بعد زيارة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، منذ أيام إلى واشنطن، يغادر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في نهاية الأسبوع إلى السعودية، ومن ثم إلى إسرائيل في اليوم التالي. خلال لقائه مع عباس، قال ترامب: نريد خلق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وسوف نحققه، لكن في الحقيقية ترامب هو سبب القلق من نجاح السلام، حيث إنه متعطش فقط للصفقات، وربما يتخذ شكل عملية السلام في الشرق الأوسط طريقا أسوأ من الذي عليه الآن، قبل الوصول إلى ما يريده. السمعة التي اكتسبها ترامب بشأن عقد الصفقات أتت من نجاحه في تطوير الصفقات العقارية، حين كان نائب رئيس لجنة القروض، حيث استطاع التوصل إلى المئات من الصفقات العقارية، لكن من الحماقة التفاوض على الدبلوماسية الدولية وكأنها صفقة عقارية. العلاقات مع السعودية وعباس وغيرهم من القادة بهدف تحقيق اتفاق سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل يعد دربا من الجنون، خاصة لرئيس جاهل سياسيا، حيث قال ترامب لعباس: لقد سمعت طوال حياتي أنه من الصعب تحقيق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مضيفا أنه يريد أن يرى ما إذا كان يستطيع إثبات خطأ هذه المقولة. ولكن هل حقا ترامب مستعد لذلك؟، حيث يبدو أنه بالفعل قد ضيع أحد العوامل الواضحة والتي تقف عقبة في طريق السلام، وهي قضية اللاجئين، وهو المصطلح الفلسطيني المطالب بحق العودة للفلسطينيين إلى ما يسمى الآن بدولة إسرائيل. من الممكن حل أزمة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وتبادل الأسرى، جميعها قضايا قابلة للتفاوض لتحقيق فكرة حل الدولتين وإنهاء الصراع طويل الأمد، لكن حق المطالبة بالعودة أمر غير قابل للتفاوض بالنسبة لإسرائيل، حيث أكثر من 5 ملايين فلسطيني يعيشون الآن في الأردن وسوريا ولبنان وقطاع غزة والضفة الغربية يعتبرون أنفسهم لاجئين منذ عام 1948، ولهم الحق في العودة إلى منازلهم وممتلكاتهم في المنطقة التي تدخل ضمن حدود إسرائيل. توافق الدول العربية والإسلامية بما فيهم عباس مع الولاياتالمتحدة على ضرورة محاربة تنظيم داعش، لكنهم أيضا يأخذون نفس الموقف الفلسطيني بشأن حق عودة اللاجئين. وخلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيعلم ترامب جيدا أن فكرة عودة اللاجئين ستكون العائق في إتمام عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقبل السفر إلى الشرق الأوسط، على ترامب أن يبذل قصارى جهده ويقضي بعض الوقت مع المسؤولين الأمريكيين الذين لهم علاقة بعملية السلام، ومن بينهم ريتشارد شيفتر، مساعد وزير الخارجية السابق لحقوق الإنسان والممثل الأمريكي لدى مجلس الأمن الدولي. لكن من يمكن أن يقتنع ترامب بوجهات نظر يعرفها من قبل، وإجابات لقضية ممتدة منذ عشرات السنين، فقد أعلنها بكل غطرسة أنه سيحقق السلام بين الطرفين، كما لو أنه يتعاقد على صفقة لبناء برج آخر له. المصدر