أقدم مجهولون الجمعة على اغتيال الأسير المحرر في صفقة وفاء الأحرار والمبعد إلى قطاع غزة، مازن فقهاء بعد إصابته بأربعة رصاصات بالرأس بأسلحة كاتمة للصوت بحي تل الهوا غرب مدينة غزة في جريمة تمس منظومة الأمن في قطاع غزة، ويثير جملة من التساؤلات حول المتورطين في الجريمة رغم توجه أصابع الاتهام إلى أطراف تابعة للاحتلال الإسرائيلي، المعني الأكبر بتصفية رموز القسام وقادة حركة حماس داخل القطاع. وأكد أيمن البطنيجي، الناطق الرسمي باسم الشرطة الفلسطينية بقطاع غزة، أنه تم العثور على جثة فقهاء على مدخل عمارة سكنية، والتي يقع بيته فيها مساء بعد إصابته بعدة طلقات نارية في الرأس بسلاح كاتم للصوت، موضحا أن الشرطة والجهات المعنية باشرت بفتح تحقيق فوري في القضية. وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عبر تغريدة على موقع تويتر، إن عملاء الاحتلال داخل القطاع قاموا بتنفيذ عملية اغتيال جبانة بحق الأسير المحرر الفقاء. وحملت كتائب القسام بشكل صريح الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الجريمة في بيان لها قالت فيه إن الجريمة من تدبير الاحتلال الإسرائيلي، وأنه يتحمل تبعات الجريمة. وأضاف القسام أن الاحتلال يحاول أن يثبت معادلة جديدة على أبطال المقاومة، وهي الاغتيال الهادئ، متوعدة بكسرها وجعل العدو يندم على أنه فكر في مثل هذه المعادلة، ونص البيان: عهدا نقسمه أمام الله ثم أمام أمتنا وشعبنا بأن العدو سيدفع ثمن هذه الجريمة بما يكافىء حجم اغتيال شهيدنا القائد أبي محمد، وإن من يلعب بالنار سيحرق بها واستنكر الجناح العسكري للجبهة الشعبية، كتائب أبو علي مصطفى عملية الاغتيال قائلة إن عملاء الاحتلال الذين ينفذون هكذا مهمات قذرة، فإنه يجب ردعهم ليكونوا عبرة، وعبرت الكتائب عن ضرورة الرد بالشكل والوقت الذي تراه المقاومة بغزة مناسبا. من جهة أخرى، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن هذه العملية تفتح بداية جديدة لعدوان الاحتلال وتشكل بداية عدوان جديد ومباشر ضد رموز المقاومة، مضيفة أن حق المقاومة الرد والتصدي لمحاولات العبث بأمن المقاومة في قطاع غزة. وقال محللون سياسيون إن عملية الاغتيال تتضمن رسائل هامة وخطيرة للمقاومة بغزة من الاحتلال الإسرائيلي مفادها أن الأسرى المحررين والمبعدين لقطاع غزة مستهدفين ولن تستطيع غزة وأمنها أن تحميهم. ويقول المحلل السياسي حمزة أبو شنب، إن عملية الاغتيال تعد تطورا رهيبا في قدرة العملاء وفي أدواتهم على اغتيال رموز وقادة للمقاومة داخل قطاع غزة، موضحا أن إسرائيل ترسل رسالةً للمقاومة بغزة التي يتم إدارتها من الضفة ومفادها أن جميع المقاومين سواء داخل الضفة الغربية أو من يحتمون بغزة فجميعهم مستهدفين. وقال محللون إستراتيجيون إن الاغتيال رسالة للقائد الجديد لحركة حماس يحيى السنوار مفادها أن يد الاحتلال قادرة على الوصول إلى أي رمز واغتياله فماذا أنت فاعل. ومازن فقهاء من مواليد مدينة طوباس في الضفة الغربيةالمحتلة عام 1979، انضم منذ سن مبكر للعمل النضالي في صفوف الإخوان المسلمين ومن ثم لحركة حماس، وقام بتنفيذ عدد من العمليات ضد الاحتلال أهمها العملية التي ساعد بتنفيذها ردا على اغتيال القائد في حركة حماس صلاح شحادة. وتم أسره في سجن هداريم على خلفية أعماله النضالية ضد الاحتلال إلى أن تم الإفراج عنه في صفقة تبادل الأحرار وإبعاده إلى قطاع غزة.