قال الكاتب الروائي جمال الغيطاني خلال لقاء مفتوح علي هامش معرض الكتاب أننا كمصريين في حاجة الي قراءة التاريخ لنتعرف علي كم الصعاب التي تغلبنا عليها ولنثق في قدرتنا علي تجاوز الظروف الراهنة مؤكداُ أن مصر تهضم ما لا يتفق معها والدليل أن نابليون بونابرت لم ينجح هنا رغم أنه تحدث العربية وذهب إلي الأزهر وجلس بصحبة العلماء. وتابع الغيطاني "رغم أنني ولدت في جهينة، مديرية جرجا سابقاً الا أن أول صورة بذاكرتي تنتمي الى سنة 1948 اثناء الحرب، حيث درب الطبلاوي شارع قصر الشوق، وبيتنا المكون من خمس طوابق وصورة والدي وهو يصعد بنا الي السطح... مشيراً الي أن أكثر الأماكن حيوية بمصر المرتبطة بالاضرحة. وأضاف "القاهرة فراغ أعلي يتعايش به التاريخ " فالأزمنة لا تتوالي ولكن تتجاور ومن فوق منزلي بدرب الطبلاوي كنت أري اهرام دهشور والجيزة وسقارة فالقاهرة التي أسست في الرابع الهجري على يد جوهر الصقلي احتوت عواصم كثيرة من خلال تاريخها الممتد ل 10 آلاف عام. وحكي الغيطاني عن اختراق نهر النيل لميدان التحرير عندما كان الخليج المصري يمر بقرب القاهرة القديمة مشيراً أسرافه في عشق مسجد السلطان حسن بتصميمه المصري الصميم بينما كان يثير خياله في الصغر مسجد محمد على ولكنه عندما تردد على إسنطبول اكتشف الفارق. وكشف الغيطاني عن ذكرياته بمقهى "دار الكتب" بين رواده حافظ إبراهيم وحسن الالاتي الذي له كتاب - تمنى طباعته - "مضحك العبوس والترويح عن النفوس" يشبه في ندرته المخطوطات، وهو كتاب نادر في أدب اللامعقول يسرد حكايات كانت تحدث على مقاهي الشرق؛ حيث كان يستضيف عشاق صراع الديوك التي لها هواة ومحبين مثل كرة القدم الان. وإذا اتجهنا ناحية القلعة نجد مقهى عكاشة وأسسه أولاد عكاشة وكانت لديهم فرقة مسرحية مشهورة وكان المقهى حسب ما سمعه من نجيب محفوظ يحتوي على كل منضدة سماعات الموسيقى حيث يقدم المشروب مع قطعة الموسيقة التي يفضل من يجلس سماعها. وأشار الغيطاني الي أن القاهرة تخلو من النزعات الطائفية أو العرقية فلم يكن فيها أحياء خاصة باليهود أو الاقباط حتي أن حارة اليهود احتوت علي معبد وكنيستين وجامع، رغم أن طبيعة اليهود التجمع في مكان واحد الا أن القاهرة لم تقبل ذلك. أخبار مصر - ثقافة - البديل Comment *