شكل ائتلاف ” أنا ضابط ملتحي” فصيلا يعلن عن حق ضباط الشرطة فى إطلاق لحيتهم ، فكان رد فعل وزير الداخلية أمر بإيقافهم عن العمل ..فأعتبر هؤلاء الضباط رد فعل وزير الداخلية نوعا من القمع يمارس ضد حريتهم الشخصية ، فأخذوا على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن لحيتهم ، فقال النقيب وليد حسنى، المتحدث باسم ائتلاف أنا ضابط ملتحي:”أن وزير الداخلية ليس جهة تشريع وكلامه غير ملزم”، موضحا أنه أسلوب الوزير في إيقاف ضباط شرطة يؤدى إلى زيادة عدد الضباط الملتحين والذين تجاوز 300 ضابط ملتحي ، وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمود مسلم في برنامج مصر تقرر على قناة الحياة : نحن نحترم القانون وحتى الآن لم يسع وزير الداخلية إلى احتوائنا بل استمر في استخدام أسلوبه القمعي”. سبحان مغير الأحوال ..صارت اللحية حرية شخصية بعد الثورة بعد ان كانت تهمة وسبة ودلالة واضحة على الإنتماء للمحظورة ولكل تيار اسلامى ، والدفاع عنها اليوم بات قضية تبناها السادة الضباط يناضلون من أجلها نضالا شرسا دفعهم لمهاجمة وزير الداخلية . الأمر فى حد ذاته شىء يدعو للسعادة حين نرى ضباط الشرطة يتبنون امرا يعتبر جزءا من الحرية الشخصية بغض النظر عن كونه سنة مؤكدة او عادة من عادات المجتمعات الاسلامية ، فسواء كان هذا أو ذاك فهو حق لكل انسان ان يطلق لحيته او شاربه او لسانه بماهو حق ، وربما صورة الضابط بلحية تدفعه الى تذكر قيم الاسلام ومبادئه التى تحض على احترام قيمة الانسان وكرامته وعرضه وماله ، وتدفعه لكف يده عن إيذاء الآخرين والكذب وتلفيق التهم لهم وعن الممارسات التى أساءت للشرطة وعناصر امن الدولة . ومن الغباء ان نقف عند قضية اللحية ، ونسن أسناننا وأقلامنا للحجر على حرية اى فرد فى إطلاق لحيته ، ولكن علينا أيضا أن نذكر أصحاب اللحى سواء من ضباط الشرطة اوغيرهم ان اللحية لم ولن تكون يوما عصمة لصاحبها من أى حساب أو مراجعة ان أخطأ فى حق مجتمعه أو دينه ، وان اللحية تعنى ان صاحبها أنسان ملتزم بالدين وخلقه و بالقانون ومبادئه .. هكذا ترسخ فى ذهن العامة من الناس هذا المبدأ وتلك الثقافة ، وأن اللحية لن تكون مجرد قناع يتخفى وراءه المتسلطون والمستبدون وأصحاب النوايا الخبيثة . والأهم فى تلك الاشكالية ان نذكر كل من يستميت فى الدفاع عن حقه فى إطلاق لحيته ، ان لحاهم ان كانت يوما دليلا على إنتمائهم لتيار أو جماعة بعينها فهنا مكن الخطر ، لأن وظيفة رجل الشرطة أن يترك إنتمائه لأى تيار او حزب أو جماعة أو حتى قبيلة بمجرد الإلتحاق بالعمل فى أى جهة أو وزارة سيادية ، ويتذكر فقط انه خادما لوطنه ودينه وشعبه وليس خادما لسواهم ..فجهاز الشرطة ملك لمصر كلها ولكل المصريين ، ومؤسسة منوط بها مهمة حماية الجميع وتحقيق الأمن والأستقرار فى البلاد . دعوهم يطلقون لحاهم كما يشاءون ولا تحجروا عليهم ، فالخطر لا يكمن فى اللحى بل فى العقول والأفكار المتطرفة التى تتمركز داخل الرأس أيا كان صاحبها سواء بلحية أو بدون لحية .. خصوصا لو كانت أفكار تحمل بذور الشر لكل ماهو غير اسلامى، أو أفكار مخلوطة بماء الطائفية والعصبية وازدراء الأديان . وليتذكرأصحاب اللحى ان الدين دائما لله والوطن للجميع وان الله محاسبنا عن دورنا فى إرساء الأمن والأستقرار لهذا الوطن ، وحماية وحدة أبنائه ومؤسساته ومنشآته ، وليتذكروا أيضا ان من يطالب بحقه فى إطلاق لحيته التى هى سنة عن النبى صل الله عليه وسلم ، عليه أيضا ان يتذكر أخلاق رسولنا الكريم الذى دعا الى التسامح واحترام الإنسان ورفع قدره وقيمته أيا كانت عقيدته ، وألا يتجاهلوا حق الآخرين فى التعبيرعن أرائهم حتى لو خالفت أراء الملتحين .