لا تزال قضية تسمم الجاسوس المزدوج، سيرجي سكريبال وابنته يوليا، تلقي بظلالها على الساحة الدولية، بعد التصعيد الدولي غير المسبوق من أمريكا والدول الغربية ضد روسيا، وفي أحدث تطورات للقضية بعد إعلان عدم التوصل لمصدر الغاز المستخدم في الحادث، طلبت روسيا عقد جلسة علنية بمجلس الأمن لمناقشة القضية، مطالبة بإجراء تحقيق موضوعي حول ملابسات الحادث، في إطار منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، مؤكدة أنها سوف تستمر في ردها الحازم على كل الخطوات غير الودية، التي تتخذتها مؤخرًا العديد من الدول ضدها. ونفت روسيا أمس الخميس أمام مجلس الأمن تورطها في محاولة تسميم الجاسوس المزدوج سيرجي سكريبال وابنته يوليا في بريطانيا، مؤكدة أن لندن تتهمها بلا دليل في إطار حملة منظمة معدة مسبقًا. وأكد مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة السفير فاسيلي نيبينزيا أن اتهام بريطانيا لبلاده بلا دليل قاطع يهدف إلى تشويه صورة روسيا، قائلاً: نحن في مسرح العبث، قلنا لزملائنا البريطانيين أنتم تلعبون بالنار، وستندمون على ذلك. من جهتهم أعلن الأعضاء الغربيون في مجلس الأمن دعمهم للمملكة المتحدة، وقال السفير الفرنسي فرانسوا دولاتر: لا يوجد تفسير آخر مقنع سوى أن روسيا مسؤولة عن الحادث، فيما قالت الولاياتالمتحدة إن اجتماع مجلس الأمن ما هو إلا محاولة جديدة من قبل روسيا لتحقيق مكاسب سياسية. وأدى حادث تسمم الجاسوس الروسي السابق وابنته في الشهر الماضي على الأرض البريطانية إلى أزمة دبلوماسية كبيرة بين روسياوبريطانياوأمريكا والعديد من الدول الأوروبية، وسلسلة تاريخية من إجراءات الطرد المتبادلة بين روسيا ودول غربية، شملت حتى الآن نحو 300 دبلوماسي وتبادل إغلاق القنصليات بين روسياوأمريكا. تطورات مهمة ومفاجئة في تطور مهم ومفاجئ في قضية سكريبال، صرح مدير مختبر العلوم والتكنولوجيا في مدينة بورتون داون، وهو مختبر أبحاث عسكرية بريطاني، بعدم قدرة الخبراء على تحديد منشأ ومصدر المادة السامة التي استخدمت في الاعتداء على عميل المخابرات البريطانية وضابط الاستخبارات الروسية السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالسبيري البريطانية الشهر الماضي. واستغلت روسيا النتائج التي أعلن عنها المختبر لتعزيز موقفها ونفي الاتهامات البريطانية، وطلبت انعقاد مجلس الأمن، لمناقشة القضية للمرة الثانية في ضوء المعطيات الجديدة، وإشراكها في التحقيق مع بريطانيا حول ملابسات الحادث. وفي خطاب ألقاه في مؤتمر الأمن الدولي المنعقد في موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن بلاده مصرة على إجراء تحقيق موضوعي في قضية سكريبال في إطار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مشيرًا إلى أن روسيا لا تقبل توجيه الاتهامات الفارغة إليها بدلاً من تقديم الوقائع الحقيقية، وأنها ستواصل الرد، بطريقة مناسبة، على الخطوات غير الودية. وأضاف لافروف أنه جرى تنظيم حملة لتشويه صورة روسيا باستخدام حجة قضية سكريبال، التي لا أساس لها من الصحة، وتم طرد دبلوماسيين روس من الولاياتالمتحدةوبريطانيا والعديد من دول العالم في خرق واضح للقانون الدولي والأخلاق الدبلوماسية. وجرت الأربعاء الماضي في لاهاي جلسة للجنة التنفيذية لمنظمة حظر الأسلحة النووية بطلب من روسيا، بالتعاون مع إيران والصين، لتقديم مشروع قرار يقضي بإجراء تحقيق بريطاني روسي مشترك في قضية سكريبال، غير أن البلدان الغربية عرقلت اتخاذ هذا القرار، واعتبرته محاولة لتقويض التحقيقات التي تجريها المنظمة حاليًّا. وبعد أن استعادت عافيتها، أدلت يوليا سكريبال، في تصريح مقتضب نقلته عنها الشرطة الروسية قالت: لقد أفقت قبل أسبوع، ويسرني أن أقول إن قوتي تزداد يوميًّا، وقالت عن الحادث الذي تعرضت له هي وأبوها إنها تجده مربكًا دون أن تقدم أي تفاصيل أخرى، وطالبت الجميع باحترام خصوصيتها أثناء فترة نقاهتها.