لم تنته أزمة التقرير الصادر عن مؤسسة ims العالمية للمعلومات الدوائية عند التحذير من تداول عقار ليركا المؤدي للإدمان والبديل للترامادول فقط, لكن تكمن الكارثة في انتشار العديد من الأدوية الأخرى، تحمل نفس المادة الفعالة للعقار المخدر. وأكد التقرير أن هناك 6 شركات تنتج أدوية بنفس المادة الفعالة ل"ليركا" المؤدي للإدمان، الذي يتم إدراجه ضمن جدول المخدرات، مثل مادة البريجابالين, موضحا أن حجم مبيعات العقار في الفترة بين سبتمبر 2016 إلى سبتمبر 2017، وصلت إلى 199 مليونا و193 ألف جنيه في مصر. ويستخدم عقار ليركا كدواء معالج لالتهابات الأعصاب, وتأثيره مشابه للترامادول، ما يؤدي إلى إقبال عدد كبير من المدمنين عليه بسبب انخفاض ثمنه, كما يباع وبدائله دون أي محظورات طبية أو صيدلية, ورغم أن العديد من دول العالم تضع العقار ومثائله ضمن جداول المخدرات، إلا أن مصر ظلت فترة طويلة تتجاهل مخاطره التي تؤدي إلى الإدمان, في ظل إقبال كثيرين لأن سعر الشريط الواحد لا يتعدى 60 جنيها ومتاح للجميع. الدكتور عبد الله عبد الرحمن، أخصائي علاج الإدمان، قال إن كثرة تناول عقار ليركا بجميع مثائله وبدائله تؤدي إلى الإدمان؛ لأن الأعراض الجانبية له تشبه نفس أعراض عقار الترامادول, مضيفًا أنه يضفي شعورا لمتعاطيه بالنشاط والقوة الخارقة حتى يعتاد عليه، ثم يزيد الجرعة ليشعر بالنشاط أكثر، لينتهي بإدمان العقار، مؤكدًا أن الأزمة أيضًا تكمن في مثائل العقار التي تحمل نفس المادة الفعالة وتؤدي إلى الإدمان أيضا، ويقبل عليها الشباب بكثرة؛ نظرًا لانخفاض ثمنها مقارنة بالأدوية الأخرى. وأوضح عبد الرحمن ل"البديل"، أن كارثة العقار، في عدم ظهور أثاره أثناء إجراء تحاليل المخدرات، ما يجعل بعض متعاطيه يتعمدون تناوله حتى لا ينكشف أمرهم في حالة إجراء تحاليل للمخدرات, مؤكدًا أن عددا كبيرا ممن يعانون مشاكل الإدمان يأتون لتلقي العلاج بسبب إقبالهم على "ليركا"، الذي يؤدي في النهاية إلى نفس نتائج الهروين وغيرها من المواد المخدرة القاتلة الأخرى. وشدد أخصائي علاج الإدمان، على ضرورة إدراج العقار ضمن جداول المخدرات، حتى لا يصبح الأمر سهلا وفي المتناول, مؤكدًا أن الإفراط في تناوله يؤدي أيضًا إلى العديد من المخاطر الصحية التي تضر بالمريض، ومع الوقت تنشأ لديه الهلاوس والتخيلات لأنه عقار يعتمد على علاج الأعصاب، ما يضر بجميع أجزاء الجسد فيما بعد, مختتما بأن الأطباء الذين ينصحون بعقار ليركا، يكون الأمر في الحالات القصوى التي يحتاجه فيها المرضى، ولمدة أسبوع واحد فقط، حتى لا يعتاد المريض على تناوله.