تصاعدت حدة الأزمة الدبلوماسية بين لندنوموسكو من جديد، فبعد سلسلة الإجراءات العقابية التي اتخذتها لندن مؤخرًا على خلفية تسمم الجاسوس الروسي وابنته، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، السبت، عن عزمها طرد 23 دبلوماسيًا بريطانيًا، ردًا على الإجراء المماثل الذي اتخذته بريطانيا مؤخرًا، كما أعلنت عن وقف نشاط المركز الثقافي البريطاني في روسيا، وسحب تصريح بفتح قنصلية بريطانية جديدة في سان بطرسبورج. وقالت وزارة الخارجية الروسية،في بيان لها، إنه تم إعلان 23 دبلوماسيًا بريطانيًا في موسكو أشخاصا غير مرغوب فيهم في البلاد، وطالبت بمغادرتهم روسيا في غضون أسبوع، كما سيتم تعليق نشاط المركز الثقافي البريطاني في روسيا بسبب وضع المركز غير المستقر، إلى جانب سحب الموافقة على افتتاح قنصلية بريطانية في مدينة سان بطرسبورج. وزارة الخارجية الروسية ووجهت الخارجية الروسية تحذيرا شديد اللهجة للسلطات البريطانية من اتخاذ أي إجراءات انتقامية أخرى تجاه روسيا، مؤكدة احتفاظها بحق الرد الذي تراه مناسبًا. وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، قد أعلنت يوم 14 مارس طرد 23 دبلوماسيًا روسيًا وتجميد الاتصالات الثنائية مع روسيا ومقاطعة الوزراء وأعضاء الأسرة الحاكمة البريطانية لفعاليات بطولة كأس العالم روسيا 2018 في قرار وصفته موسكو بأنه غير مسؤول. وجاءت سلسلة العقوبات البريطانية على خلفية تعرض العميل المزدوج الروسي السابق سيرجي سكريبال، وابنته يوليا، في الرابع من الشهر الحالي إلى التسمم جنوببريطانيا بغاز الأعصاب، فيما تنفي موسكو الاتهامات الموجهة إليها بمسؤوليتها عن الحادث، واصفة إياها بالباطلة ولا تستند إلى أي أدلة دامغة. الرد المناسب وفي أعقاب سلسة العقوبات الروسية الأخيرة ضد الدبلوماسيين والمصالح البريطانية، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، خلال مشاركتها في مؤتمر حزب المحافظين البريطاني، أن حكومتها ستدرس مع حلفائها وشركائها الخطوات المقبلة والرد المناسب تجاه روسيا. تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية وعبرت ماي، عن اطمئنانها بعد الدعم الذي تلقته من فرنسا وأمريكا في أزمة الجاسوس الروسي المزدوج وقالت: نحن مطمئنون للدعم الكبير الذي تلقيناه من أصدقائنا ومن الحلفاء في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى عزمها تصعيد الموقف، معتبرة أن ما حدث على أراضيها عمل عسكري وهجوم كيماوي يهدد المواطنين البريطانيين. من جهة أخرى، أفاد مصدر أوروبي، أنه تم إدراج قضية تسميم العميل المزدوج الروسي السابق سيرجي سكريبال، على الأراضي البريطانية على جدول أعمال قمة الاتحاد الأوروبي المقررة في 22 و23 مارس الجاري في بروكسل. تحقيق مع موسكو بعد حادثة سكريبال، تعهدت الحكومة البريطانية بإعادة النظر في 14 حالة وفاة حدثت على الأراضي البريطانية عقب تقرير أشار إلى إمكانية أن تكون موسكو أو مافيا روسية دبرتها، وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إن بريطانيا ترغب في إجراء تحقيق مشترك مع روسيا في حادث تسميم سكريبال وابنته. بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني وأشار جونسون، إلى أن خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيصلون اليوم إلى بريطانيا لإجراء تحقيق في قضية سكريبال وابنته، والكشف عن طبيعة غاز الأعصاب الذي استخدم في الحادث. رفض الزيارة ورغم دعوة لندن للتعاون وإجراء تحقيق مشترك في القضية، رفضت السلطات في بريطانيا طلب روسيا السماح بزيارة دبلوماسيين للعميل سيرجي سكريبال، وابنته اللذين يرقدان حاليًا في حالة حرجة، بذريعة أنهم مواطنون بريطانيون. وأصدرت السفارة الروسية في بريطانيا بيانًا قالت فيه: "طلبنا من الحكومة البريطانية وبمذكرة دبلوماسية، زيارة سيرجي سكريبال وابنته، إلا أن طلبنا قوبل بالرفض بذريعة أنه مواطن بريطاني". ألكسندر ياكوفينكو، السفير الروسي لدى لندن وفي وقت سابق، أكد السفير الروسي لدى لندن ألكسندر ياكوفينكو، أن "البريطانيين يرفضون زيارتنا لسيرجي سكريبال، ولم يقدموا أي معلومات عن حالة ابنته يوليا". وأشار ياكوفينكو، إلى تناقض الممارسات البريطانية مع القانون الدولي، لأن سكريبال في الأصل مواطن روسي، ويحق لروسيا بموجب اتفاقية فيينا الحصول على معلومات كاملة عن الحالة الصحية لمواطنيها.