختان الإناث، وأن مصر لا زالت عند كلمتها مهما تغيرت الظروف السياسية التى تمر بها البلاد. وأضاف أباظة أن قضية ختان الإناث من القضايا التى شهدت حولها نقاش مجتمعى طويل على مختلف الجوانب الدينية والعلمية والطبية والاجتماعية، إلى أن وقَّعت مصر على عدد من الاتفاقيات الدولية باعتبارها جزء من هذا العالم المتحضر لحماية حقوق المراة والوقوف ضد اى انتهاكات تقع عليها، مؤكدًا أن وزارة الصحة ساندت هذه الاتفاقيات بل أصدرت قرارات وزارية لعام 2007 و 2008 تقضى بحظر وتجريم ختان الإناث. جاء ذلك فى المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم بمقر المجلس القومي للسكان بالتعاون مع منظمات الأممالمتحدة تحت شعار "بناتنا هتعيش فى أمان.. ده حق من حقوق الإنسان"، فى إطار الاحتفالية باليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث التى حددته منظمة الأممالمتحدة فى 6 من فبراير من كل عام. كما شهد المؤتمر حضور عدد من ممثلي منظمات الأممالمتحدة ومنظمات المجتمع المدنى المهتمة بالدفاع عن حقوق الإنسان بصفة عامة والمرأة والطفولة بصفة خاصة. وأشادت انيتا نيرودى الممثل المقيم لمنظمات الاممالمتحدة بالجهود التى يبذلها البرنامج القومى لتمكين الأسرة ومناهضة ختان الاناث التابع للمجلس القومى للسكان ،والذى بدأ منذ عشر سنوات. كما أشارت للدور الإيجابي التى لعبته المؤسسات الدينية كدار الافتاء المصرية والازهر فى تجريم ختان الاناث والقيام بالتوعية الايجابية للمواطنين نحو مخاطر هذه العادة ،وان ليس لها علاقة بالدين. وأضافت أن البيان الأخير الذى صدر من الأممالمتحدة يؤكد تناقص عدد الفتيات المعرضات لخطر تشويه الأعضاء التناسلية للإناث فى 29 دولة من دول إفريقيا والشرق الأوسط التى تتركز فيها هذه الممارسة، فهو يعد تتويج للجهود التى تبذلها هذه الدول ومصر على وجه الخصوص، والتزمها بدمج برامج تمكين الأسرة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا فى برنامجها الوطنى من اجل التخلى عن ممارسة ختان الاناث، حيث شهدت تغير في المواقف إزاء ممارسة تشويه اوبتر الأعضاء التناسلية للإناث بالرغم انها كانت من البلدان ذات معدلات الانتشار العالية لهذه الممارسة. حيث تضاعفت في الفترة ما بين عامي 1995 و 2008 النسبة المئوية للنساء ما بين سن 19 و49 من المتزوجات واللاتي تعتقدن أن هذه الممارسة ينبغي وقفها. واستعرض فيليب دومال ممثل منظمة اليونيسف الجهود التى بذلتها مصر فى مجال مناهضة ختان الإناث، بدءا من القرارات الوزارية التى سنتها وزارة الصحة لتجريم ختان الاناث، بالإضافة الى الدور الذى لعبه الخطاب الدينى المستنير فى تجريم ختان الاناث، وأضاف أن منظمة اليونيسف تتعاون مع الأزهر وبصدد طبع إصدار يوضح اهمية دور الدعاة فى التوعية الدينية بخطورة الختان. وأشاد دومال بالموقف الا يجابى التى اتخذته الجمعية المصرية لأطباء النساء والتوليد، فى بيانها الصادر سبتمبر الماضى، وتاكيدهم ان ممارسة الختان ليست طبية بل تنتهك الحقوق الصحية والنفسية للفتيات، ومطالبتهم بمعاقبة الاطباء الذين يمارسون هذه الجراحة، خاصة بعد الاحصائية التى رصدت ان 72% من عمليات الختان يقوم بها اطباء، وأكد دومال اننا نواجة مشكلة خطيرة وهى "تطبيب ممارسة الختان "،الذى يجب ان تتصدى لها مؤسسات الدولة. كما استعرض د.عاطف الشيتانى مقرر المجلس القومى للسكان اهم الاستراتيجيات التى يتبناها المجلس من خلال البرنامج القومى لتمكين المراة ومناهضة الختان ،ومن هذه الجهود الوطنية المستقبلية التى سيعتمد عليها المجلس فى الفترة المقبلة، أهمها التركيز على اهمية الخطاب الدينى الواضح الذى يطرح القضية من محور حقوقى كامل من خلال بث رسائل واضحة ترد على التساؤلات المجتمعية كافة عبر وسائل الإعلام المختلفة من شبكات التواصل الاجتماعى والصحافة والتليفزيون وعمل منظمات المجتمع الأهلي. كما شدد الشيتانى على رفض المجلس لتطبيب ختان الإناث، والعمل على تفعيل القرار الوزاري 2007 من وزارة الصحة بحظر ختان الإناث، بالإضافة إلى الإستراتيجية القانونية من تجريم ختان الإناث، وتفعيل قانون تجريم ختان الاناث لعام 2008، ومنع محاولات الختان فى بعض القرى. وقال الشيتاني: إن المجلس يدعم بكل قوة العمل المجتمعى من خلال عمل الجمعيات الاهلية التى تزيد عن أكثر من 100جمعية ،والعمل فى حوالى 10محافظات بالوجهين البحرى والقبلى في أكثر من 125 قرية بالإضافة لمركز وأحياء القاهرة، وأن المجلس يتجه نحو التركيز على نشر رسائل مناهضة لختان الاناث بين الشباب وخاصة الذكور، حيث يرى أن الشباب هما الفئة الأكثر ديناميكية والقادرة على إحداث التغيير السريع، والدليل على ذلك هو انخفاض الممارسة بين الفتيات فى سن 10-18 سنة بالمدارس إلى 50% طبقا لمنظمة الصحة العالمية 2007 ، بينما السيدات المتزوجات من سن 15-49 سنة تصل الى 90% طبقا للمسح السكانى 2008، مما يوضح أن هناك تغييرًا كبيرًا فى اتجاهات الأجيال الجديدة. Comment *