أجرى الاستطلاع: محمد عادل - إسلام عبدالوهاب - مصطفى ماهر منذ 3 أسابيع تقريبا وفى سياق حوارها مع «روزاليوسف» أعلنت الفنانة العائدة بعد الحجاب والاعتزال «سهير البابلى» أنها تحضر لبرنامج ضخم من إنتاج التليفزيون المصرى سوف يعرض قريبا على شاشة «نايل لايف».. تصريحها الذى انفردنا به كان ضمن مجموعة من التصريحات الصادمة والتى قلنا وقتها أنها تعبر عن حالة من التناقض تعيشها «سهير».. ولكن لم نستطع أن نتجاهل خطورة ما قالته حول البرنامج الجديد. تصورنا أنه مجرد فكرة على ورق.. لذا توجهنا إلى «دينا رامز» رئيس قناة نايل لايف و«عمر زهران» رئيس قناة نايل سينما ومخرج البرنامج الجديد لنتأكد من صحة المعلومة ولكننا فوجئنا بأن المشروع حقيقى بل ليس لدى «دينا» أو «زهران» أى تحفظ من أى نوع على المشروع بل اكتشفنا أن «عمر زهران» هو صاحب الفكرة وراعيها. لم نتوقف عند هذا الحد خاصة مع تزايد الممارسات الاحتفائية من قبل «نايل سينما» بالفنانات المحجبات حيث تلت حلقة «سهير البابلى» حلقة أخرى صادمة ل «سهير رمزى» مليئة بالتصريحات المتأسلمة التى رصدناها وانتقدناها. لذلك فقد واجهنا الأسبوع الماضى قيادات التليفزيون وبالتحديد المهندس «أسامة الشيخ» رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون و«هالة حشيش» رئيس قطاع القنوات المتخصصة بالمعلومات التى لدينا لنجد أنهما ليسا فقط موافقين على تمويل البرنامج بل مرحبان به.. هكذا بمنتهى البساطة تجاهلت قيادات التليفزيون خطورة تحويل «سهير البابلى» بحجابها وما يحمله من أفكار وقناعات إلى إعلامية وإصلاحية تتحدث فى شئون المجتمع والحياة والدين جنبا إلى جنب «مفيد فوزى» . حتى الآن لم يتغير موقف هذه القيادات ومازال المشروع قيد التحضير.. لم يتوقف العمل به ويبدو أنه لن يتوقف، لذا كان لابد لنا من وقفة جادة وحاسمة أمام ممارسات إعلامية تنم عن غياب الوعى لدى القائمين على جهاز مهم كالتليفزيون بخطورة أن يتخلى هذا الجهاز عن موقفه وطابعه وسياساته وأن نفاجأ به بين ليلة وضحاها وقد قرر هو الآخر أن يزايد على حالة المزايدة الدينية لدى المجتمع ..أما الاحتمال الآخر فهو أن قياداته غافلة وهذه كارثة أكبر. فى السطور التالية يتحدث عدد كبير من المفكرين والإعلاميين عن أبعاد الأزمة الحقيقية التى يحملها مشروع «سهير البابلى» الجديد.؟ أسامة أنور عكاشة: أشعر أن هذه الخطوة هى محاولة للتصالح مع الاتجاه الدينى لأسباب سياسية لها علاقة بقرب الانتخابات البرلمانية ولوجود ظروف معينة تتمثل فى الاستعداد للانتخابات، اتجهت الدولة «لمسايسة الإخوان» من خلال الخطوات التى تنفذها وزارة الإعلام. لا نملك القوة السياسية والاجتماعية التى نستطيع بها منع هذه القرارات ومضطرون أن نتحمل عواقب ونتائج التجربة لأنها سياسة دولة.؟ إبراهيم أصلان: هذا نوع من المزايدة على التيارات الدينيه.. والتليفزيون سيدفع ثمن هذه الأخطاء غاليا.. ولنا فى الماضى عبرة فمن المسئول عن ظاهرة الدعاة المنتشرين بالفضائيات ومن فتح لهم الشاشات لتقديم فتاواهم المتناقضة؟! الجرى وراء الإعلام لمجرد «الشو» شىء خطير جدا وسيكون له مردود سلبى.. لقد جلست كثيرا مع بعض العامة المتدينين وكانت لهم ملاحظات كثيرة على الحجاب نفسه وأنه ليس الحجاب الشرعى فما بالنا بظهور سيدة محجبة؟ على هذه السيدة أن تعلم أنها مواطنة وأنها تحجبت فقط وأن هذا لا يعنى أن تمارس أى شكل دعوى على الجمهور. التليفزيون مسئول مسئولية شبه كاملة عن سطوة أفكار بعينها والشارع المصرى للأسف تأثر بهذه الأفكار ، فجهاز التليفزيون مسئول بشدة عن الدعاة الذين اخترعهم وجعلهم يتحكمون فى عقلية المشاهد، وأيضا مسئول عن إتاحة الفرصة لفنانة معتزلة جميعا نعرف قصة اعتزالها على خشبة المسرح. الأزمة الأكبر أن تتصور هذه الفنانة أنه من حقها تقديم برنامج.. بينما نجد أن مسلسلها الأخير جعلها تبدو كما لو أنها جاءت لتنقذ الأمة من الدمار حتى انعكس هذا الفكر على أدائها إن ما يحدث هو مجرد شىء سخيف يدل على التردى الفكرى الذى نعانى منه وأن تظن كل واحدة منهن أنها صاحبة رسالة ومطلوب منها تربية الناس، وأن تعطى لنفسها حقا دون أى وجه حق. وأتحدى أن يكون الدافع من وراء مثل هذه البرامج الدين نفسه، ولكنها مجرد دوافع شهرة فقط.؟ إبراهيم عبدالمجيد: لستُ مع أو ضد الفنانة سُهير البابلى، هى حرة فى آرائها وقرارتها، والحقيقة أننا اعتدنا من التليفزيون المصرى أن نستقبل قرارته بدون وضوح وصدق فلم تكن له من قبل آراء ثابتة أو قراراته صارمة، ولابد أن يُلزم التليفزيون الجميع بقراراته دون استثناء .. وما يحدث الآن من «مغازلة» المُحجبات، فى تقديرى هو بسبب اقتراب الانتخابات البرلمانية أى أن المسألة لها شق سياسى. ؟ داود عبدالسيد: غريب طبعاً ما يحدث.. إن كانت «سهير البابلى» ستظهر فى قناة خاصة، فسأقول أن هذه سياسة قناة خاصة فى نهاية الأمر، لكن أن تتصدر تليفزيون الدولة!.. وعلى قنوات رسمية تابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون! فهذا أمر بحق غريب. «سهير البابلى» - أو «سوسكا» كما كانوا يلقبونها فى البلاتوهات - هى ممثلة ظريفة ومحبوبة وجذابة، لكنها فى النهاية لا تصلح لأن تكون داعية لا فى الفن أو الدين، مثلى تماما فأنا لا أصلح سوى لأن أكون مخرجاً، فلِمَ ننفى أهمية التخصص؟!. المفترض أن لقنوات التليفزيون التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون دورا تنويريا وليس تجهيليا، ف «سهير البابلى» أصبحت فى النهاية سيدة مؤمنة، وليست عالمة، فحينما تتحول لداعية وإصلاحية هذا يعنى جهلا.. فليس من حق أى أحد أن يتحول لمُصلح أو داعية ويقول أى كلام. أيضا لا أدرى سبب هذا الاحتفاء بالفنانات المحجبات، فى الوقت الذى ظهرت فيه الكثير من المُمثلات المُحجبات فى مسلسلات برأس مال خليجى له اتجاهات سياسية، فما يحدث نكسة غريبة وجهل بأصول الرسالة الإعلامية فى التليفزيون، ولا أجد سوى أن أقول إن ما يحدث مؤامرة علينا. ؟ سمير فريد: فى رأيى يمكن تلخيص ما يحدث بأن سياسة التليفزيون المصرى وقياداته هى معاداة الثقافة بشكل عام، وبالتالى لا أجد غرابة فى أى قرار يتخذونه، فالتليفزيون المصرى يقوم بتغيير الوعى،لا يصنع وعيا وإن كان يريد صناعة وعى، فهو يصنع «وعياً سطحياً».؟ لميس جابر: أرى أن هذا البرنامج ومبدأ ظهور فنانة محجبة على الشاشة هو أمر متوائم جدا مع كل ما فى مصر من تناقضات، فعندما يتم تقديم طلبات إحاطة عديدة لمجلس الشعب يكون الرد هو بقاء الوضع على ما هو عليه. التليفزيون المصرى لم يكن له فى يوم من الأيام موقف ثابت تجاه أى قضية من القضايا وظهور هؤلاء الفنانات المحجبات على الشاشة ليس مفارقة.. فنفس هؤلاء النجمات قد مثلن بحجابهن من قبل وقدمن مسلسلات وهن محجبات وكانت من إنتاج مدينة الإنتاج الإعلامى وقطاع الإنتاج. التليفزيون المصرى يهمه البيزنس بالمقام الأول وسهير شخصية مثيرة للجدل بطبيعتها ووجه مختلف على الشاشة.. وبالتالى ما المانع أن يتم استخدامها من وجهة نظرهم وأعتقد أن أسامة الشيخ اتفق مع سهير لكى يتفرج عليها الجمهور ،وليس لتقديمها للجمهور ثم من الذى يشاهد التليفزيون المصرى حاليا من الأساس!! لذلك لابد من الإثارة حتى يتم جذب المشاهد. التليفزيون المصرى لا يهمه محجبة أو عارية الأهم لديه هو الفلوس والإعلانات والبيزنس.؟ فريدة الشوباشى: لا أعرف ما مُبررات التليفزيون المصرى للاستعانة ب «سهير البابلى» سوى أن التليفزيون هو الآخر يقوم بتلخيص الدين فى مجرد زى.. مع أن الدين نفسه ليس بالزى، وإنما بالتقوى ولكن ما يحدث هو أنك إذا قررت السير فى شوارع القاهرة ستجد عروض أزياء للحجاب بأشكال كثيرة وغريبة منه، لدرجة أنك أصبحت لا تعرف بأى عاصمة فى العالم تسير.. ولكن هذا كله شىء وأن تتحول سهير البابلى على شاشة التليفزيون المصرى إلى داعية لشخصيتها وأفكارها شىء آخر لأنها ببساطة تعمل لنا على تعميق هذا الشعور، وكأننا فى جاهلية وننتظر «سهير البابلى» عشان تعملنا تنوير.. - وكأننا منتظرون أن يزيد التليفزيون المصرى هذا الإحباط بتصدير مُذيعات مُحجبات على شاشته وكأنه يريد أن يقول أن مصر كُلها «تتحجب».. «فسهير البابلى» فنانة سبق أن اعتزلت فلماذا الآن تتحول إلى داعية إصلاحية ولماذا هى بالذات؟!.. إيه كرامات «سهير البابلى»؟!.؟ أسامة فوزى: لست مندهشاً من تصدير «سهير البابلى» كمذيعة على شاشة التليفزيون المصرى الرسمى، فهو يحاول فى رأيى منافسة القطاع الخاص، فالموضوع كله تجارة وبيزنس، والفضائيات والإعلام بشكل عام كل همها استغلال شهرة أى شخص لتحقيق أرباح، وهو ما يريدونه من «سهير البابلى».. والشىء المؤسف أن يصل تليفزيون الدولة للمنافسة بهذا الأسلوب.. وللأسف هذا الأسلوب لن يجعل تليفزيون الدولة يكسب مثل القنوات الخاصة.. فى الوقت الذى نجد فيه قناة مثل ال BBC لم تتأثر بفكرة الإتجار بكل شىء كما يفعل التليفزيون الآن. وبالنسبة لقيادات التليفزيون إما أنها ليست واعية أو أنها تعرف تماما ما تفعله وفى هذه الحال تصبح المصيبة أكبر.. ومع كامل احترامى ل «سهير البابلى»، فهى ليست مؤهلة لأن تكون داعية أو مصلحة، وأتساءل: لم الإفراط فى دعم التدين الشكلى على شاشة التليفزيون؟!.. وإعلامنا أصلاً أصبح يقدم للناس كل ما يدعو للسطحية والتفاهة، ويخفى كل ما هو قيم، ولكن أن يدعم التدين الشكلى فهذا تدن أكبر مما نحتمل. وما يحدث الآن ضد الدور التنويرى للتليفزيون، فالقضية ليست فى «سهير البابلى» بشخصها.؟ بشير الديك: أن تتحول «سهير البابلى» إلى داعية وإصلاحية فى برنامجها، فهذه فكرة لا يمكن الحُكم عليها إلا بالمشاهدة.. لكن المشكلة أنه فى الوقت الذى يمنع فيه التليفزيون المصرى إطلاق مذيعات محجبات، يأتى بممثلة معتزلة ومحجبة لتكون مذيعة !.. هنا لا أجد للتليفزيون قراراً واضح الملامح، فتركيا كمثال تمنع الموظفات من أن يتحجبن، ولكن فى مصر لا يوجد شىء واضح، وهذه ليست سياسة التليفزيون فقط، بل عدم الوضوح أصبح سياسة عامة للدولة فلا نهج واضح أو هدف واضح، فليست للتليفزيون سياسة واضحة بأنه مع أم ضد الحجاب.. وهناك فئة كبيرة من الناس ترى أن الدور التنويرى للتليفزيون الآن هو أن يدعو للحجاب، بل للنقاب أيضاً، وأصبح عاديا أن تسمع والدا يقول عن ابنته: «بنتى بسم الله ما شاء الله اتنقبت»!؟ ماجدة موريس: أنا أرى بوضوح أن التليفزيون المصرى يتعامل مثل التليفزيونات الخاصة بصفة مستمرة، ولكن يجب الانتباه إلى حقيقة أننا أمام تليفزيون دولة فكيف إذن نحذو حذو خطوات الإعلام الخاص؟ كما أن هناك تناقضا عجيبا فى التليفزيون المصرى.. عندما يرفض ظهور مذيعات عاملات بالأساس بمبنى التليفزيون ثم يسمح فجأة لغير العاملات به «لفنانات معتزلات ومحجبات» بالظهور على شاشاته بل تقديم برامج: وإذا كانت الحجة هى أن سهير البابلى نجمة فهناك الكثيرات من النجمات فى مجالاتهن. وأنا كمشاهدة ولست كناقدة أقبل سهير البابلى كفنانة فقط ولا أقبلها كداعية وكامرأة تقوم بتوعية الناس.. لا أعرف كيف ستتقمص دور إصلاحية للمجتمع؟ ولكن فى النهاية علينا انتظار المشاهدة للحكم ومن المفترض أن يكون برنامج سهير البابلى برنامجا فنيا فقط وليس غير ذلك. لأنه ببساطة علينا أن نتساءل: هل من المفترض أن أقبل سهير البابلى وهى تتحدث فى أمر على الساحة الآن مثل «المرأة القاضية»، وبأى منطق ستتحدث ثم هل يجلس أصحاب الرأى فى بيوتهم مادام كل يعمل فى غير تخصصه؟! أنا لست ضد الحجاب والمحجبات وأعتقد أننى استمتع جيدا بسهير البابلى عندما تتحدث فى الفن لأنه ملعبها، ولكن من غير الممكن أن أسمعها وهى تتحدث فى أمور أخرى حياتية. التليفزيون تنازل عن قضية كانت رئيسية بالنسبة له وهى عدم ظهور محجبة على الشاشة واستعان بمن لم يقدم برامج لتقديمها! فهل يعقل أن تستعين بأشخاص فى غير تخصصاتهم وبالتالى تكون النتيجة مزيدا من الارتباك؟؟ هانى فوزى: لن أستطيع الحكم على البرنامج من الآن، ولكن هذه ليست القضية.. فالأهم هنا هو هل وجود المحجبات على شاشة التليفزيون المصرى مجرد مصادفة أم أنه اتجاه عام.. لأنه إذا كان اتجاها عاما فأنا لا أؤيده إطلاقا لأنها ظاهرة غير صحية. أعتقد أن التليفزيون يقوم بلعبة ذكية ويريد استقطاب جمهور كبير من جميع أرجاء الوطن العربى.. خصوصا أن الحجاب منتشر فى أنحائه وذلك دون الالتفات إلى أنه بذلك يتنازل عن ثوابته. لأنه ببساطة عندما يكون هناك برامج تقدمها محجبات وسط 20 برنامجا تقوم بتقديمه مذيعات غير محجبات يصبح المقصود هنا هو جذب مشاهد من نوعية أخرى وكأنهم يقولون للمتدينين «تعالوا التليفزيون لكم وليس حراما» نحن لسنا فى إيران ويجب فصل الدين عن السياسة.. ويجب أن نكون أكثر علمانية لأن هذا الاتجاه سيؤدى إلى الرجوع للوراء كثيرا إذا لم ننتبه لخطورة ما يقدم من أفكار متطرفة سواء بالحجاب أو غيره وعلينا ألا نفتح الباب مرة أخرى لمثل هذه الأفكار.؟ على بدرخان: لما نشوفها ونحكم، ليه نعمل فيتو على «سهير البابلى» دون أن نستوثق مِمَا تقدمه؟.. فأنا ضد فكرة الوصاية على البشر، وكل شخص حر فى أن يقدم ما يراه، ولنرى ما إذا كان حديث «سهير البابلى» فى برنامجها سيكون مفيداً أم لا؟ ولا أعرف المانع فى أن تتصدر مذيعة محجبة شاشة التليفزيون، فممكن تجد من هى ليست محجبة وتقول أفكارا هدامة، لهذا أؤكد أن الحديث قبل عرض برنامج «سهير البابلى» لن يجدى، فلنتحدث بعد أن نراها.. لأن القصة ليست فى الحجاب فى رأيى، أو فى أنها ممثلة اعتزلت لأسباب دينية، لأن هذا شىء لا يعيبها، فمن الممكن أن يعمل برنامجها على تحليل الدين بشكل حضارى وجميل ومفيد وهو ما يطرح تياراً معتدلاً ضد التطرف الدينى المنتشر الآن.؟ على أبو شادى: بنا يهدى.. هناك مفارقة حقيقية فى موقف «سهير البابلى» بين الدعوة للاعتزال والدعوة للظهور، فالموقف تعبير عن عشق جم للأضواء سواء على المسرح أو التليفزيون أو السينما وفق الحالة المزاجية والصحية.. هذا ليس غريباً أن يحدث فى قناة خاصة، لكن أن يحدث فى تليفزيون الدولة يجعلنى أشك فى أن هناك تواطؤات غير معلنة ولن أقول تعاطفاً، وهى مزايدة ومتاجرة، ومحاولة لكسب ود بعض الجهات الدينية والمُحافظة. «سهير البابلى» ليست داعية ولا إصلاحية، وبعدين هو إحنا ناقصين دعاة أو إصلاحيين، كما أن موقف القيادات نفسه غريب فى الدفاع عن ظهور «سهير البابلى» ولا أعرف إن كان هذا خوفاً أم تعاطفاً أم تواطؤاً!؟ سلمى الشماع: إذا سمحنا للفنانة سهير البابلى بأن تصبح مذيعة محجبة على شاشة التليفزيون فلنسمح للمتدينات من الديانات الأخرى ليصبحن مذيعات ومقدمات برامج هن أيضا لأن التليفزيون المصرى ليس معبرا عن ديانة واحدة وإنما عن كل ديانات المجتمع .. نعم نقبل أن يستضيف البرنامج الدينى رجل دين متخصصا يسمح له أن يتحدث عن الموضوعات الدينية التى يناقشها البرنامج سواء كان الضيف رجلا أو امرأة، مُحجبة أو غير مُحجبة، أما أن تكون مقدمة البرنامج نفسها هى التى تقوم بتقديم المادة الدينية والسلوكية من خلال «زى» معين ترتديه يميز ويعبر عن دينها من خلال تليفزيون يشاهده كل الفئات والأديان؟ فهذا وضع لابد من مواجهته وبحسم!.؟ سعد هجرس: ظهور فنانة مُحجبة تقوم بدور المُصلح الاجتماعى والدينى على شاشة التليفزيون دون أى مرجعية علمية، هو مسألة غير مستساغة وأتساءل: ماذا ترك تليفزيون الدولة لقنوات مثل (الناس) و(اقرأ) وغيرهما؟!.. هنا نرى الدولة ترتدى «عمامة المزايدة» على رأسها فى محاولة لمنافسة القوى الظلامية، وهذه حسبة خطيرة جداً، وأرى أن هناك تخبطا داخل تليفزيون الدولة سواء بمنع أو ظهور المُحجبات أو بالنسبة للعودة عن هذا القرار بهذا الشكل، وفى الحالتين لم يتم تفسير أو إبراز التصور المقصود، وهذا جزء من حالة الارتباك العام بالمجتمع. أنا لست ضد الحجاب بالشكل المُطلق، والحقيقة أن التليفزيون وقع فى شبهة الخضوع لأهواء مناقضة لقيمته ومبادئه تتمثل فى واقعة «سهير البابلى»، وهى بمثابة بداية الاختراق وت راجع الدولة المدنية الحديثة أمام الزحف الأصولى .؟