اعتزال حنان ترك لا يعني فقط أن الممثلة الشهيرة فشلت في الاستمرار على الشاشة بالحجاب، قبل خمس اعوام فقط كان الكل يتكلم عن غزو منظم من صاحبات غطاء الرأس لبلاتوهات هوليود الشرق، كان الأمر قد تحول لظاهرة بعد عودة سهير البابلي وسهير رمزي للتمثيل بالحجاب ومعهما صابرين واستئناف حنان ترك لمشوارها الفني بعد فترة جمود قصيرة عقب اعلانها ارتداء الحجاب عام 2006 ، بجانب النجمات الأربعة كانت عبير صبري لاتزال تقدم البرامج بالحجاب وعادت منى عبد الغني للتمثيل أيضا بغطاء الرأس، في خط مواز ووحيد سار حسن يوسف كنموذج للفنان الملتزم القادر على تقديم مسلسلات دينية ناجحة، وقتها لم يكن هناك أي مؤشر لأن مصر ستقوم بها ثورة تدفع التيارات الدينية للصعود السياسي وتثير مخاوف الفنانين كما يحدث الآن، والمفارقة أن العكس هو الصحيح حيث تراجع الفنانين الملتزمين دينيا والدليل اعتزال حنان ترك. كل من ذكرت أسمائهم في الفقرة الأولى خرجوا سريعا من المعادلة، أين حسن يوسف الآن، الرجل لم يصمد طويلا وعاد للمسلسلات الاجتماعية، بدأ مع غادة عبد الرازق في رمضان السابق على الثورة "أزواج الحاجة زهرة" وبعدما قاد حملة كنتاكي في يناير 2011 وصمم على التواجد بمسلسل لم يشعر به أحد هو "مسألة كرامة" في رمضان 2011 ، بعدها لم يجد حسن يوسف من يدعم استمراره، البابلي ورمزي لم يكررا التجربة، صابرين دخلت في معركة الباروكة الشهيرة بعدما أدركت أنها لن تجد بسهولة بطولات تناسب غطاء الرأس، عبير صبري خلعت الحجاب وكانت أكثرهن صراحة مع نفسها، منى عبد الغني عادت لتقديم البرامج فهي من الأساس ليست الممثلة ذات العيار الثقيل الذي يدفع صناع الدراما لتفصيل الأدوار عليه . رغم ذلك تزايد ظهور الحجاب على الشاشة بما يناسب انتشاره في الشارع، أدرك صناع السينما قبل التلفزيون أن تعرضهم لقضاء اجتماعية تخص المرأة لا يمكن بدون حجاب، ارتدته بشري في 678 ولبلبة في عائلة ميكي وكلتاهما لا ترتدي الحجاب في الأصل، إذن من الممكن أن ترتدي الممثلة الحجاب إذا طلبت الدراما ذلك، لكن لا يمكن "لي ذراع" الدراما لأن الممثلة محجبة . القاعدة الأخيرة توصلت لها حنان ترك وكانت صريحة مع نفسها ومع الجمهور في لقاءها الأول مع نيشان في برنامج "أنا والعسل"، قالت حنان أنها تشعر بالضيق لأن زملائها في المشهد يلمسونها بسبب المطاردات التي تفرضها الدراما، وأن ذلك لا يليق بالحجاب، معنى كلامها كان واضحا علي من ترتدي غطاء الرأس أن تلتزم به ولا تفرض قواعدها هي على العمل الفني، خصوصا وأن الجمهور الذي يرحب بها محجبة لن يغفر لها لو تجاوزت حدود الحجاب على الشاشة، الجمهور المصري والعربي يعاني أصلا من شيزوفرينيا تاريخية فيما يخص الفن، يحب الفنانين ويحبهم أن يلتزموا دينيا في نفس الوقت، القلة هي من نجحت في الفصل بين ما يرونه على الشاشة وحياة النجوم الشخصية . حنان في الحلقة نفسها قالت حقيقة هوت باعتزالها وتناقضت مع كلامها عن الضيق بسبب احتكاكها بالرجال في التصوير، قالت حنان لزميلاتها من قال أن الحجاب ضد النجومية فانا محجبة ولازالت هناك مسلسلات تحمل اسمي، لماذا اعتزلتي إذن بعد عدة أيام يا حنان، ببساطة لأنها أدركت كم التناقض الذي تعيشه، وكأن صديقاتها رددن عليها بالنفي، كلامك غير صحيح لا نجومية حقيقية مع الحجاب الذي يجعل الكل يراقبك وكأنهم يحملون توكيل من الله. اعتزلت حنان ترك وقد تعود كما يقول البعض ممن يدركون شخصيتها المتقلبة، لكنها أكدت بشكل مباشر وصريح أن بلاتوهات هوليود الشرق لاتزال عصية على الحجاب وأن التزام الممثل دينيا لا يمكن فرضه على الدراما حتى لو كان رئيس الجمهورية من جماعة الإخوان المسلمين. للتواصل مع الكاتب عبر تويتر twitter.com/MhmdAbdelRahman Comment *