موقف ضباط الداخلية الذين طالبوا الوزير بالسماح لهم بإطلاق اللحية وعدم الاعتراض على هذا الأمر سبب ضجة شديدة بين صفوف الشعب المصري يتحدثون عنه في الطرقات والمواصلات العامة وفي مجالسهم التي لا تخلوا عن الحديث في السياسة وما له علاقة بها وعن الرئيس مرسي ومنهم المؤيد ومنهم المعارض ومنهم من يري أنها حرية شخصية طالما نطالب جميعاً بالديمقراطية. فحين تتحدث عن هذا سواء كنت مؤيد أو معارض تجد من يجادلك الرأي فذلك هي الديمقراطية بعينها ولكن هناك من يجادلك بحجة أنه ولى الأمر وان هذا الشأن يخصه وليس من شأن اى أحد الحديث عنه غيره فهو من يؤيد ومن يعارض ويفعل كل شئ ومن الممكن أن يأخذ الأمر بشكل شخصي. فعندما تعترض بناء على أسبابك التي تعد من وجهة نظرك مقنعة بالنسبة لك وتريد الحصول على إجابة لكل هذه الأسباب والتساؤلات تجد من يسبقك القول {يا أخي اتقى الله انت عايز تعطل شرع الله وسنة نبيه} في السابق كان من يخالفنا الرأي إما أنه غير مثقف أو أنه ليس على دراية كاملة بما يحدث من حوله وكانت كلمتنا المعتادة له {معلش أصل انت ما تعرفش إيه اللي بيحصل حواليك} إنما الآن من يخالف ويعترض فيما له علاقة بالدين يصبح متهم بل مدان بتعطيل شريعة الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم أتمنى أن نتقبل آراء بعضنا مهما كانت ونحترمها ولا نسفه منها. هناك من المعارضين من يري أن إطلاق ضباط الشرطة اللحية قد يؤثر على أداء الضابط لواجباته دون أن يشعر. فإذا أطلق الضابط لحيته فبذلك صرح عن هويته فلو تعامل مع مواطن في أمر ما مثلا في إشارة مرور وقام هذ ا الضابط الملتحي بسحب الرخص من المواطن دون اى خطأ من الضابط فبذلك أعطى الفرصة للمواطن بأن يتهم الضابط بعدم الحيادية لأن الضابط مسلم والمواطن مسيحي على سبيل المثال وقس على ذلك الكثير والكثير من مهام ضابط الشرطة المتنوعة والمتجددة باستمرار. وطالما سمحنا لضابط الشرطة المسلم أن يطلق لحيته فكذلك الوضع لضابط الشرطة المسيحي بأن يعلق صليب فهذه هي الحرية التي نطالب بها جميعاً وسيتكرر الأمر بتبادل الأدوار إن كان الضابط مسيحياً والمواطن مسلم فهناك البعض من المواطنين ولا داعي لتكذيب أنفسنا من يعتبر المسيحيين (ذميين) ولكن بالفهم الخاطئ لهذا المصطلح فقد وصانا الرسول على أهل الذمة وقال فيهم خير ما قيل ولكن البعض منا يفهم مصطلح الذميين فهماً خاطئاً ويعتبر الأخوة المسيحيين قلة لا يحق لهم التحكم في مصير الأغلبية ولو في هذا الأمر البسيط. فإذا حدث هذا الأمر يري المعارضون أنها ستكون فتنة في الوطن نحن في غني عنها بالذات في ذلك الوقت فبهذا سيجد المواطن السبب الذي يجعله لا ينصاع للأوامر والضوابط والعقوبات التي يفرضها عليه ضابط الشرطة ويهرب من كل ذلك بحجة انه مضطهد بطريقة ما أو بآخري. وهناك من يري أن نعطي فرصة لهذه التجربة فهناك بلاد كثيرة منها العربية والغير عربية للضابط فيها حرية الاختيار في أن يطلق لحيته من عدمه أو يجعلها سكسوكة أو يقص شعره أو يعمله ديل حصان ولكن السؤال هنا هل لدي الشعب المصري القدرة على استيعاب كل هذه التغيرات والتجارب مرة واحدة؟ هل يستطيع الشعب المصري تقبل الآخر بكل اختلافاته ومهما كانت طريقة تفكيره؟ هل لدينا القدرة على خوض هذه التجربة بما لها وما عليها وتحمل نتائجها؟ ملحوظة:- هذا المقال لا يعبر عن رأى الكاتب إنما هو تعبير عن بعض آراء الشعب المصري والرد عليها إثراءً للقارئ. Comment *