في مثل هذه الأيام من عامين ماضيين تغير تاريخ مصر للأبد، اشتعلت الشرارة الأولى للثورة ولم تنته حتى اليوم..واليوم وبينما يحتفل بعض من المصريين بالذكرى الثانية للثورة والبعض الاخر يستكمل مطالب ثورته وسط حكم إخوانى ..لا زالت دموع أهالي الشهداء لم تجف بعد، ونيران القهر في قلوبهم لم تخمد بعد، فالأحباء قد فارقوا الحياة والقتلة ما زالوا طلقاء. وفى تلك الأجواء وبعد عامين من الثوره قمنا بحوار مع عم الشهيد "أحمد بسيونى" شهيد 28 يناير ، بعد أن توفى والد الشهيد ولاحقه بعد سنه من استشهاده. فى البدايه نريد أن نتعرف عليك، وتعطينا نبذة عن الشهيد ؟ عم الشهيد أحمد بسيونى الذى خرج من منزله بكورنيش روض الفرج يوم جمعة الغضب ولم يعد ... أحمد بسيونى، 33 عاما، كان يعمل فى مجال الفنون السمعية والبصرية، حصل على الماجستير من كلية التربية الفنية بجامعة حلوان، يعمل مدرسا مساعدا فى كلية التربية الفنية، قسم الرسم والتصوير- جامعة حلوان، وكان دائما ما يدعو تلاميذه إلى النزول للشارع، وهو ابا لطفلين "سلمى سنتين و أدم 6 سنوات " كيف استشهد أحمد ؟ أحمد كان ماشى فى مظاهرة 28 يناير خارجة من روض الفرج ،ووصل للتحرير وهو حامل "كاميراته "عشان يوثق الأحداث وفجاءه واحد صاحبه انضرب برصاصة فى بطنه أحمد راح عشان يشيله الضابط قام بإطلاق النار علي رأسه مما أدى إلى كسر الجمجمة وأثبت تقرير الطب الشرعى ان الرصاصة محرمة دولياً من نوع دمدم وهو ما يستخدمه الجيش الإسرائيلى ضد الفلسطينيين. كيف وصل لكم خبر استشهاد أحمد؟ لم يات أحمد حتى الصباح قلق جدا والده عليه وكلم زوجة الشهيد وعنفها لانها تركته ينزل المظاهرات ونزل والده ليبحث عنه فى المستشفيات وذهبت معه إلى المشرحة لقيت الجثث مرمية على الأرض وحسيت أن كل الموجودين شكل أحمد، المناظر كانت مرعبة الشباب ملهاش ملامح من ضرب الرصاص لم أجد أحمد. رجعت وقلبى مقبوض ونفسيتى تعبانة جدا بلغتنا إحدى جيران "الشهيد أحمد" أن هناك مصابين بمستشفى التأمين ذهبت والدة أحمد واتصلت بى جارتى من هناك وابلغتنى أن احمد موجود بالمستشفى لم احس بالدنيا للحظات استجمعت قواى وذهبت إلى المستششفى وصدمت من منظر أحمد كان رافع صابع ايده اليمين على شكل الشهادة وكان لا يزال قلبه ينبض لكن الجمجمة مكسورة فطلبت من الطبيب نقله من المستشفى فابلغنى بعدم امكانية أو جدوى نقله. ابلغت والده ووالدته وقلت لهم أن تحمد الله وأن تستعد لمراسم الدفن فاتصلنا بالصحة لاستخرج تصريح الدفن فابلغنى الطبيب بشئ غريب، عشان تستلموا جثمان ابنكم أو يطلع له تصريح دفن يجب أن تتنازل فى محضر رسمى عن دم ابنك بتعليمات عليا، ولكن والده رفض بالطبع وذهبنا إلى الطب الشرعى ، و جهدنا كثيرا للحصول على هذا التصريح. هل تعتقد أنك سوف تأخذ حق "احمد " فى ظل المحاكمات الحالية ؟ بالأسلوب المتبع لا أعتقد وخصوصا بعد حكم الإخوان لمصر، وبعدما وعدنا إنهم هيجبوا حق كل شهيد دلوقتى هما كما اللى بيقتلوا فى ولادنا وبيضيعوا شهداء تانى. شايف مصر إزاى بعد سنتين من ثورة يناير ؟ فى البدايه كان رغم الحزن على "أحمد" اللى مات، إلى ان كلنا كنا حاسيين بأمل وإن مصر هتتغير ، وكنت دايما بصبر والدته ووالده وأقولهم إبننا مات عشان مصر هتبقى دوله تانى، عشان الحاله الإقتصاديه عشان كرامة المصرى، دلوقتى لما والدته بتعيط مش بلاقى كلام أقول، خصوصا إن والده مات من الحسرة عليه وعلى حال البلد اللى ما اتغيرش، هأقولها إبننا مات ..عشان الإخوان يسرقوا البلد ويجى اللى "أنيل " من مبارك ! مطالبكم أيه بعد عامين من ثوره يناير وإستشهاد البطل "أحمد بسيونى" ؟ نحن لا نريد شيئا، سوى أن يتحسن وضع مصر الداخلى، فالآن مصر تعيش أزمه صعبة، فمنذ عامين وفى تلك الأيام كانت الحاله النفسيه للشعب المصرى فى منتهى الفرح والسعادة،لانهم نجحوا بعمل ثورة عظيمة، والان فرحة كل مصرى تسلب منه وهو يرى دماء الشهداء تضيع. مطالبنا كعائله بسيونى، إن الدوله تأخذ بالقصاص العادل لهؤلاء الشهداء وهذا الذى نطالب به منذ عامين دون أى جدوى، وكأن كل الأنظمه الحاكمه لمصر تتبع سياسه "ودن من طين وودن من عجين ". وهل حصلت أسرة الشهيد على مستحقاتها التى وعدت الدولة بها من تعويضات مادية ؟ أخذنا 10 آلاف جنيه من مركز رعاية حقوق المصابين وأهالى الشهداء، وكان من المفترض أن يتم صرف 50 آلاف جنيه وهذا ما لم يحدث، ولم يتم تنفيذ اى وعود من الوعود التى وعدنا بها هذا المركز ، فهو من المراكز التى تحتاج لثورة بسبب رئيسه الفاسد "حسنى صابر"،الذى نهب كل حقوق المصابين والشهداء. هل أسرة الشهيد بسيونى ستشارك فى تظاهرات 25 يناير المقبلة؟ بالطبع سنشارك، فأسرة الشهيد بسيونى تدمرت منذ إستشهاده، فكان "بسيونى" دائما يشع الفرح والسعادة فى الاسرة والآن وبعد أن توفى والده قهرا عليه، وأصيبت والدته بمرض يجعلها قليلة الحركة تفقد الأسرة كل مصدر للسعادة لهم. وأملنا الوحيد هو إن حق أحمد يجى، عشان ساعتها اهله وزوجته وولدته يقدروا يعيشوا ويبقوا خدوا حق البطل إلى مات عشان وطنه. وما الهدف من مشاركتكم فى الذكرى الثانية ليناير؟ الهدف الذى سنطالب به هو القصاص أولا وثانيا وثالثا، وبعد أن يحدث قصاص عادل من إعدام لكل من مبارك والعادلى وكل الضباط الذين قتلوا ابناءنا ستبدأ مصر ان تجنى ثمار الثورة. ونطالب الرئيس مرسى أن يعتدل فى حكمه، وينحاز إلى الشعب المصرى مرة أخرى مثلما وعد فى البداية، ولا يسير عل نهج جماعته، لانه من الواضح إن جماعته تتبع نفس نهج مبارك، وهو ما يؤكد إنه مؤشر خطر على مصر، فربما تكون مصرعلى شفا ثورة ثانية. Comment *