حذر المركز المصري للحق في الدواء، وزاره الصحة، من خطورة ما وصلت إليه عده دراسات عالمية، وعدة توصيات لجهات دولية طبية، حول وجود تغيرات علي شروط صرف عقار ليركا "Lyrica" الذي يحتوي على المادة الفعالة "Pregabalin" والمخصص لعلاج الألم الأعصاب، خاصة الناتجة عن أمراض السكري، وهو العقار الذي تم اكتشافه قبل 14 عامًا. وقال المركز المصري للحق في الدواء، في تقرير له، حصلت "بوابة الأهرام" على نسخة منه: "أنه في الآونة الأخيرة، ونتيجة لاستخداماته في أغراض أخري ، قامت عدد من دول العالم بإجراء دراسات حول العقار، آخرها ما صدر عن هيئة الدواء والغذاء الأمريكية في مارس 2017، حيث صدر قرار بصرف الدواء وفق جدول 7 المعتمد في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو ما قامت به عده دول أخري مثل بريطانيا التي قامت أيضا بعد بدراسة أجرتها وزاره الصحة بوضع العقار تحت جدول 3 سي، كما منعت فرنسا وإسبانيا ودوّل أخرى استخدامه من غير المختصين الموصوف لهم. وأوضح المركز أن دراسات علمية أثبتت أن العقار يماثل تأثير الفاليوم تماما، والذي تم إدخاله جدول المخدرات لخطورته الشديدة، وتم تغيير النشرات الطبية للعقار الذي يتم استخدامه منذ أكثر من أربعة عشر عامًا لعلاج الآلم الأعصاب والصرع، ثم مع الدراسات والأبحاث أتضح أنها تستخدم وبجرعات عالية لأحداث نفس التأثير الادماني لمستحضر الڤاليوم، وأن سهولة الحصول على هذا الدواء ومثائله أدت إلى التوسع المفرط في استخدامه، لاسيما أن مستحضر الفاليوم ومن بعده الترامادول قد تم إدراجهما في جداول الأدوية المخدرة. وأشار إلى أن الجمعية البريطانية الطبية نادت بسرعة إدراج مادة ال"Pregabslin" في جداول الأدوية المقيدة والمخدرة، علمًا بأن المتعاطي في الغرب لا يستطيع الحصول على هذا الدواء دون وصفة طبية، وهو ما تنبهت إليه الدول العربية التي أصدرت قرارًا بحظر صرفه إلا من خلال المستشفيات العامة وفق روشتة طبية معتمده لمرة واحدة، عكس ما يحدث في مصر من سهولة الحصول على أي عقار من أي صيدلية مباشرة وبدون وصفة، وهو ما لاحظه المركز المصري للحق في الدواء، الذي قام برصد أثار العقار منذ ستة شهور. وأكد المركز أنه قام المركز بسماع شهادات عشرات الصيادلة عن الأشخاص الذين يقومون بصرف العقار، ثم اكتشف المركز وقائع فساد مرعبة، إذ تبين أن هناك 25 اسم تجاري في الأسواق لهذا الصنف، على عكس قوانين التسجيل المصرية، التي تشترط وجود اسم 12 اسم تجاري فقط. وكشف المركز أن مبيعات الصنف المذكور آخر عام ارتفعت بشكل مذهل، ففي إحدى الشركات زادت المبيعات عن آخر عام سابق حوالي 28 مليون جنيه خلال تسعه شهور فقط، كما أكد عشرات الصيادلة والأطباء وجود تهريب يتم لصنف هذه الشركة إلى الدول العربية ويتم جمعه من السوق بأضعاف ثمنه الرسمي. وطالب المركز المصري للحق في الدواء، لجنة الصحة بمجلس النواب ووزارة الصحة في التحقيق في الأمر، ومعرفة من المتسبب، ومراجعة كافة مبيعات الشركات من العقار، مع سرعة إدراجه في جداول الأدوية المخدرة على وجه السرعة، وصرفه وفق ضوابط وجرعات محددة ولمدة زمنية محددة، مع التعميم على الأطباء والصيادلة بهذا الإجراء. وقال إن عقار ليركا واسمه التجاري الشائع البريجابالين يفضح تهاون إدارة اليقظة الدوائية في مصر، عما يحدث في العالم، الذي بدء يتحسب للعقار من سنوات، ويكشف عن فوضي تسجيل الأدوية في مصر، وعن عدم وجود أي دور للتعقب الدوائي أوقات استخداماته، وتحديث النشرات الطبية بأي جديد يطرأ عليه، كما أدى كل هذا لقيام المدمنين باستخدامه على نطاق واسع، وهو ما حدث سابقا مع مخدر الترامادول الذي تم منعه بعد تدخلات من وزارة الداخلية بعدما شاع استخدامه، وأدى إلى كوارث.