السيدة سوزان مبارك تفتتح مركز علاج الأورام بأسوان تم إعلان محافظة أسوان مناهضة لختان الإناث في الاحتفالية التي حضرتها السيدة سوزان مبارك ضمن المشروع القومي لمناهضة ختان الإناث الذي يجري العمل به منذ عام 2003 في 120 قرية علي مستوي الجمهورية مع شركاء للمجلس القومي للطفولة والأمومة وألقت سيادتها كلمة الافتتاح بمدينة دراو بنجع الكنوز واستمعت إلي النماذج الإيجابية من الأهالي وعرض تجربتهم وكرمت سيادتها القيادات المجتمعية وشاهدت فيلما وثائقيا عن جهود مصر في مناهضة الختان. قامت السيدة سوزان مبارك بإرساء حجر أساس القرية البيئية النموذجية لمتضرري السيول وللأسر الأولي بالرعاية.. كما افتتحت مركز علاج الأورام بعد تطويره ليكون بعد التطوير أساسا لمنظومة علاج الأورام في مختلف محافظات مصر وليس بأسوان وحدها التي تشهد مرحلة جديدة في السعي من أجل رفعة وتقدم الوطن. وأشارت إلي أننا بالفعل أولينا اهتماما خاصا لقضايا الفتاة المصرية ومشكلاتها فأطلقنا مبادرة »عام البنت المصرية« في 2003 تأكيدا علي مدي تقديرنا واحترامنا لبناتنا والتعبير عن ثقتنا في قدرة الفتاة المصرية علي العطاء لمجتمعها، وأكدنا منذ اللحظة الأولي أن حقها في التعليم هو أول الحقوق التي يجب أن نكفلها لكل فتاة في مصر خاصة في الريف والمناطق النائية وقمنا بطرح العديد من الأفكار والمشروعات غير التقليدية لإتاحة فرص التعلم للفتيات بالريف والحضر علي قدر سواء. لقد أطلقنا مدارس الفصل الواحد.. ومدارس المجتمع. وأخيرا المدارس صديقة الفتيات.. وهي مبادرات مهدت الطريق وهيأت البيئة الثقافية والاجتماعية التي قامت علي فكر جديد يقوم علي المشاركة المجتمعية واستهدفت أيضا تمكين الفتاة من خلال تزويدها بالمهارات الضرورية للوفاء بمتطلبات الحياة.. لتصبح قادرة علي العمل واكتساب فرص العيش الكريمة. مناهضة الختان وصفت منظمة اليونيسيف التصدي لختان الإناث بأنه من النجاحات التي قامت بها المنظمة ووصل الأمر لنتيجة إيجابية وتأمل بانتهائها عام 2015 ولأهمية هذا الوضع بالنسبة للأسرة فقد أولته السيدة سوزان مبارك اهتماما خاصا وربطته بقضايا كثيرة وهامة مثل حقوق الطفل والأسرة والصحة الإنجابية والعنف ضد المرأة. ولقد تم دمج ختان الإناث ضمن خطة قائمة علي حقوق الطفل والإنسان والأسرة في إطار تنموي متكامل يعالج مشكلة تتعلق بحق الطفولة في التعليم ومنع الزواج المبكر ويشارك في العمل الجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية والمتطوعون من الأممالمتحدة حركة مناهضة لهذه الممارسة بالتحرك والعمل في القري والمدارس ومراكز الشباب والجامعات من أجل رفع الوعي وتغيير نظرة المجتمع. ركز المشروع القومي لمناهضة ختان الإناث جهوده في الريف للقضاء علي هذه العادة ووقعت ثماني قري أسوانية علي وثائق شعبية تفيد تخليهم عن هذه الممارسة وكانت جهود المناهضة قد انطلقت من مصر بعد مؤتمر السكان والتنمية الذي استضافته القاهرة في عام 1994يعرض فيلم عن الفتاة بدور التي راحت ضحية هذه الممارسة وتكونت الحركة الاجتماعية للمناهضة. وأضافت أننا في عام 2005 أعلنا أول وثيقة شعبية لرفض هذه الممارسة الضارة بالقري التي ينفذ بها البرنامج القومي لمناهضة ختان الإناث في قرية »بنبان« ليصبح نموذجا احتذي به كثير من القري في اتخاذ موقف مماثل من هذه الممارسة القاسية. وأوضحت أننا أطلقنا عام 2007 دعوة جادة للقضاء علي ظاهرة »ختان الإناث« بمصر.. وكانت لهذه القضية أولوية كبري في جدول أعمال المؤتمر الإقليمي لمناهضة العنف ضد الأطفال.. الذي عقد بالقاهرة.. وتزامن مع وفاة الطفلة »بدور« التي راحت ضحية لتلك الممارسة البشعة.. وكان هناك إصرار تام علي اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية علي المستوي المحلي من أجل كسر حاجز الصمت الذي يغلفها.. وإطلاق مبادرة بداية النهاية لمعاناة بناتنا. وأشارت إلي أن جهودنا توجت عام 2008 بإعلان المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية والنقابات المعنية (الأطباء والمحامين) موقفا رسميا رافضا لختان الإناث.. بل ومطالبا بسرعة إصدار قانون لتجريم هذه الممارسة. قانون الطفل بصدور قانون الطفل عام 2008 أصبح الختان جريمة يعاقب عليها القانون بأحكام رادعة لمرتكبيها وجاءت استجابة الأهالي للمناهضة معززة للإجراءات القانونية واستجابوا بعد علمهم بمدي قسوة هذه الظاهرة علي الأنثي الطفلة والسيدة وأصبحوا معها أكثر حرصا علي أمن وسلامة بناتهم برغم الحملة التي شنها المتشددون ضد من يهاجم الختان إلا أن التفاف الأهالي الواعي وصدور القانون كونا حركة اجتماعية قوية تصدت بكل حزم لهذه الظاهرة. جهود إقليمية استمرت الجهود المصرية علي المستويين المحلي والإقليمي ومناطق أفريقيا وفيها استضافت مصر المؤتمر العربي الأفريقي للتشريع وختان الإناث وشاركت فيه 28 دولة تعاني من هذه الممارسة الضارة وبه عرضت السيدة سوزان مبارك بيان القاهرة رسميا علي الأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوربي والأمين العام لجامعة الدول العربية وجاءت بعدها كل المؤشرات الإيجابية التي صدر علي إثرها قرار وزارة الصحة بحظر ممارسة عادة الختان وأيد الأزهر الشريف والكنيسة المصرية رفضهما لهذه العادة. تحية خاصة وجهت تحية خاصة لفتاة الصعيد التي أقبلت علي التعليم بمختلف مراحله وصارت تشارك وتجتهد محافظة في ذات الوقت علي قيم ومبادئ مجتمعها ووطنها لتؤكد أنها تستحق منا هذا الجهد بإرادتها واستجابتها ووعيها وإدراكها لقيمة ما يمكن أن تضيفه لذاتها.. وكانت احتفالية إعلان وثائق مناهضة ختان الإناث قد بدأت بكلمة ترحيب من اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان بضيوف المحافظة وفي مقدمتهم السيدة سوزان مبارك مقدما عظيم الشكر والتقدير لسيادتها لحرصها علي تقديم حزمة متكاملة من الحماية التي تكفل إحداث نهضة حضارية في مصر. وقال إن كل بقعة في مصر تشهد علي جهودكم مشيرا إلي اللمسة الإنسانية التي أبدتها السيدة سوزان مبارك تجاه متضرري السيول من أبناء محافظة أسوان وإطلاقها أكبر حملة لتحفيز المجتمع المدني ورجال الأعمال للإعلان عن إنشاء قرية لمتضرري السيول وللفئات الأولي بالرعاية. واستمعت السيدة سوزان مبارك إلي كلمة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان.. حيث قالت إننا في مرحلة حرجة جدا حيث أنجزنا منذ بداية البرنامج خطوات استراتيجية هامة تتمثل في تمكين أسر وفئات كثيرة من رفع صوتها ووقوفها أمام سطوة العادات والممارسات القديمة وترفض ختان البنات لافتة إلي أن هذا العمل أنتج حتي الآن 65 وثيقة شعبية ضد الختان في كافة أنحاء الجمهورية. وقالت السيدة مشيرة خطاب إنه صدر قانون تجريم ختان الإناث في عام 2008 وظهر خطاب ديني مستنير ضد هذه الممارسة من المؤسسات الدينية الرسمية وعلماء الدين كما تم تخصيص خدمة خاصة علي خط نجدة الطفل »16000« لتلقي الاستشارات حول ممارسة ختان البنات. وأشارت الوزيرة إلي التحديات فقالت إن التحديات أمامنا كثيرة للوصول إلي مجتمع خال من هذه الممارسة القاسية وفي مقدمتها تفعيل قانون العقوبات الخاص بتجريم الختان لافتة إلي أن غالبية حالات ختان الإناث تتم في البيوت وهو ما يجعل ضبط الجريمة صعبا. وحول استراتيجيات المرحلة القادمة ذكرت أنها سوف تعتمد علي ركائز أساسية للتغلب علي هذه التحديات وذلك من خلال وضع آلية تعاون بين خط نجدة الطفل »16000« ولجان حماية الطفل في المحافظات من ناحية وجهات التحقيق الرسمية والنيابة العامة من ناحية أخري والتنسيق مع المسئولين عن التفتيش والمراقبة علي المستشفيات والعيادات العامة والخاصة وتنسيق الجهود الوطنية مع الوزارات المعنية والمجتمع المدني لإدخالها في استراتيجيات المؤسسات والوزارات المعنية لضمان الاستدامة والتوسع في حركة الشباب ضد ختان البنات لأنهم هم الضامن الأساسي لمجتمع خال من هذه الممارسة. ثم استمعت السيدة سوزان مبارك لنماذج إيجابية وقصص نجاح رافضة لممارسة ختان الإناث من أهالي القري عكست شجاعتهم. ثم قامت بالتوقيع علي وثيقتين لرفض ختان الإناث لقريتي الرقبة الفوقانية والرقبة التحتانية والتي وقع عليهما أهالي القريتين وحملت الوثيقة الأولي عنوان »وقفة حق لمناهضة ختان الإناث« فيما حملت الثانية عنوان »في أعيننا بنت أسوان«. وأعلنت السيدة سوزان مبارك عقب ذلك محافظة أسوان أول محافظة في مصر مناهضة لختان الإناث ثم قامت بتكريم عشر من القيادات المجتمعية المناهضة لختان الإناث وقدم أهالي القريتين هدية تذكارية للسيدة سوزان مبارك عبارة عن نماذج لوثائق المناهضة. شهد الاحتفال وزراء الصحة والإسكان والأسرة والسكان والدكتور ممدوح جبر الأمين العام للهلال الأحمر المصري وحوالي 1600 من أهالي القريتين وقيادات العمل التنفيذي والشعبي والحزبي بالمحافظة.